باقر جبر الزبيدي: المجلس الأعلى رفض المشاركة في اجتماع أربيل التشاوري
Thu, 17 May 2012 الساعة : 9:23

وكالات:
اعلن باقر جبر الزبيدي رئيس كتلة المواطن النيابية المنضوية في التحالف الوطني، ان المجلس الاعلى الاسلامي رفض المشاركة في اجتماع اربيل التشاوري، مؤكدا ضرورة التوصل الى اجماع وطني وليس عقد الاجتماع الوطني الذي قلل من اهميته.
وقال الزبيدي في حوار اجرته معه»الصباح»: ان المجلس الاعلى اتفق مع حزب الدعوة الاسلامية على دخول قوى التحالف الوطني في قائمة واحدة خلال الانتخابات المقبلة، نافيا سعي المجلس الى رئاسة الحكومة.
وكشف الزبيدي الذي شغل منصب وزير الداخلية في حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري عن طلب تقدم به المتهم طارق الهاشمي في العام 2006 لتشكيل شركة حماية امنية.
وفي ما يلي نص الحوار:
* متى تتوقعون انعقاد المؤتمر الوطني؟
ـ ان المؤتمر الوطني تأخر كثيرا وكان يجب ان يعقد قبل ثلاثة اشهر ولذلك فان تأخره ترك اثراً سلبياً في انعقاده.
* وهل تتوقع انعقاده قريبا؟
ـ انا شخصيا اتمنى ان يعقد المؤتمر الوطني غدا، ولكن عندما يتم الحديث عن 75 بندا ستناقش في المؤتمر معنى هذا اننا بحاجة الى سنتين كي نخرج بنتائج من هذا المؤتمر.. واعتقد اننا بحاجة الى اجماع وطني قبل الاجتماع الوطني.
* كمجلس أعلى إسلامي هل تمت دعوتكم لحضــــور اجتماع اربيل التشاوري ؟
ـ نعم دعينا الى اجتماع اربيل، ولكننا لم نشارك لوجهة نظر خاصة بنا، لاسيما ان هكذا امور يجب ان تناقش داخل التحالف الوطني اولا ثم ننتقل الى الساحة الاخرى.. والنقاط التسع التي توصل لها الاجتماع، ثمان منها لا توجد للمجلس الاعلى مشكلة فيها ونتفق معها 100 بالمئة، واغلب قوى التحالف الوطني تؤيد النقاط الثماني والمشكلة في النقطة التاسعة والخاصة بسحب الثقة عن رئيس الوزراء، لاننا نعتقد عدم صحة سحب الثقة في الوقت الراهن لان سحب الثقة معناه تشكيل حكومة جديدة وتشكيل حكومة جديدة يأخذ من الوقت بحدود عام لان الحكومة الحالية اخذ تشكيلها هذا الوقت، وتأتي على خلفية توافقات ومحاصصة وبالنتيجة ستضيع الخدمات والشعب سيبقى يعاني، ولذلك نؤكد على ضرورة اعطاء الفرصة للحكومة الحالية بالاستمرار حتى اكمال مدتها القانونية.. وبالتالي بعد ذلك في الانتخابات المقبلة سيتم تشكيل حكومة جديدة ومنح الفرصة لاشخاص اخرين من وزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس وزراء ورئيس جمهورية جدد كي يأخذوا فرصتهم.
* وهل انت مع تشكيل حكومة شراكة ام حكومة اغلبية؟
ـ انا مع تشكيل حكومة الشراكة على ان يكون شريكي مؤمناً بالعملية السياسية ويدافع عن العراق ووحدته ومصلحته لا ان يكون ارهابيا او مرتبطاً بدولة مجاورة او اجنبية.
* اذن برأيك ما هي الحلول التي تسهم في حلحلة الاوضاع السياسية؟
ـ ان الوضع السياسي في العراق بحاجة الى اجماع وطني وليس اجتماعاً وطنياً بحاجة ان نستوعب الجميع، وان تكون شراكة وطنية حقيقية، لاسيما ان ما موجود الان في الحكومة هو مشاركة وليست شراكة، وعليه فاننا بحاجة الى اجماع وطني والحكمة وبناء الثقة وهذه الامور حتى الان مفقودة بسبب جزء من المماحكات بين الكتل جزء منها الاتفاقات السرية التي لم تنفذ وعدم التزام البعض بالدستور وهذه التراكمات اوصلت الجميع الى هذه النتائج التي نحن عليها الان.
* هل يطمح المجلس الاعلى بالحصول على منصب رئاسة الوزراء؟
ـ ان المجلس الاعلى لا يفكر برئاسة الوزراء ولا بالحكومة والدليل لديه الان 10 نقاط يستطيع ان يأخذ وزارتين او ثلاثاً، ولكنه لم يطالب حتى الان بهذا الاستحقاق بمعنى انه المتضرر والمغبون الوحيد، ولكننا لم ننزعج لهذا الامر.
* هل انتم مع بث انعقاد المؤتمر الوطني عن طريق وسائل الاعلام بشكل مباشر في حال انعقاده؟
ـ يجب علينا ان لا نكتفي بنقل وقائع جلسات مجلس النواب بشكل مباشر وان نعمد الى نقل جميع جلسات مجلس الوزراء وان تبث الى الشعب الى جانب نشر كل تقرير يصدر من وزارة يجب ان يطلع الشعب عليه.. والاجتماع المقبل في حال عقده او اي اجتماع اخر سيعقد قريبا تحت هذا العنوان او عنوان اخر يجب ان ينقل بشكل مباشر كي يطلع الشعب عليه بعيدا عن الاتفاقات السرية والتوافقات كي يعرف الشعب الحقيقة، وانا شخصيا اعرف العديد من القضايا المخفية حتى الان لم تعرض على الشعب وهي كثيرة منها اتفاقات سرية حصلت في تشكيل الحكومة الحالية والتي اصبحت حكومة ازمة وانا اول من اطلق عليها هذه التسمية من خلال دراستي لطبيعة تشكيلها وتأخر تشكيلها، اذ تشكلت الحكومة الحالية على اساس الاتفاقات السرية كاتفاقات اربيل والتي لم تعرض تفاصيلها السرية على الشعب الى الان ومنها ادخال مكون او تنظيم او حزب واستحواذه على وزارات اكثر من حصته وحرمان مكون اخر من حصته الحقيقية وهذه الامور والاتفاق عليها ما تزال مخفية، وكلها جاءت نتيجة اتفاقات بين الكرد وائتلاف دولة القانون وبين دولة القانون والتيار الصدري وبين المكونات الاخرى، وان وثيقة اربيل التي تم نشرها مؤخرا هي جزء من الاتفاقية السرية ورغم هذا ان نشرها جاء متأخر، ولكنها جزء من الاتفاقات والاتفاقية فيها جانبان الاول داخل الاجتماع الرئيس في اربيل وجانب اخر في الكواليس، وان الاختلافات الحالية بين بعض المكونات هي ما تم الاتفاق عليه في الكواليس وارفض الدخول بالتفاصيل.
* هل يوجد تقارب بين المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري؟
- نحن والتيار الصدري جزء من الائتلاف الوطني، وانا مع ضرورة اعادة تفعيل دور الائتلاف الوطني العراقي لاننا دخلنا في الانتخابات سوية وعلينا اعادة التحالف الوطني بشرط ان نبقى في داخل التحالف الوطني والائتلاف الوطني يبقى جزءاً مهماً واساسياً من التحالف الوطني والعمل سوية مع التحالف الوطني كدولة القانون وائتلاف وطني.. ونحن على مسافة واحدة من جميع القوى واستقبلنا كمجلس قيادة المجلس الاعلى رئيس الوزراء نوري المالكي مؤخرا، وتم التباحث بجميع القضايا العالقة، واكدنا ضرورة الحوار وتفعيل الاجتماع الوطني كما ايدنا ان يدخل التحالف الوطني في قائمة واحدة في الانتخابات المقبلة على العكس من الانتخابات السابقة والتي رفض ائتلاف دولة القانون حينها ذلك، بالرغم من محاورتي حينها المالكي بهذا الموضوع والذي كانت لديه ملاحظات على بعض المنتمين الى الائتلاف الوطني.. واليوم بحثنا الموضوع مع حزب الدعوة واتفقنا على ضرورة الدخول بقائمة واحدة، ولكن بالوان متعددة، حيث يتم منح المواطن الخيار بانتخاب اي حزب او كتلة يعتقد انها ستقدم الخدمات وستكون نزيهة وكفوءة كي يمكن النهوض بالخدمات والواقع المزري لها وننتقل نقلة نوعية باشخاص جدد مع الافادة من الطاقات الحالية مع طاقات شابة جديدة تدخل الساحة السياسية من اجل انجاز مهمة تقديم الخدمات للمواطنين.. واتمنى كرئيس كتلة المواطن ان يكون التحالف الوطني اكثر تماسكا، وان يتم التفاهم داخل التحالف لمناقشة النقاط التسع الواردة والخروج بحلول موحدة والذهاب الى الاجتماع الوطني برأي واحد وقد يكون هذا صعباً، لاسيما بعد التواقيع الخمسة التي حصلت من قبل زعماء الكتل في اجتماع اربيل، ولكن يمكن الاتفاق على النقاط الثماني وتبقى النقطة التاسعة معلقة للنظر بها بعد الاجتماع الوطني.
* عندما كنت وزيرا للداخلية لم تصل اليك معلومات عن النشاطات الارهابية التي اتهم بها طارق الهاشمي وافراد حمايته؟
ـ ان طارق الهاشمي لم يكن بارزا في بداية تسلمي المنصب كان امين عام الحزب الاسلامي حينها الدكتور محسن عبد الحميد وفي العام 2006 اصبح الهاشمي امينا عاما للحزب، وقام بزيارتي وكانت لدي مؤشرات وليست معلومات على ان هناك تعاوناً بين الحزب الاسلامي في وقتها والارهابيين وارتفعت نسبة هذه المؤشرات عندما قام الهاشمي بتقديم طلب لتشكيل شركة حماية امنية لتوفير الحماية للحزب الاسلامي وشخصيات الحزب الاسلامي فطلبت منه ان يقدم الاسماء التي يرغب بانضمامها لهذه الشركة وفعلا قدم لي حينها اسماء 400 شخص وبعد التحقق من توجهاتهم اتضح بان بحدود 350 شخصاً منهم اعضاء فرق وشعب في حزب البعث المنحل ومن فدائيي صدام واعضاء في الامن السابق وبعد ان اكتشفت هذا الامر اهملت الموضوع شكلا وتفصيلا وبعد مدة طلب الهاشمي مقابلتي الا اني رفضت اجراء المقابلة معه، فاتصل بي بعدها السفير الاميركي لدى العراق انذاك زلماي خليل زادة وبعث رسالة ومازالت موجودة نسخة منها في وزارة الداخلية وانا احتفظ بنسخة ايضا يبلغني فيها بضرورة منح الحزب الاسلامي الموافقة على تشكيل شركة امنية لضرورة اشراكهم في العملية السياسية، وهنا بدأ الخلاف بيني وبين السفير الاميركي وابلغته حينها ان ادخال الارهابيين في العملية السياسية هو تدمير للعملية السياسية.. نحن مع ادخال السنة بالعملية السياسية، لكن السنة الذين لا توجد في داخلهم نوايا ارهابية او عدائية مثل عبد مطلك الجبوري نائب رئيس الوزراء في حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري والدكتور سعدون الدليمي الذي كان وزير الدفاع وحاليا وزير الدفاع وكالة ونوري الراوي وزير الثقافة في حكومة، كانوا سنة كثيرين لكنهم من الذين يؤمنون بالعملية السياسية اما ان تدخل بالعملية السياسية العناصر الارهابية فسيفجرونها من الداخل.
* اذن ماهو هدف زيارة السيد عمار الحكيم الاخيرة الى تركيا، وهل لها علاقة بقضية طارق الهاشمي؟
ـ لا توجد علاقة بين زيارة السيد عمار الحكيم الى تركيا بوجود طارق الهاشمي فاليوم من الممكن ان تتم زيارة ايران او السعودية او اية دول اخرى في حال توجيه دعوة رسمية ولا توجد مشكلة او عقدة بزيارة اية دولة، وهدف زيارة السيد عمار الحكيم الى تركيا هو لاطفاء النار التي اشتعلت بين الحكومة العراقية والحكومة التركية وفعلا حدث ذلك، اذ وهو موجود هناك بدأت التصريحات تتغير نحو الايجاب من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اذ ان تركيا تعتقد ان السنة يتعرضون الى هجمة من قبل الحكومة العراقية وبالتالي هي تدافع عنهم من وجهة نظرها، لكن انا اعتقد ان على الحكومة العراقية ان تفتح الابواب مع تركيا وان تتحدث مع تركيا، لاسيما انها دولة ديمقراطية مع ملاحظاتي على الموقف التركي في بعض التدخلات بالشأن العراقي، لكن علينا ان نذهب ونتحاور ونقنعهم بوجهات نظر العراق بدل ان يسمعوا من طرف واحد.
* بحسب معلوماتك من هي الدول التي لها تدخل كبير بالشأن العراقي؟
هناك قوى مهمة تتدخل بالشأن العراقي كالولايات المتحدة وايران وهذه الدول لها تأثير مباشر قبلنا ام لم نقبل لانها موجودة في المنطقة ومجاورة.. وهذه الدول لا تتدخل وانما مؤثرة بالشأن العراقي.
* وما هو تقويمكم للدور الكردي الأخير في كركوك وتأكيد البعض منهم ان كركوك كردستانية؟
ـ كركوك عراقية باعتراف الجميع وهذه حقيقة يجب ان يقبلها الجميع، وان كركوك للجميع، وعلينا ان نجلس لنتباحث من خلال تشكيل لجنة عقلاء او لجنة حكماء وهذه اللجنة تمثل جميع المكونات ونحتكم للدستور عندها اذا اختلفنا على الدستور كقوى سياسية نلجأ الى لجنة الحكماء او المحكمة الاتحادية او الى أية جهة اخرى حتى تقول هل هذا مطابق للدستور او مخالف للدستور، واعتقد ان مجلس النواب مطالب الان بالاسراع بتشكيل المحكمة الاتحادية عندها سيتم حل الكثير من المشاكل العالقة ومن بينها مشكلة كركوك.
*لماذا لم يتم اقرار قانون الاحزاب في مجلس النواب؟
ـ انا اطالب باقرار قانون الاحزاب باسرع وقت ممكن، لكن هناك وجهات نظر للكتل السياسية التي تتحكم باعضائها وتريد تعديلات ولذلك فان التعديلات اخذت وقتاً داخل اللجنة القانونية وداخل اللجان الاخرى المعنية بهذا الشأن، لكنه من القوانين المهمة والتي ستقر عاجلا اما اجلا، واتوقع ان تقر في الفصل التشريعي المقبل.
* نعود لفترة تسنمك منصب وزير الداخلية ما هي الضغوط التي تعرضت لها انذاك؟
ـ العمل في وزارة الداخلية خلال العامين 2005 و2006 كان صعباً جدا واستقبلت ركاماً ولم استلم وزارة، اذ كان العدد محدوداً والتسليح مفقوداً في حين ان الارهابيين سيطروا على مناطق مهمة من بغداد منها الدورة والبياع والسيدية والجامعة والعدل والعامرية والغزالية والحارثية والمنصور وكان ما يقارب 80 بالمئة من الكرخ مسيطراً عليه من قبل الارهاب، اضافة الى الطريق من بغداد الى كربلاء بما عرف بمثلث الموت، اللطيفية واليوسفية وجرف الصخر وكان يحصد ارواح الزائرين والذاهبين الى الجنوب، ومواجهتنا كانت امام ارهابيين الى جانب سيطرتهم على هذه المناطق يمتلكون سبعة انواع من الاسلحة كانت محرمة علينا ولا يمكن ان نستخدمها نحن، كالسيارات المفخخة وار بي جي والبي كي سي والدوشكات الرباعية والاحادية الى جانب العبوات الناسفة وكانوا يهددوننا وكانت تصل البرقيات لي من ادارة المخابرات باستخدام السموم والاسلحة الكيمياوية، في حين كان الاميركان يمنعون الشرطة والجيش من التسليح وابلغت رسميا من قبل الاميركان بعدم استخدام هذه الاسلحة الا الكلاشنكوف والمسدس وعندما تسنمت مسؤولية الداخلية كان كل اربعة عناصر من الشرطة يستخدمون رشاشاً واحداً وبحثت هذا الموضوع مع السفير الاميركي في العراق حينها زلماي خليل زادة وبعدها بشهر ابلغني بانه تأكد من هذه المعلومات، وكانت كفة الصراع لصالح الاعداء ورغم ذلك ونتيجة للخبرة التي امتلكها منذ الصغر على الاطلاع على اساليب حرب العصابات والدراسات التي كنت اقدمها ايام حركة المجاهدين العراقيين في بداية الثمانينيات حتى بداية التسعينيات هذه الخبرة جعلتني ارسم خارطة عمل ومواجهة الارهاب، وتم اعداد خطة مواجهة الارهاب بطريقة عش الدبابير وتم تطويرها على الواقع وبدأنا بعمليات وكانت اول عملية هي البرق واجتمعت حينها مع الدكتور سعدون الدليمي وزير الدفاع انذاك وقائد القوة البرية عبد القادر العبيدي واللواء عدنان ثابت السامرائي واللواء رشيد فليح واللواء محمود الوائلي وبدأنا بمناقشة الخطة وتم وضعها بعد الشعور بخطورة السيطرة على الكرخ بالكامل حتى ان الارهابيين حاولوا التفاوض معي عبر وسطاء متعددين بشكل غير مباشر، اذ تحدثوا مع العشائر والذين بدورهم تحدثوا مع احد كبار الضباط في الوزارة وحدثني ونقل لي فكرة ان نخلي الكرخ مقابل الرصافة، فهم يسيطرون على جانب الكرخ، ونحن نسيطر على الرصافة مع اعطائهم ضمانات بعودة الامن واستقراره ولم اسمح للضابط باكمال فكرته وهذه الرسالة جاءت بعد سلسلة عمليات خطيرة حدثت في البياع عندما سيطروا على مركز الشرطة هناك واعدموا مدير الشرطة وقتلوا الشرطة واطلقوا سراح الارهابيين ثم هجموا على البياع ونقطة الارتكاز التي استهدفوا بها القوات الخاصة الفوج الثالث في طريق المطار بثلاث سيارات مفخخة واسلحة يقاتلون بها وكانت الاشارة الحمراء واضحة بالا خيار الا المواجهة، وكانت فكرة عملية البرق التي تطورت بملاحقة الارهابيين في اماكنهم وعمقهم الستراتيجي في مناطق المشاهدة وابو غريب وجرف الصخر واللطيفية وشرق وشمال بغداد ومن هذا المنطلق بدأت الخطة واستطعنا ان نطرد الارهاب من هذه المناطق.
* ما الجهد الاستخباري الذي كنتم تعتمدون عليه في مكافحة الارهاب حينها وهل كانت واشنطن تساعدكم؟
ـ بالرغم من بقاء التسليح متواضعا وكنا نتابع المعلومات الاستخبارية التي تصل الوزارة من جميع الاحزاب الوطنية العراقية ولا استثني احداً والجميع قدم لي معلومات وادخلتها في اجهزة الحاسوب بمكتبي الخاص وكانت الاحزاب متقاطعة، ولكن معلوماتها متطابقة وبعد ذلك بدأنا باستهداف المعلومات المتطابقة ثلاث مرات ثم لمرتين ثم لمرة واحدة وقد نجحت هذه الضربات القاصمة التي وجهت للارهاب، اما بالنسبة للجانب الاميركي فقد كان في وقتها فاقد البوصلة والجميع ساعدوني من دون استثناء اكراداً وعرباً وتركمانا ويساريين ويمينيين واسلاميين وسنة، وعندما حدثت الهجمة المضادة استطعنا اعادة السيطرة على كثير من المناطق وطردنا الارهاب والنجاح كان كبيراً ومن الطبيعي ان تكون الهجمة المقابلة من المتضررين من اعادة هيبة الدولة باعتبارهم غير قادرين على مواجهة وزارتي الداخلية والدفاع حينها الى اللجوء الى الاعلام المعادي والتشهير بي وحدثني احدهم من ممولي الارهاب والداعمين وهو حاليا ليس سياسيا وهو من جملة الذين فروا من العراق الى قطر، على ضرورة اسقاط وزير الداخلية باقر جبر ثم بدأت ماكنة قناة الجزيرة كما عودتنا في مواجهة الانظمة التي تعادي اسرائيل او الارهاب بدأت بحملة قادها المطلوب محمد الدايني.
* اذن ما حقيقة ما حدث في ملجأ الجادرية؟
ـ ان ملجأ الجادرية كان فعلا مكاناً مخصصاً للاحتجاز باعتبار الاميركان سحبوا جميع السجون ولم يبق لوزارة الداخلية سجون ولدينا ارهابيون وكنا نرسلهم الى الجرائم الكبرى او مناطق اخرى في وزارة الداخلية ويتم تهريبهم من قبل بعض ضباط الداخلية واضطررنا الى استخدام مكاتب وزراء الداخلية السابقين من دون استثناء وهو ملجأ الجادرية والذي كان يعود الى حلا ابنة الدكتاتوري صدام، وكان مجهز باحدث الاجهزة المكيفة وتم تخصيصه كمكان احتجاز يتم التحقيق فيه بمدد تتراوح بين 48 ساعة و72 ساعة بعد ان يتم التحقق وتثبيت الوثائق واوامر القاء القبض من القضاة يتم تحويلهم الى الخارج، وان المشكلة التي حصلت بالملجأ، هو اننا تجاوزنا الخطوط الحمراء الاميركية بالقاء القبض على ما يسمى بفادي اللحدي اللبناني الذي يمتلك الجنسية اللبنانية والاسرائيلية والاميركية وكان يعمل في المنطقة الخضراء وينطلق مع مجاميع خاصة ولدينا صور ووثائق بانه يتدرب مع ارهابيين ويقتل سنة وشيعة ويفجر هنا وهناك ونبهني عليه حينها وزير الداخلية السابق نوري البدران وهو من الذين عاشوا في اسرائيل وحصل على الجنسية وانتقل الى الولايات المتحدة وبعدها جاء الى العراق مع جي كارنر كمترجم وعمل مع بول بريمر مترجماً ثم اختفى وابلغت نوري البدران باني لم اعثر عليه، وابلغني بانه كان يسكن في الحارثية مقابل منزله وان حمايته باستمرار تراه يزرع عبوات ناسفة في الشارع عندما تمر سيارة معينة يتم تفجيرها وبعدها ابلغت استخبارات الداخلية بمتابعته والتحقق من مكانه وبعدها تم العثور عليه في المنطقة الخضراء مستحوذاً على قصر فخم داخل المنطقة وباساليبهم الاستخبارية استطاعوا التعرف على ما يجري داخل القصر والذي يحوي صورة لصدام واسلحة متنوعة وسيكار لعدي وصدام باسمائهم وبعد المتابعة اثبت انه يترأس مجموعة لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في بغداد بين الحين والاخر ويشعل الفتنة بين السنة والشيعة، وحذرت من قبل بعض ضباط الاستخبارات بتحذير مفاده بان اي مساس بفادي اللحدي ستكون ردة الفعل الاميركية كبيرة، وانا لم ابال بهذا الامر وامرت بالقاء القبض وتم القبض عليه مع 8 اشخاص وادخلوهم الى الملجأ باعتباره مكاناً آمناً ولا يمكن تسريب المعلومات منه وابلغناهم بسرعة انجاز التحقيقات، الا انه لم يكمل وفي الصباح جاءني الجنرال هورس قائد بغداد وابلغني بان هناك طفلاً عمره 16 سنة اميركياً من اصل عراقي هرب من اهله وجاء الى العراق لمحبته في بلده، وقال لي انه موجود في الملجأ واكد انه موجود وسمحت له بالدخول وحده للملجأ، ولكنه ذهب مع 20 سيارة همر واقتحم الملجأ وكسر الابواب واخرجوا فادي والمقبوض عليهم معه وسرقوا جميع الاضابير واخرجوا بحدود 170 سجيناً وحتى الان لا نعرف مصيرهم.
* وما حقيقة تشكيل فرق الموت في وزارة الداخلية؟
ـ كانوا يقولون ان فرق الموت كانت في الداخلية وشكلنا فريقاً مشتركاً مع الاميركان واتضح ان الموضوع غير صحيح.. نعم هناك فرق موت من السنة ومن الشيعة كلها تولدت نتيجة معاناة هذا الطرف او ذاك بعد تفجير الروضة العسكرية وهذه ردة فعل انسان لا يمكن السيطرة عليها مثل الجريمة المنظمة.
* ماهو تقويمكم لاداء الاجهزة الامنية في الوقت الراهن؟
ـ الاجهزة الامنية يوجد فيها مشكلة واحدة، ولكنها كبيرة، غياب عنصر المباغتة للارهاب وهذا الامر يساعد على ان الاخير يختار الوقت والزمان في تنفيذ العمليات الارهابية بالرغم من انهم في وضع اضعف مما كانوا عليه.
المصدر:الصباح