متى يكون القرار ناجحا؟ - عبدالستار الاسماعيلي
Sun, 13 May 2012 الساعة : 10:35

ونحن نخوض معترك الحياة تواجهنا مختلف المواقف والظروف التي تلح علينا في ايجاد حلول واتخاذ قرارات حيث نجد انفسنا امام خيارات متعددة يطرحها علينا العقل ،علينا اختيار الخيار الافضل من بينها لمعالجة أي اشكالية من اشكاليات حياتنا الحاضرة0
اتخاذ القرار نقطة مهمة ومرحلة فاصلة بين حالتين،حالة قلقة تنتظر معالجة واصلاح وحالة تمثل وضعا جديدا به يقاس نجاح او فشل القرار الذي ادى اليه0
ماذا نحتاج لكي تكون قراراتنا ناجحة؟
نحتاج الى جملة مقومات لابد من توفرها لاجتياز أي موقف او تجاوز أي اشكالية بنجاح :
*التجربة اول مقومات القرار الناجح ،فما لم تكن هناك ذهنية واسعة لها من سعة الاطلاع والمعرفة والممارسة ضمن نطاق المشكلة القائمة فإن الرؤية ستون قاصرة عن الاحاطة بالخيارات المتاحة لايجاد الحل الامثل ومن ثم الاستعداد للتكيف مع النتائج المحتملة0
**ملائمة الظروف لاختيار القرار والتأكد من عدم تقاطعه مع العوامل الاخرى لأن قرارا يتخذ مع اغفال الجوانب المتعلقة بالموضوع سيكون محاطا بمعوقات تحول دون نجاحه0
***معرفة الامكانيات المتوفرة لكي يكون للقرار فاعلية على ارض الواقع لان القرار في بدايته عبارة عن مجموعة من الافكار تنبثق عن ارادة تهدف الى تغيير حالة معينة ، وهذه الافكار تتلخص ااخيرا في قرار يصدر عن تلك الارادة 0 ولايمكن لمركز اصدار القرار ان يتوقف عند حدود الافكار بل لابد من استحضار الامكانيات والتأكد من توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ ذلك القرار0
****استعداد مركز القرار للتفاعل الايجابي مع النتائج الجديدة الناشئة بعد اتخاذ القرار والتعامل بروحية توازن بين مانتج عن القرار من ايجابيات وفوائد ومصالح متحققة وبين سلبيات ونتائج قد تكون غير محسوبة وذلك يقتضي مراجعة لحيثيات القرار ونتائجه وعوامل نجاحه والاستعداد لاجراء التعديل المطلوب كلما لزم الامر0
*****تأمين مستلزمات استمرارية فعالية القرار بعد اتخاذه وثبوت نجاحه من خلال تفعيل الصيغ العملية لتطبيقات القرار في المجال الخاص به0
وفي ضوء النقاط المتقدمة فأن ظرفنا الحاضر المزدحم بالاشكاليات المختلفة يفرض علينا التأني والوقوف امام كل حالة بدقة 0لان التسرع المؤدي الى قرارات منفعلة لايأتي بنتائج مثمرة بل يخلق اجواءا من شأنها ايقاف التواصل والحوار بين اطراف العلاقة لاي قضية من القضايا0
في حياتنا كأفراد ومجتمعات ودول تحتل القرارات اهمية بالغة ولها من التأثير الكبير اى الحد الذي يحدث معه تغييرات وتطورات تحمل من النتائج ماتحمل الامر الذي ينعكس الى الواقع الذي نعيش فيه فأتينا بأنماط سلوكية وظواهر اجتماعية قد تكون غير مألوفة لنا قبل اتخاذ تلك القرارات0
في تأريخنا الانساني كم من القرارات اتخذت في زمانها وكانت سببا في شقاء هذا الشعب او ذاك؟ كم من المجازر الوحشية التي ارتكبت بسبب قرارات همجية اقدم عليها حاكم جائر او سلطان مستبد ؟ وأمسنا القريب حافل بكوارث مأساوية لازلنا نئن من وطأتها نتيجة قرارات رعناء أقدم عليها النظام السابق لم تقيم وزنا لاي شيء ولم تحفل بأي شيء0
ويبقى المعيار الاهم لنجاح أي قرار بمب يقدمه من نتائج مثمرة تصب في الصالح العام وتخدم الحياة بكل جوانبها0 والله الموفق0