الإنتخابات المبكرة هدراً للمال ومضيعة للوقت- محمود الطائي
Sun, 13 May 2012 الساعة : 9:18

يتفق أكثر السياسيين على ان الدعوة إلى إجراء الأنتخابات المبكرة وحل البرلمان، لا تزيد الأزمة السياسيّة إلاّ مزيداً من الترهل وعدم حلحلتها بأيّ اتجاه فيه أيّ نوع من الصحة والعقلانية، فعمليّة حل البرلمان وإجراء الإنتخابات المبكرة وكما تبدو لأيّ متتبع للسياسة، سوف لن تأتي بأيّ شيء جديد، لأن المراد منها سوف لن يأتي إلاّ بما موجود حالياً، ورُبّما يصل بحلة أكثر جمالاً وأكثر بريقاً، فالكتل والتحالفات لن تشهد إلاّ التغيير الطفيف واتجاه الناخب العراقي هو ذات الأتجاه، وإذا حدث فيه تغيير فهو لن يؤثر على نتيجة الأنتخابات بحيث يقلبها رأسا على عقب.وهذا ما أكدته تصريحات القادة السياسيين العراقيين فزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في تصريحاته أعتبر الحديث عن حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة مفسدة كبيرة وفرصة لبقاء رئيس الحكومة نوري المالكي في الحكم لفترة طويلة بحسب تعبيره، في حين اعتبر نوابا من العراقية ان الحديث والخوض في هكذا موضوع، لا يتعدى مجرد ضغوط تمارسها بعض الكتل السياسية للحصول على مكاسب، وان الحل بحسب رأيهم هو الذهاب الى عقد المؤتمرالوطني والالتزام ببنود اتفاقية أربيل اللذان يمثلان الحل الوحيد للخروج من الأزمة كما يقولون، وهذا هو رأي الأكراد أيضاً، حيث أكدت النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف ان اجراء الانتخابات المبكرة لن يغير من الواقع السياسي الموجود حالياً، مشيرة الى أنّ الذهاب لهذه الخطوة سيؤدي إلى خسارة مزيد من الوقت والأموال من دون إيجاد حل للأزمة السياسيّة.
يبقى أنّ الذهاب للانتخابات المبكرة سيؤدي إلى تأزيم المشاكل الحالية أكثر من حلها، ولا بُدَّ من دعوة جميع القوى السياسيّة إلى تقديم التنازلات والجلوس على طاولة الحوار للخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي تمر بالبلاد. حفاظاً على المال العام الذي يكون المواطن أحوج ما يحتاج إليه للنقص الحاد في الخدمات ومن أجل الشروع في عملية التنمية المستدامة، ولأن عمليّة إعادة الإنتخابات لا تمثل إلاّ عملية دوران في حلقة مفرغة فيها إضاعة للجهود لأن الهدف والغاية والنتيجة سوف لن تأتي بشيءٍ جديد على الإطلاق.