بين ولادة الزهراء.... وولادة الجمعة -ظاهر صالح الخرسان
Sun, 13 May 2012 الساعة : 8:58

مطالبة بحقوق ،دماء سفكت،انقلاب على الاعقاب .....
أتذكر ذلك اليوم الذي سأل فيه احد مشايخ الازهر جمع من المثقفين والادباء الذين حضروا في ندوة عن الاسلام من منكم يُعرف الاسلام ؟
عرفه الادباء كل على حد علمه ومفهومه الخاص ومعرفته الثقافيه ...
قال لهم انتم في القرن العشرين ولم تتوصلوا الى تعريف الاسلام الحقيقي ولم تعرفوه كما عرّفه جعفر الطيار (ع)عندما سأله ملك الحبشه ، عنه اجابه(( كناقوم جاهليه نأكل الميتتة ونعبد الاوثان ونشرب الخمور ويأكل القوي منّا الضعيف وووووو...
فبعث الله الينا رجل منّا صادق القول امين غير كذّاب...يدعونا الى عبادة الله واحترام الجار ...((
انه نبي الرحمة الذي ارسل الى العالمين لكن ما إن جوبهت دعوته بالاتهامات والدعايات التي أريد منها ثنيه عن دعوته الالهيه ...فلم يجد ذلك نفعا حتى خضعوا لامر الواقع واذا بالرأي الشيطاني قالوا انه ابتر لا عقب له بموته سوف ينقطع خبره وذكره ودعوته ...
وهنا تتدخل السماء والعناية الالهيه حاملة ذكرى الرسول وامتداد عقبه ((انا اعطيناك الكوثر ...)
ولدت الزهراء لتكون الامتداد النبوي ...
فأصبحت الزهراء جزء لا يتجزأ من نور الرساله المحمديه ودعامة اساسيه من دعامات الايمان..
وقفت الزهراء في وجه الانحراف والظلم فهي القدوة التي وقفت تطالب بحقها لا طمعا فيه بل انه حق لا يجب ان تسكت عنه ...
نزلت ام ابيها الى الساحة السياسيه ودافعت عن حقها الذي كان ينطوي في حقيقته على الدفاع عن الامامه والتراث النبوي واولوية بيت العصمه في الامساك بزمام الامور للامه ...فأتخذت من قضية فدك منبرا من اجل المطالبة بالولاية التي ارسى قواعدها الرسول وهكذا استطاعت الزهراء بخطابها ووقفتها ان تسلب الشرعيه (التي يعتقدونه بها ) من هؤلاء الحفنة الذي انقلبوا على الدين وعلى شريعة سيد المرسلين ...ودفعت ثمن مطالبتها ان استشهدت في سبيل الله ورحلت مظلومة واجدة على الامة لكنها اسست للاحرار وقفة مشرفة ومطالبة بحقوقهم ...
امرأة مفجوعة بوالدها وقوم اغتصبوا حقها الشرعي وانقلبوا على اعقابهم بين ليلة وضحاها ولم ينصرها الا النُزر اليسير ...
فجحدها الجاحدون وانكر عليها المنكرون ...
تمر القرون والقرون على ظلامة الزهراء حتى عشنا ظلامتها وتجسدها رجل طاهر قد خرج من عمق الظلم والاضطهاد ينتمي الى الزهراء نسبا وحسبا وعقيدة ومبدأ...
انطلق صوت ملائكي من رحم المحنه من ركام الدمار اعاد الحياة الى النفوس.. .شخص ارادة القيادة لهذا الشعب فكنت حقات قيادة الهية رسالية ربانية
والقيادة الرسالية هي القيادة التي تشرف على الناس وتربيتهم وتزكيهم وترفع مستوياتهم ولا تتأثر بسلبياتهم ،هذه القيادة هي قيادة الانبياء والائمة ومن يتبع خطهم .
ولكن هذه القيادة تصطدم بعقبة وهي سلبيات الناس فهي تربي الناس ،ولكن التركيبة الاجتماعية والاوضاع النفسية والاقتصادية والسياسية تضغط عليهم وتوجههم توجيها اخر (الناس يتفرقون عنها اذا ما التزمت القيادة بخطها واذا خضعت لهم انحرفت عن مسارها وعن اصالتها (لقد كان المولى المقدس حاضرا ومتواجدا بثقله على الساحة وبحضوره المبارك كان الناس في حركة دائبة ، رغم العقبات ورغم سلوكيات الناس ورغباتهم وتشكيكهم ورغم السهام التي خرجت من زوايا النجف البالية والشخصيات المشبوههه والمتصيدة التي اكل الدهر عليها وشرب واصل السيد عطاءه كالشجرة المثمرة التي مرّ عليها قدس سره ورأى الاطفال يرمونها فقال اريد ان اكون كالشجرة اعطي من ظلمني ...
فقد استطاع المولى المقدس بما لديه من ملكات وعبقرية (وكل موهوب محسود )وبما اوتي من حدة ذهن وقوة وسماحة وقلب حديدي ان يجٍٍسّد القائد الرسالي السياسي فقد ترجم ما وجد في النصوص الشرعية الى عمل يومي عصري بعد مزج النص بالواقع والخروج برأي فقهي استدلالي اسلامي سياسي فلهذا احبه من اراد النجاة وتعلق به الغريق الذي رأى هناك فرصة للنجاة فقد جسّد المولى القيادة الحقيقية واعاد الى اذهاننا ايام رسول الله وعلي فقد مثلها بأبها صورة فلم نعش اياما مثل التي عشناها فهو الامام في المسجد والقائد في المعركة والمعلم في المسجد والراهب في الليل والقوي العنيد امام الظلمة والامين على مصالح الناس .........استطاع المولى المقدس ان يكون اول مرجع من مراجع العصر الحديث يقتحم ميدان الامة ويخوض في بحرها ويخاطبها مباشرة بصلاة الجمعة ،بسابقة لم يعرف لها التأريخ نظيرا اذ من طريق صلاة الجمعة احيا شعيرة اسلامية ظلّت مغيبة قرونا عديدة وعاد من طريقها الفكر الاسلامي الحركي الثائر الى الوجود منفتحا على الحياة متحركا على ارض الواقع بلا تردد ،فأعاد حرية المستضعفين وانتماؤهم ...في كلمة مختصرة استخدم ابداعه الفقهي من اجل احياء هذه الشعيرة من اجل احياء النفوس.....فكان ينظر الى الصلاة انها امر عبادي يحمل في مضامينه الامل يقول السيد فضل الله ((وعندما جاءت صلاة الجمعة ،استطاعت ان تكون المتنفّس للكلمة الدينيه والموعظة((واذا بمحمد الصدر يغير المجتمع ومجرى الاحداث ويقلب الموازين ،فتحاول دولة بكاملها اللحاق به بأجهزتها واسيادها ، بدا انه هو المبادر و المتحرك وهم ينظرون ما ذا يفعل بالخطوة الاولى واذا بسنوات قليلة واشهر معدودة يسفّه احلام الطواغيت ويعرفهم حجمهم الطبيعي نواصبح لا همّ لهم الا ماذ قال الصدر؟ وماذا فعل ؟
واذا بالنجف الاشرف تتحول الى ربيع للشيعة ،ومحط الرحال ،بعد ان كانت خاوية على عروشها ،بعد رحيل عزّها وفخرها وزعيمها التي خسرته باقر الصدر ،وانزواء من يدعي انه من قادتها وعظماءها والمحافظ على كيانها ،فقد هيمن السيد على القرار واخذ يغزوهم في عقر دارهم
((تكليفي الشرعي وجدت نواقص ومظالم ولعل الله يجعلني السبب في الاصلاح))
و شاء الله ان تكون الجمعة كرامة من كراماته ودليل ذلك استمرارها بعده ((الجمعة مؤيدة بتأييد الله ))هذا دليل على تنبؤه بهذه الظاهره فاذاكان الشيء مؤيدا من الله فهو يبقى قائما الى ماشاء الله ...
هذا الرجل الذي جاء في حقبة زمنيه تعلى فيها صوت الحاكم على المحكوم وتقاطع فيها موقف المرجع الثائر مع المتفرّج وكانت النتيجه ان ينفرد الحاكم الظالم فيُجهز عليه بصمت الهج الرعاع المتخاذلين كما حدث في ظلامة الزهراء ...
مرجع ثائر يتحدّى طاغية عصره ويستشهد على يديه واخر منزو لا علاقة له بالناس الا اوقات الاستخاره وساعات المصالحه وقبض الحقوق ....
عالم قائد يدعو الحاكم الظالم الى مواساة الناس وانصافهم ولا ينفك يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر حتى دفع ضريبة هذه الدعوة وانهى حياته وولديه ومحبيه والسائرين على خطه الشريف ...
انتصر المولى في نهاية المطاف كما انتصرت الزهراء (ع)
فتحقق المبدأ الاساس والعنصر الاهم في عملية الانتصار التي يبحث عنها القادة الا وهي الطاعة وبحركته الحوزويه ركز مفهوما عمليا في اذهان الجماهير وتمسّكت به وهو انها لن تتفاعل مع من هب ّودب ولكن تتفاعل الجماهير مع من يحمل همومها ويعيش قضاياها وبذلك اتعب الشهيد المقدس من ياتي بعده وذلك لانه اوجد جسورا بين الحوزة والامه فلا يمكن لاتباعه ان يتبعوا شخصا منزو لا يهتم بالناس ولا يخرج اليهم ولا يضحي من اجلهم ...
سيدي يا صاحب الطلعة البهية ورافع راية الاصلاح فقد جعلك الله سببا لا صلاح النفوس الفاسدة والقلوب المريضة نبي وحجة زماننا ونعمة لم يعرفك حتى اقرب الناس اليك ،فكنت مرسل الينا ،ولربما اخر ورقة من اوراق الاصلاح والانذار بعد بن عمك العظيم (قدس)
فلم نستحق هذه النعمة ،فما اسرع لحاقك بربك وبالصالحين وتركت الذين احبوك وقلّدوك حاملين ارواحهم على اكفهم في موج مضطرب في ليل بهيم ،والوحوش التي زجرتها والقمت في افواهها الحجر اخذت تعد العدة لأخذ الثأر ثمن ما قيّدتهم به طوال سنين فكشّروا عن انيابهم ،وكل اخذ بطريقته وثأره على تهديم ما زرعته بفكرك وسقيته بدمك ودم الذين خلقوا من اجلك ،
بعضهم اتخذ طريق ابليس وشرَك ابليس ليحرف اتباعك الذين لم تجف دموعهم بعد ولم تبرد حرقة قلوبهم استخدم المال من اجل حرف المسار واللحاق به والعكوف على عبادة العجل بدل عبادة الاحرار ....
وبعض اتخذك بقرا حلوبا فلما درّت نفخ في عجل نفسه ..وقال انا ......انا ....لا غيري ،انا المقرّب انا المُوَصّى ،انا الوحيد فلما استتب له الامر ولم ولن يستتب بحول الله ...حتى نكّس رايتك ورفع رايته ولطّخها بدمك وسرقة فكرك فكان كالذي نقضت غزلها من بعد قوة ((وانّى له القدرة ورايته الجُبن ونكران الجميل ((
واخر سلك طريق الخداع والتناقض فيرى انه وريث العلم وهو ولي الله وحجته والمصلح المتواري عن الانظار...فتعسا له وبُعدا فكان كلّما اراد ان يرفع نفسه اكبّه الله واذله واخزاه وانسلخ من الدين كأنسلاخ بن باعورا ...فلا توفيق الهي ولا اتباع مخلصين بل حفنة من السذج والمُغرربهم فطعنوا المنهج من خلفه غدرا ونفاقا (وكأن الذي بنا لم يكفي من مرارة اقران المولى الذي حاربوه في حياته، لم تزل مرارتهم في النفوس ))
ولكن نسوا وتناسوا ((ان محمد الصدر حرّك النفوس واصلحها وقلب الموازين وانقادت له الانصار طوعا ))
فلن يتبعكم الا مريض او في قلبه شك .....
ولتعلموا ان محمد الصدر خاض الغمار وحده ووضح السبيل وكشف المستور ووضح السنن وامات البدع ((امثالكم ))ورفع الركام ((الجهل ((