خطر العراق الجديد على طغاة الأنظمة العربية -باقر الرشيد

Wed, 9 May 2012 الساعة : 13:37

شهد النظام العربي الرسمي ومنذ العام 2010 نوعاً من التغيير السياسي في بعض البلدان العربية بدءاً من تونس ومصر ثم ليبيا ، كما أن هنالك دولاً تقف اليوم على أعتاب التغيير بعد أن أدركت الشعوب العربية أنها لا تمتلك الإرادة في أن تملي ما تريده على أنظمتها ، وأن هرم السلطة الأعلى مازال وسيبقى هو المتحكم الوحيد بكل شؤونها ويمنعها حتى من مجرد التفكير بأبسط حقوقها وأن تبقى مغيبة على الدوام من أي فعل يؤدي لتحقيق طموحاتها وآمالها في الحرية والتعبير ،.

أما التغيير الذي حصل في بعض البلدان العربية فأنه وبالتأكيد قد تأثر بشكل أو بآخر بما حدث في العراق . فقد قرأت العديد من فصائل المعارضة العربية المهمة المشهد المتأزم والصراع الذي آحتدم في العراق منذ عام 2003 ولحد الآن ووجدته يتمثل وبشكل واضح في أن هنالك نظاماً دولياً تحالف لإسقاط نظام طاغوتي ديكتاتوري في وقت وقف فيه النظام العربي ضد عملية التغيير السياسي تلك ، وجسدت الأنظمة العربية رفضها وعداءها من خلال عمليات القتل الإرهابية التي كانت تسندها وتخطط لها وتمولها وكان ضحيتها في الغالب أبناء العراق وأحياناً قوات التحالف.

ومن هنا بدأت دول التحالف التفكير والتخطيط لما يشبه الثأر من الأنظمة التي سوّقت الإرهاب إلى العراق وساهمت بقتل الآلاف من جنودها فوق الأرض العراقية .

فبادرت وبحماسة لدعم الحركات والكتل الثائرة من شعوب تلك الدول على أنظمتها وهيأت لها كل وسائل الدعم والإسناد لتتمكن من تحقيق نجاحاتها في القضاء على تلك الأنظمة وإحداث التغيير في بلدانها . وكان الهدف من ذلك الدعم تلميع صورة الأنظمة الغربية وأمريكا على وجه الخصوص لدى الرأي العام العربي ولدى الثوار الذين آنطلقوا حاملين رايات التغيير في تلك البلدان ، مع علمها بأن الشعب العربي يدرك وبشكل جلي أن كل الأنظمة الدكتاتورية هي في الأصل من صناعة الغرب وأمريكا تحديداً.

إن غالبية الأنظمة العربية وخاصة أنظمة دول الجوار كانت ترغب بإزالة نظام صدام وبعثه من العراق وكانت تأمل بإحداث التغيير لأنها وجدته نظاماً مقلقاً لها وهي تعلم بأن صدام شخص سادي يمثل تهديداً مستمراً لبلدانها وليست لديه علاقة طيبة مع أي نظام عربي ، كما أن كل الأنظمة العربية وخاصة الخليجية منها كانت تعلم جيداً أن صدام لم يتخذ من هزيمته ونكسته في عام 1991 وما لحق بالعراق من خراب ودمار درساً يوقفه عن أحلامه العدوانية المريضة ، بل إنه كان يسعى لبناء قوته من جديد إستعداداً لمغامرات أخرى قادمة وهذا ما تجسده طبيعة العقلية الصدامية التي أدرك أبعادها الجميع من العرب وغيرهم ، لذا فإن التغيير في العراق خدم الجميع وفي مقدمتهم العرب.

كل هذا وغيره كان متجسداً في عقول الحكام العرب ولهذا يفترض أن يكون رحيل صدام عن العراق نعمة إلهية لهم ، لكنهم كانوا يريدون أن يتم التغيير وفق أجندتهم الخائبة ووفق رؤيتهم السياسية والطائفية ، على آعتبار أنها تعودت أن يكون حاكم العراق من طائفة واحدة ومحدّدة ، لذلك راحت تدفع وبهمجية ووحشية بآتجاه التصعيد ضد هذا التغيير عندما وجدت نتائجه لا تتوافق مع رؤاها .

Share |