تل الولاية موضع المدينة السومرية لرك - أباذر الزيدي -كربلاء

Wed, 9 May 2012 الساعة : 9:01

وهو من المواقع الأثرية المهمة في محافظة واسط وقد ورد أسم هذا الموقع في دليل المواقع الأثرية في العراق وأعلن عن أثريته في جريدة الوقائع العراقية المرقمة ( ۱٤٦٥ ) في ۱٧ / ۱۰ / ۱٩۳٥ م .
يقع جنوب ناحية الحسينية والطريق المؤدي إلى الموقع كثير التعرجات جزء قليل منه معبد والقسم الأخر ترابي ويكون أحياناً على حافات مبازل وقنوات .

التسمية :
تل الولاية : وهي تسمية حديثة محلية وهناك رأي يفيد بأن تل الولاية هو موضع مدينة ( لاراك ) السومرية ۱ وقد ذكرتها المصادر المسمارية بهيئة (UD-UD-AG = larag/k (la7-ra3-ag?). UD-UD ki = larag2/k.) وهي المدينة الثالثة التي نزلت فيها الملوكية من السماء بحسب قوائم الملوك السومرية 1 كما ذكرت بعض المصادر على أنها موضع المدينة القديمة ( گش ) نسبة إلى الإله الذي عبد في موقع تل الولاية وفقاً لما ذكرته النصوص المسمارية التي كشفت عنها التنقيبات الأثرية ، ويذكر الباحث ( بيوتور ستنكلر ) " أفضل الاحتمال أن مدينة لرك تقع ضمن أطلال تل ( اللحم ) الأثري في مدينة الناصرية والذي يبعد الى الشمال الغربي من مدينة ( أيسن ) مسافة ۲۲ميل " ۲ .
شكل التل بيضوي فيه استطالة من الشرق الى الغرب مساحته ( ۳٤۰ دونم ) وارتفاع أعلى قمة فيه ( ٥,٤ م ) عن مستوى السهل المجاور والى الجنوب من تل الولاية مرتفع من الأرض لا يتجاوز ارتفاعه ( ٥,۲ م ) ومساحته ( ۱۲ دونم ) سمي بتل الولاية والذي يعتبر امتدادا لتل الولاية يفصل بينهما في الوقت الحاضر مبزل ماء أتً من ناحية الحسينية ويجاور التل عدد من المواقع الأثرية فألى الشمال منه تل بسماية وتل كرين ويص الى الجنوب تل أرغيلة والأخضر وايوخي۳ .

التنقيبات الأثرية

تعرض الموقع ومنذ الخمسينات الى أعمال الحفر والنبش من قبل المتجاوزين طلباً للقى الأثرية بحيث أن الطبقات العليا من التل تبعثرت أثارها وطمست معالمها فقد تعرض الموقع الى تخريب واسع شمل سطح التل كله وبأعماق متفاوتة ما بين ( ٥۰ – ۱٥۰ م ) بحيث أصبح سطح التل على هيئة حفائر وأوفدت لهذا الغرض هيئة من دائرة الأثار والتراث التنقيب في الموقع برئاسة الدكتور طارق مظلوم ٤ عام ۱٩٥٨م وشمل الحفر الحوض الذي شيده الملك شولگي وثلاث حارات أخرى وموضع الحوض بناء مستطيل أبعاده ( ۳۰,٤ × ۱٥,۲ م ) وهو مشيد بالأجر وتقع الحارة الأولى في الجهة الجنوبية الشرقية للتل ومساحته (۱٥ × ۱٥ م ) وقد استظهرت فيها طبقة واحدة أما الحارة الثانية فتقع في أعلى التل وكشف فيها عن وجود وحدتين بنائيتين تعودان لعصر السلالات كذلك وتقع الحارة الثالثة في النهاية الشمالية الغربية للتل وقد كشف فيها عن جزء كبير من قصر واسع يعود للعصر الأكدي ٥.
وتمثلت أبرز اللقى الأثرية بالأواني الفخارية التي تعود الى عصر السلالات الثالث والعصر الأكدي وبالأختام الأسطوانية التي تعود للعصر الأكدي ولفترة الانتقال من عصر السلالات إلى العصر الأكدي وبمجسمات فخارية تعود الى هذه الفترة كما عثر على أدوات نحاسية ومجموعة من الخرز وأجرتين مختومتين بكتابة مسمارية .
أوفدت الهيئة العامة للآثار والتراث للتنقيب في الموقع عام ۱٩٩٩ – ۲۰۰۰ م بعثة برئاسة الأستاذ سالم يونس حسين ٦ ولقد تميزت المرافق البنائية المكتشفة في تل الولاية بأن جدرانها الخارجية صماء بدون أبواب وتفتح الغرف على ساحة الدار ويكون المدخل الرئيسي على الغالب الى جهة الشمال بعيداً عن حرارة الشمس .
تتميز اللقى الأثرية في تل الولاية بتنوعها وكثرة موضوعاتها فقد اكتشفت مجاميع كبيرة من المواد المصنوعة من الفخار والحجر والصدف والنحاس التي أستخدمها الإنسان في حياته اليومية مثل الصحون والجرار والأقداح والكؤوس والسلال والمناجل الفخارية والفؤوس والسكاكين والأزاميل والمراود النحاسية وصنع العربات ذات العجلات واستخدام مناضد وأسرة من الخشب والقصب ووضع لها نماذج مصغرة كأداة تسلية للأطفال وأواني من الفخار ربما استخدمت لصهر المعادن ودلايات طينية واستخدمت في تل الولاية الأختام بنوعيها المنبسطة والأسطوانية عليها مشاهد أو كتابات مسمارية أضافة الى ذلك فقد اكتشفت مجموعة من الرقم الطينية . ومجسمات أدمية وحيوانية دقيقة الصنع وزاد الاهتمام بالنظام الإداري فاستخدمت الأوزان على هيئة أشكال مختلفة ووضع على بعضها بعض الرموز .
كما أستمرت أعمال التنقيب في تل الولاية للعام ۲۰۰۱ م من قبل الدكتور صلاح رميض ومن ثم أستأنفت التنقيبات الأثرية من قبل الأستاذ عايد غالب عام ۲۰۰۲ م ثم توقفت التنقيبات في الموقع بسبب أحداث عام ۲۰۰۳ م ومن ثم أستأنفت أعمال التنقيب عام ۲۰۰٧ م برئاسة السيد ( عدنان محمد علي ) .

الألواح المسمارية

خلال تنقيبات الدكتور طارق مظلوم عام ۱٩٥٨ م في تل الولاية فقد تم العثور على مجموعة من الألواح المسمارية التي درست من قبل الباحث ( نيكولاس بوزدگيت ) ٧ وعددها ۱٤ لوح وتعاملت مع عدة مواضيع أقتصادية منها حسابات الفضة والخبز والطحين وغيرها من المواد وهي تعود الى أرشيف شخصي لعصر سلالة أور الثالثة وأجزاء من ألواح تعود الى العصر الأكدي القديم كما ذكرت الأجرات التي عثر عليها أثناء التنقيب ( الأله شوسين ، الملك المحارب ، ملك أور ، ملك الجهات الأربع ) كما عثر على أجرة أخرى كتب عليها (( الأله شولگي ، البطل المحارب ، ملك أور ، ملك الجهات الأربع ) كما ذكر أحد الأختام ( ما شم ، أبن گا با ) وأيضاً عثر على مجموعة من الألواح وعددها عشرة ضمن تنقيبات عام ۱٩٩٩م ودرست من قبل الباحث ( بنيامين هيكمن ) ٨ وترجع هذه المجموعة الى العصر الأكدي وعصر سلالة أور الثالثة وهي ألواح أدارية كما عثر على أجرتان ترجعان الى الملك شولگي والملك شوسين وهناك مجموعة من الألواح التي أستظهرت خلال تنقيبات عام ۲۰۰٧ م لازالت تدرس من قبل كاتب المقال .
يبقى كل ما يطرحه الباحثون من دراسات ونظريات حول موضع مدينة ( لرك ) هو مجرد تخمين قائم على بعض الأشارات التي وردت في النصوص المسمارية ولكن لابد من الحصول على الدليل المادي وهذا يستدعى عمل العديد من الحفريات في المواضع التي ذكرتها النصوص المسمارية عسى أن يعثر على ألواح تذكر صراحة موقع المدينة المجهول .

المصادر والمراجع :

1) Th. Jacobsen, The Sumerian King List, AS 11 (Chicago, 1939), 74-75.
2) Piotr Steinkeller,Larak and the “Old Tigris” Nabu 2005-28,p.3.
3) قحطان رشيد صالح ، الكشاف الأثري في العراق ، مطبوعات المؤسسة العامة للأثار والتراث ، بغداد ، ۱٩٧٨ ، ص ۲۳٤ .
4) Salim Younis Hussein, Mark Altaweel, and Zuhair Rejeb, Report on Excavations at Tell al-Wilaya, Iraq, Akkadica , Vol,130/1 م (2009),p.1 ff .
5) مظلوم. طارق عبد الوهاب، "حفريات تل الولاية (في لواء الكوت)" سومر، مجلد ۱٦، الجزء الأول والثاني،۱٩٦۰، ص٦۲- ٦۳.
4) Rashid, S. A. 'Die Ausgrabung von Tell el-Wilayah und die Bedeutung ihrer Rollsiegel.' In Sumer, 19 (1963), 82 ff.
6) حسين. سالم يونس، "التنقيب في تل الولاية للموسمين ۱٩٩٩ – ۲۰۰۰ "، سومر، مجلد ٥۲، الجزء الأول والثاني -۲۰۰۳- ۲۰۰٤،الصفحات من ٥٩ إلى ٨٨ .
7) Postagate,N.J , Inscriptions from Tell Al-Walayah, Sumer,Vol,32,(1963 ) , pp.77-100.
8) S. y. Hussein, M. Altaweel, Z. Rejeb, Report on Excavations at Tell al-Wilaya, Iraq, Akkadica , Vol,130/2 (2009),p.13 ff .
 

Share |