حكمة جدتي-عبدالسميع الجفيلي -الناصرية

Tue, 8 May 2012 الساعة : 23:55

 في خضم الأحداث السياسية المتسارعة والدراماتيكية التي يمر بها البلد والتي يعجز العقل الطبيعي عن محاكاتها وأن يرتبها بشكل مفهوم وأن يضعها في مساراتها الصحيصة. احداث ليس من السهل توقعها ولا يمكن التكهن بها كون صانعي تلك الاحداث اناس ليس عاديين ولا طبيعين .. اول ما نستيقض من النوم تاتيك الأخبار المختلفة من كل صوب ,منها ما يمكن ان تقول عنها انك تؤيدها كونها توافق توجهاتك وتطلعاتك , ومنها تقف ضدها أشد وقفة كونها تعارض طموحاتك ورغباتك .وما بين هذه الاحداث وتلك تقف في اخر اليوم مذهولا" من هول ما سمعت , لاتعرف ما هي القصة ؟كيف حدث ذلك ولماذا ؟ لاتعرف!!
في كل ساعة يستنتج عقلك اجابة ..لكنها تختلف عن اجابة استنتاجك السابق,واكيد ستختلف عن الاجابة الاحقة,وفي النهاية لا اجابة ولا حل مقنع . هذه هي الدورة الطبيعية لحياة اغلبنا ,والشيئ الذي يربك الموضوع اكثر تلك التصريحات السياسية الرنانة والتي اغلبها ينفي اغلبها (صرح عضو بارز في التيار الفلاني ..نفى قيادي في الكتلة الفلانية ..اكدت القائمة العلانية ..اعترض الحزب الفعلاني )وليس ذلك فحسب وانما عباراتهم السقيمة التي لا تخلو من النفق المضلم والمربع الاول والتميز الطائفي وو ..وهلم ما جرا .. حتى انك لا تعرف ماذا تجيب على من يسئلك عن رايك بالموضوع وماهي قرائتك للواقع الحالي كون المشهد صار شائك ومعقد ويحتاج الى شخص يتصف بالحكمة والموعضة الحسنة وله باع طويل ونظرة ثاقبة يستطيع من خلالها ان يرى مجريات الاحداث بشكل جيد وصحيح .
أنا أثق بجدتي كثيرا"..هذه المرأة العملاقة التي تجاوزت الثمانين من عمرها ورغم مرضها وعواتي الزمن لكنها ثابتة كالنخلة وشامخة كشموخها ..أنا أثق بها كونها دائما"ما تعطيني جرعات مهدئه من الكلمات الطيبة والهادئة والصادقة عندما تنتابني نوبة من نوبات الهيستيريا المزعجة التي تسببها الاخبار ..
وقبل عدة ايام ونحن نعيش الازمة الجديدة المنبثقة من الازمة السابقة والتي بدورها ولدت من
الازمةالتي قبلها . الازمة التي جعلت معظم السيلسين على المحك (اما أربيل أو الرحيل )هذا الموضوع اقلق جدتي كثيرا"لخوفها على عقلي ..واذا بها تدنو مني وتناديني بصوت هادي ورصين وكله ثقة ( حبوبه ...حشفتين ما يلزكن ..لازم يترطبن ) والحشفة كما هو معروف التمرة اليابسة والجافة تماما" و (مايلزكن ) تعني لا تلتسق وهذا يعني انه لابد لك ان ترطب التمرتين الجافتين حتى تلتسق الاولى بالثانية وكلما زادت الرطوبة زاد الاتساق .وبمعنى اخر لابد على جميع الكتل السياسية ان تتنازل عن بعض حقوقها وتنزل من سقف مطالبها وان تترك المهم من اجل الأهم والعمل على التقارب في وجهات النظر ولاتفاق على هدف واحد وعراق واحد وشعب واحد ..عراق يجمع الجميع تحت خيمة خيراته ..
هذه الكلمة التي قالتها جدتي اهديها الى كل السياسين كونها اختزلت جميع المشاكل واعطتنا الحل الامثل لها . 

Share |