القنصل الفرنسي في مدينة الناصرية الدكتور المهندس عادل الكنزاوي في حديث خاص
Tue, 8 May 2012 الساعة : 17:35

علاقاتنا مع رجال اعمال ذي قار طيبة.. وأتمنى تنشطيها خدمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي
نطمح بتوأمة محافظة ذي قار مع محافظة فرنسية .. وأدعو الحكومة المحلية ترجمة إرادة الحكومة الفرنسية لتحقيق الانجازات ..
دورات تعليم اللغة الفرنسية لاتقتصر على الدراسات العليا بل لكل شرائح المجتمع ..وجسر الحضارات بدا العمل به عبر الفرات
ذي قار- فوزي التميمي
منذ ان افتتحت القنصلية الفرنسية في مدينة الناصرية 385 كلم جنوب بغداد أبوابها قبل عامين دابت لفتح افاق العمل والشراكات الاقتصادية والثقافية والعمراني حيث عكفت على تاسيس شركة فرنسية اور للتصميم المعماري والحضري وتمارس عملها في المحافظة لتكون واحدة من الشركات التي تعمل الى جانب الشركات العراقية
القنصلية الفرنسية ومنذ اليوم الاول أخذت على عاتقها بناء جسور التواصل والبناء مع الحكومة المحلية حيث وافقت الاخيرة على بناء جسر الحضارات الذي عبر نهر الفرات باتجاه ثمثال ألحبوبي الذي يعتبر رمز البطولة والفداء للعراقيين لمقاومته الاحتلال البريطاني في العقد الثاني من القرن الماضي
القنصل الفرنسي الدكتور المهندس عادل الكنزاوي هو اول شخصية فرنسية من اصل عراقي يقود ادارة الدبلوماسية في محافظة ذي قار ولايزال يعمل ويمارس نشاطه ضمن توجيهات الحكومة الفرنسية والسفارة المعتمدة في بغداد والذي التقيناه في مكتبه في حديث خاص ل (شبكة اخبار الناصرية) حيث اجاب على تساؤلاتنا دون تردد اذ قال ان إرادة الحكومة الفرنسية مستمرة في ابداء التعاون الفعال والجدي والكبير على مستوى محافظة ذي قار بداء منذ افتتاح القنصلية في مدينة الناصرية ودخول الشركات حيث يجري العمل الان في بناء جسر الحضارات من قبل شركة مارتيير الفرنسية والتي تتضمن اعماله انشاء الاسس والركائز العميقة والكونكريتية المسلحة ثم الاعمال الحديدية وهيكلية الجسر بعدها يبدا العمل بالمرحلة الثالثة نصب الابراج وحبال الشد وفحص الجسر وسيتم نجازه ضمن المدة المقررة الموجودة على اللوحة التعاقدية
الدبلوماسي الفرنسي استعرض انجازات الشركة من حيث بناء الجسور والإنفاق في اكثر من 20 دولة عربية وأجنبية وقدم نبذة مختصرة عن بناء جسر الحضارات الذي يربط من بناية المحافظة القديمة عند مفترق فندق شبعاد الى صوب الشامية عبر نهر الفرات
وقال ان الشركة الفرنسية تنوي إقامة الجسر الذي يبلغ طوله 213 مترا وبعرض 28 مترا حيث يضم طريقين على جانبي الجسر يبلغ كل طريق 3 امتار مع ربط احبال عند منتصفه تحتوي على إنارة تعمل على الطاقة الشمسية .. فضلا عن حدائق ومضلات مشيرا الى ان اعمال الجسر ستكون بمواصفات عالمية يحتوي في منتصفة على برج عالي بارتفاع 80 متر حيث يمكن السائح الوافد والعراقيون مشاهدة مدينة الناصرية من كل جوانبها فضلا عن مشاهدة منطقة اور والاثارية التي تضم الزقورة وبين النبي إبراهيم عليه السلام ..وسينجز خلال 18 شهرا
*- وهل توقفت عمل القنصلية عند هذا الحد ام لديكم خطة تعملون عليها؟
- اجاب نعم انه تم تأسيس الفضاء الثقافي الفرنسي وبالتعاون مع جامعة ذي قار فضلا عن العمل على توامة الجامعة مع جامعة فرنسية وسيذهب كادر من الجامعة لغرض تاسيس هذه الشراكة والتعاون العلمي ..ونطمح الى الاكبر من ذلك حيث ادعو الحكومة المحلية الى توامة بين ذي قار وإحدى المحافظات الفرنسية وهذا يشكل سعادة كبير ونجاح باهر لتحقيق مانصبوا اليه من تعاون مشترك يخدم الشعبين الصديقين .. مشيرا في حديثه الى ان الإرادة موجودة ولكن ينبغي ان تكون السرعة المحلية العراقية والسرعة الفرنسية بنفس المستوى وما نطمح اليه هو تحقيق الانجازات على الارض
*- اذن الظروف ملائمة والفرص متاحة ولماذا هذا التاخير في انجاز المهام ؟
اكد الدكتور الكنزاوي هناك انجازات ولكنها متواضعة جدا وعلى مستوى المشاكل الموجودة في المحافظة وعلى مستوى القدرة الفرنسية في ابداء تعاون معين متمنيا ان تكون الحكومات المحلية اراداتها اكبر في التعامل مع فرنسا
*- الدورات الفرنسية لتعليم اللغة تقتصر على طلبة الدراسات العليا ام ماذا ؟
- قال انه منذ تاسيس الفضاء الثقافي الفرنسي وبالتعاون مع جامعة ذي قار وكان بحضور محافظ ذي قار طالب الحسن حيث قدمنا في حينها 31 صورة تمثل الآثار العراقية الموجودة في متحف اللوفر الفرنسي وقد طلبنا منه عرضها في متحف الناصرية لتعريف الجمهور باثارهم وتحريك الزيارات الى متحف الناصرية لانه يعتبر من معالم الحضارة في العراق وفعلا الصور معروضة الان بالمتحف وضمن هذا السياق تم تاسيس الفضاء الثقافي الفرنسي الذي ياتي خدمة لطلبة الزمالات الدراسية لمحافظتي المثنى وذي قار ..
موكدا ان هذه الدورات الخاصة بتعليم اللغة الفرنسية لاتقتصر عليهم فقط بل لكل شرائح المجتمع رجال الاعمال والمهندسين والاطباء والمدرسين والمعلمين الرجال والنساء حتى الفلاحين حسب تعبير الكنزاوي والدورات مفتوحة للجميع اما قصيرة المدى او طويلة المدى وتنتهي هذه الدورات بالحصول على شهادة نجاح معتمدة من السفارة الفرنسية في بغداد
*- وماهي امتيازات الحاصلين على تلك الشهادة؟
اجاب من الطبيعي ان يكون الطالب قد نهل علما في اللغة ولو بالشكل البسيط من حيث القواعد الأساسية لها وبالتالي يستطيع ان يترجم مانقوله ونترجم نحن مايقوله موضحا ان اللغة الفرنسية سلسلة وبسيطة الا انها تحتاج الى متابعة وقراءة مستمرة ..واليوم وقد تخرجت من الفضاء الثقافي الفرنسي الدفعة الاولى ل 12 طالبا وطالبة وقد حصلوا على شهادات من السفارة وتم له احتفال بهيج بالمناسبة وكان من بين الحاصلين على هذه الشهادة هو انت الذي تجري اللقاء معي مبروك لك وبالتالي انا مسرور جدا ومتفائل لاني وجدت هولاء الخريجين متحمسون لتعليم اللغة وهذا شيء أفرحني وثلج صدري على حد قول الدبلوماسي
واستكمل حديثه انا اعتقد ان الناطقين باللغة الفرنسية في ذي قار لهم ميزة خاصة بالتعامل اذ ستقوم القنصلية بإشراكهم بنشاطاتنا وخطواتنا ونحن سعداء بفتح لهم افاق التعاون وان القنصلية ابوابها مفتوحة للجميع.
*- وهل يمتد هذا النشاط على المدارس وماهي علاقاتكم مع مديريات التربية في المحافظات الجنوبية؟
- بصراحة كان توجه بغلق عدد من مدارس الاعداديات في العراق لتعليم اللغة وحسب التوجيه الوزاري وهذا الاجراء اثار دهشتنا لان هذه المدينة التي افتتحت فيها القنصلية كان لديها حماس كبير من الشركات الفرنسية الدخول اليها باقامة علاقات اقتصادية وبالتالي غلقت المدارس علما وان تم ارسال عدد من المدرسين للتدريب في فرنسا وعادوا بكفاءة عالية وحاليا يعملون بالفضاء الثقافي الفرنسي ..الكنزاوي اكد اننا نعارض اغلاق هذه المدارس وفعلا حصلنا على فتح مدرستين ونامل توسع هذا المشروع العلمي اذ لدينا مقترح ان يكون تعليم اللغة يبدا اولا من المتوسطة ومن ثم الاعدادية حتى تكون حلقة وصل مستمرة ومفيدة اسوة بالمناهج الاخرى .
*- كيف تصف العلاقة مع رجال الاعمال في ذي قار؟
- وصف العلاقات مع رجال الإعمال بالطيبة ولكنه استدرك وأكد أنها خاملة جدا حسب تعبير الكنزاوي الذي أشار الى ان العلاقة يجب ان تكون متواصلة ونشطة وهم اخوة لنا وارادتنا مفتوحة العلاقات معهم تحقق من خلال الشراكات ونحن نرعى هذه الشراكات وحسب طلباتهم من خلال تقديم الروى والطلبات التي تعتمد على الطموحات في تاسيس علاقات مع رجال الاعمال الفرنسيين ونحن على استعداد على تهيئة الاجواء والمساعدة في تحقيق العلاقات والشراكات
متنميا ان تكون العلاقات تطويرية لتكون هي تؤسس لفعالية اقتصادية بالعراق وفي محافظة ذي قار بشكل خاص مثلما الفضاء الثقافي الفرنسي وياحبذا لو يكون الفضاء الاقتصادي بين فرنسا وذي قار في المحافظة ..وبصراحة ان الأفكار موجودة ولكن تبني هذه الافكار من رجال الإعمال حسب طموحاتهم وهذه مجرد أفكار ومقترحات ولكن نحن مستعدون وبكامل الإرادة لتحقيق هذه الافكار لاننا نعرف جيدا ان الانتعاش الاقتصادي سوف ينعش كل المجالات الأخرى ومن ضمنها الثقافية
*-وهل لك علاقات مع القنصلية التركية؟
أكد انه جرى اتصال مع القنصل التركي في محافظة البصرة فاروق قايمجي وسيتم اللقاء معه قريبا لعرض الخطط المستقبلية التي يمكن نعمل بها سوية معهم ومع الشركات العراقية لغرض اقامة مشاريع حيوية تخدم المحافظات الجنوبية من خلال نقل الخبرات والكفاءات الأوربية الى محافظتي البصرة وذي قار ونحن على استعداد للتعاون مع القنصلية التركية بهذا الاتجاه خدمة للصالح العام الذي ينعش به العراق وشعبه الطيب.
*- هل تنوي الحكومة الفرنسية افتتاح قنصليات في المحافظات العراقية الاخرى ام تقتصر على مدينة الناصرية؟
- قال الناصرية لها امتيازات خاصة كما ذكر انها محافظة ام الكون حسب الاسطورة السومرية التي تقول ان الإنسان خلق من اريدوا كما انها مدينة النبي ابراهيم الخليل ابي الأنبياء الذي عاش فيها وغادرها وهو في عمر الثلاثة والستون قاصدا مدينة حران ثم الخليل الذي دفن فيها ..وله بيت الان بالقرب من معبد الزقورة اثار اور ولها خصوصيتها العالمية ليس عند الفرنسيين فحسب بل لها مرتبة عالية في العالم ونطمح ان تحتل ذي قار العالم بعلومها ومعارفها وثقافاتها وزهوها الإنساني وطبيعتها الخلابة.
*- شكرا لك على هذا اللقاء رغم المشاغل واللقاءات الجانبية ؟
انا أشكركم واشكر جريدتكم الغراء لاتاحة هذه الفر صة للحديث مع المتلقي العراقي لمعرفة ماتعمل بها القنصلية الفرنسية شكرا لكم ومبروك لحصولك على شهادة اللغة الفرنسية .


