السياسي البخيل -حسن علي خلف / ذي قار

Tue, 8 May 2012 الساعة : 16:11

هنالك غاية يرسمها الناس للوصول اليها ... وهنالك وسيلة وضعت لبلوغ تلك الغاية ... وعادة ما تكون الوسائل التي تخدم الغايات محكومة بضوابط القوانين السماوية او الوضعية او مجموعة الاعراف والسنن التي درج عليها المجتمع وتعارف . لتصبح واحدا من المناهج التي تحكم الحياة ... واذا كانت الوسيلة غير خاضعة لهذه القوانين والاعراف فنها تكون غير منضبطة وترجع الى قانون ميكافيللي ( الذي يهدف الوصول الى الغايات بغض النظر عن الوسائل التي يسلكها .. اخلاقية كانت او غير ذلك ) . والمال واحد من الوسائل المهمة جدا في حياة الناس وهو غاية ايضا لبعضهم ، فمنهم من يطلق عليه عصب الحياة ... وبعض الإيديولوجيات ساوته بالانسان ( الانسان اثمن راسمال ) نعم ان المال مهم جدا في تنظيم الحياة وسيرها نحو الافضل ، وإنا نرى ان التاجر دائما يسعى الى المال وكسبه فتصبح لديه الغاية هي المال والوسيلة التي يصل بها الى تلك الغاية هو بالدرجة الرئيسية هو المال ايضا الى جانب عوامل الصدق والامانة والوفاء بالعهود والعقود والالتزامات كونها وسائل لبلوغ الغاية القصوى التي تتوسع بها قاعدة المال لذلك التاجر وهذا المستثمر . . والسياسي ايضا من اهم وسائله التي يمكن ان ينشر من خلالها افكاره هي المال الى جانب فن الاقناع بالفكرة التي يناضل من اجل ترسيخها في عقول الاخرين والى جانب ايضا الشخصية المتوازنة والنزوع الى حب الوطن ووضعه في مقدمة اهداف ذلك السياسي الذي يسعى الى استقطاب الجماهير . وان المال له دور اساس في توسيع قاعدة هذا السياسي او ذاك الجماهيرية .. ليس بمعنى شراء الذمم . او اعطاء الرشا او شيء من هذه الممارسات الهابطة ، التي عادة ما يلجأ اليها بعض الذين يطرحون انفسهم في الانتخابات وهم صفر اليدين من القاعدة الجماهيرية او حتى القبول الجماهيري . بل ان المال الذي يقع بيد السياسي ... ينبغي ان يوظف في خدمة مبادئه التي يطرحها من خلال رسم خطوات التحرك بين اوساط اجماهير لتبصيرها بتلك المبادئ والافكار والخطط التي ينوي ان ينفذها خدمة لبلده ووطنه . وهذا لا يتم الا من اعتماد جملة مستلزمات تجعل من عملية التواصل مع الجماهير قائمة على قدم وساق . منها مثلا : الاذاعة ، التلفزيون ، الصحف ، المجلات ، المسرح ، الموسيقى ، المعارض ، ورشات العمل ، الندوات ، الزيارات لمشاركة الناس افراحهم واتراحهم ، تاسيس المنظمات المهنية ، اقامة المعسكرات ، انتاج الافلام التسجيلية ، الاهتمام بالشباب والناشئة واعداد البرامج التطويرية سواء في مجال الرياضة او في برامج الفتوة والالتفات الى الاسرة والتاثير فيها ودراسة مشاكل المرأة والعمل على تطويرها وفق خارطة طريق علمية معدة مسبقا ينفذها مختصون ، لتكون المراة التي تنتمي الى هذه الحركة نموذجا للنسوة الاخريات . وربط الجانب النظري بالجوانب العملية واقتران فن الاقناع بالواقع الملموس الذي يتحول الى سلوك يومي نعيشه كما نعيش مفردات حياتنا فضلا عن البرامج التي تتفتق عن عقول القائمين على هذه الحركة او تلك . وعكس ذلك والاعتزاز بالمال وادخاره يحول السياسي الى تاجر عبدا للمال ويقوده الى البخل ومن ثم يعزله عن مبادئه ... والامثلة كثيرة في المسيرة السياسية . وخاصة من كان قادتها اساسا هم تجار سواء كانو متعهدي افواج حجاج او توريد مواد وبضائع او متعهدي نقل او دفن موتى . فما ان وجدوا المال قد جرى بين ايديهم سرعان ما عادوا الى جذورهم التجارية وحرصوا وبخلوا على تنظيماتهم ... فهجرتهم الناس وتفككت مكاتبهم واغلقت مقراتهم ... وان حاولوا العودة للجماهير ( في زمن المناسبات الاستفتاء او الانتخاب ) فيجدون ان مصداقيتم قلت في عقول الناس وان زمنهم ولى وسقطوا اسارى بخلهم فرفضتهم الجماهير . والبخل على مر العصور مذموم صاحبه ومذموم عصره ومذمومة تجارته . والبخيل مذمومة مبادئه .
 

Share |