مؤتمرات ام مهرجانات -مرتضى الشحتور - الناصرية

Mon, 7 May 2012 الساعة : 18:55

 تأخذالمؤتمرات تسميات وتكتسب من الصفات الكثير،الدولة التي تستضيف ستقول حتما انها نجحت في استضافة قمة تاريخية ،والمؤتمرات من حيث طبيعتها نوعان العادية والتي تعقدبصورة دورية ضمن موعدسنوي كالقمة العربية واجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والاستثنائية والتي تقتضيها احداث طارئة وملّحة .
المؤتمرات بحسب الجهات الداعية اليها سياسية وعلمية ونحو ذلك ومنها الدولية والمحلية وهي حسب المستوى مؤتمرات قمة ومؤتمرات وزارية وهي حسب الرقعة وطنية واقليمية وعالمية ويمتد الشرح والطرح حول هذه التجمعات واسبابها واهدافها ومايتوقع منها. المؤتمرات مصطلح يقرع اذاننا ويستولي على تفكيرنا كل يوم ،وقليلا ماكنا نعول عليها ونتمنى منها ف لطالما انتهت الى حفلات للخطابات الرنانة واستعراض العضلات واثارة الهزات، والتي لطالما استفزتنا حينما يردد القوم وصفهم المؤتمر العظيم والذي كان ناجحا جدا بفضل راعي المؤتمر وحنكته وحسن ادارته .
والحقيقة الثابتة ان عدد المؤتمرات العربية الناجحة وفي مختلف الشؤون وفي مقدمتها السياسية قليل جدا بالقياس الى المؤتمرات التي فشلت وانتهت دون نتائج .
المؤتمرات بمفهومها الواضح وغاياتها المنشودة اجتماعات عالية المستوى لمناقشة قضية او قضايا عالية الاهمية من اجل وقفة مراجعة للتحليل واخضاع القضية للبحث والنقاش صولا لتفكيك اسبابها ثم استجلاء عناصرها على امل الوصول للتوصيات والمقررات التي تتضمن الحلول.والتي تضع اليات المتابعة والتنفيذ وسلامةالتطبيق .
وبقدر ماتكون مواضيع ومحاور المؤتمرات واضحة سنكون بانتظار نتائج مفيدة واكيدة .
مهم ان يأخذ الاعداد للمؤتمرات فترة مناسبة ومهم بدرجة اعلى ان يتم استضافة المختصين وان تكون الاستحضارات متكاملة، مع اهمية اختيار المكان والزمان المناسب.
ان الاعداد الجيد والدقيق سيختصر المهمة وسيوفر الجهود ويبلور النقاشات ولايستنزف وقتا ولايستدعي تمديدا ولايثير مفاجات وسيفرز نتائج جيدة و واضحة .فالنهايات تنسجم مع المقدمات .
الاعداد المتعجل سيفتح الطريق للنقاشات العبثية والعشوائية والتي ستأخذ وقتا اضافيا ربما يتجاوز الوقت المحدد .
وتلك سمة يمكن ان ننعت بها معظم المؤتمرات التي نسمع عنها بصورة شبه يومية في بلادنا.
مايجري عندنا احتفاليات ومقابلات صحفية ووجبات طعام.
النتائج والتوصيات مكتوبة سلفا ويعّدها شخص او مجموعة اشخاص تعلن في ختام تلك الاجتماعات و تنتهي الى الحفظ في ادراج المؤسسات الداعية او الراعية.
نحتاج ان نعمل بصورة مختلفة.نحتاج ان نفيد من تجارب الاخرين ، الاخرين الذين سبقوا وتفوقوا .مهم ان نلحق بالعالم وان نركب الطريق الصحيح مهم ان نصوغ ونضع عناصر ومقومات النجاح.
منذ تسعة اشهر كشفت وزارة الخزانة الامريكية عن الموازنة الاتحادية للعام 2012 .
وفي وقت ثبّتت او قلصت بعض فصول الانفاق في ابواب مهمة فقد كان لافتا ان ترفع تخصيصات الدراسات والبحوث لتكون 79 مليار دولار .
تسعة وسبعون مليارا للدراسات المتنوعة والمؤتمرات المختلفة والبحوث الاستقصائية ودعم النابهين والمختصين في شتى الشؤون العلمية.كل دول المجموعة الاوربية واليابان تنفق على المؤتمرات، فهي تعقد بدواعي حية وتنطلق لاسباب منطقية وتاتي بنتائج ايجابية وتفرز خطوات عملية وعلمية واجرائية..
على طول السنين الفائتة شخصنا افتقار موازنات او ميزانيات دول العالم الثالث او النامي او المتخلف الى تخصيصات للمؤتمرات بابواب مستقلة .
الجيد عندنا في العراق. وجود تخصصيصات ضمن موازنة الوزرات.
فصول الموازنات المؤسساتية اشتملت على تخصيصات حسنة.
هناك اموال للمؤتمرات والاجتماعات .
ولكن اولي الشأن يتحدثون عن محددات ومعوقات تجعل الافادة من التخصيصات مستحيلة.
فالبحوث والباحثين يجري دعوتهم كضيوف شرف، امكانية تكريمهم او تخصيص منح مالية لهم محضور وممنوع ويقع تحت طائلة المساءلة.
الباب الوحيد ووجه الانفاق المتاح الضيافة .وهذا عامل مثبط ومعوق غير مبرر.
اننا وقد قررنا ان نركب الطريق ونسير مع الركب معنيون بايجاد اليات مناسبة وخطوات مدروسة تاخذ بالحسبان الاعداد الجيد وتشجيع البحث والباحثين والاصغاء للمختصين ومتابعة النتائج وتفعيل المقررات والا سيكون أي جهد يبذل واي مال مضيعة واسراف طائش وغير مبرر مما يصب في خسارة الوطن وفقدان الامل بالتقدم والنجاح..
نريد مؤتمرات متخصصة ، يعد لها جيدا يقوم عليها مختصون ، تتضمن دراسات وتحليلات وتنتهي بتوصيات ونتائج وان يجري متابعة النتائج والتوصيات..
 

Share |