بين البوعزيزي والجيزاوي ثورات تختزل وعروبة عرجاء - الجزء الثاني - الدكتور جابر السعد -ذي قار
Mon, 7 May 2012 الساعة : 18:17

وبفضل آلام البوعزيزي في تونس وبدم الشهداء على ايدي البلطجية في ميادين مصر انفلت الوضع من بين ايدي السلطات رغم جبروتها وخبرتها الاستخباراتية فـ ( زين العابدين ) كان رئيساً لمخابرات تونس في عهد الحبيب بورقيبة وكان ذكياً في تخريب العلاقة بين الرئيس وحرمه السيدة( وسيلة البورقيبة) ولم يكن كذلك في اعطاء الحقوق ونشر العدل بين ابناء تونس الخضراء . ورغم ظهور الاوضاع في تونس على انها هادئة والشعب راض ولكن الامر لا يعبر عن حقيقة الامر .
اما في مصر انقلب السحر على الساحر وسقط الذي كان بجانب السادات يوم اغتياله وكان يصيح ( الريس فين , الريس فين ) والله اعلم لمن كانت فوهات المسدسات الثلاثة التي كانت موجهة من الخلف الى ظهر السادات , والغموض الذي لف قضية الاغتيال واللغط الكثير الذي اثير حولها , لكن الجميع سكت فجأة وطويت القضية !.
تنحى قبل ان يكمل توريث عرش مصر الخديو- مباركية الى جمال مبارك وهو الان تحت العناية الطبية داخل الزنزانة , ويمارس (رحلة الشتاء والصيف) نحو المحكمة . والى الان لم يستقر الوضع في مصر فالتظاهرات مستمرة والتسقيط السياسي بين من زحفوا الى كراسي كان يشغلها قبلهم أخرين ( ولو دامت لغيرك لما وصلت لك ) . وفتحت ابواب مصر لمن هب ودب ودخلها من يحمل جنسيتين او ثلاثة , ولمن يحمل دجله وخداعه , ولمن يحمل حقده على العروبة والاسلام الحقيقي , ولمن ياكل قلبه الحسد لأهراماتها
والان اصدقاء الخليفة الراشد السادس يطلبون بثأر( كامب ديفيد ) فحشدوا الجيش على حدود مصر لانهم سيطالبون بدم الفلاح المصري الذي( خدعهم ) ذات مرة قبل نشوب حرب 6 اكتوبر عام 1973 .
والعلاقة بين مصر واخوتها العربيات اصبحت فاترة متشنجة , وتراجعت التجارة المصرية مع البلدان العربية استيراداً وتصديراً أما العلاقة الاقتصادية والتجارية مع دولة الكيان صارت اوسع من ذي قبل فقد أرتفعت الصادرات الاسرائيلية إلى مصر اربعةَ اضعاف خلال الربع الأول من هذا العام، وبلغت حوالي 92 مليون دولار مقابل 23 مليونا بلغتها في الفترة المماثلة من العام الماضي. وفي معلومات لمكتب الاحصاءِ المركزي الاسرائيلي إن صادرات اسرائيل إلى مصر بلغت خلال شهر مارس/آذار الماضي 48 مليون دولار مقابل 11 مليونا بلغتها قبل عام. بينما تراجعت صادرات البضائع المصرية إلى إسرائيل بنسبة 72% خلال الربع الأول.
فهل ( غير النيل مجراه الذي حفرا .... وغرب الهرم المصري وأبتعدا ) .
وفي ليبيا فقد تاكد تماما عجز السلطات الليبية الجديدة عن حل عدد كبير من المشكلات العالقة، ورسم معالم واضحة لمرحلة ما بعد جماهيرية معمر القذافي التي قضيت معه في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وتبرز النزعات الانفصالية شرقاً وغرباً مما يهدد وحدة أراضي ليبيا، وينذر بتحولها إلى دولة منهاره بعد أقل من عام على نجاح الثورة ضد القذافي بدعم عربي ودولي من قبل الاتحاد الاوربي والذي تدخل بشكل لم يسبق له مثيل الا في حرب الخليج الثانية عندما ارادت جيوش التحالف العالمي اخراج العراق بعد احتلاله للكويت عام 1991 .
وتهدد الصراعات والمواجهات القبلية في مختلف المناطق وحدة واستقرار ليبيا، وتمثل تحدياً مفتوحاً للمجلس الانتقالي الذي يبدو عاجزاً عن ايجاد حل جذري لها، وينذر عدم وجود حل لمسألة المناطق الشرقية، والصراعات القبلية والجهوية بتقسيم ليبيا إلى فيدراليات، وربما تفتتها إلى مناطق متصارعة، وتحولها إلى دولة لا تقوم لها قائمة بعد .
فهل أختزل ابناء عمر المختار حبهم لوطنهم وحولوه الى حب القبيلة ؟؟.
و فجر اعتقال محامي مصري في مطار جدة وبحوزته مجموعة كبيرة من اقراص مخدرة , فجر هذا الاعتقال الوضع بين بلدين عربيين وصلت بينهما الاوضاع الى حد القطيعة وسحب السفراء وأغلاق السفارات والقنصليات في كل من مصر المملكة العربية السعودية وكيل واطلاق الاتهامات ومن العيار الثقيل ومن اللافت للانتباه ان الاعلام في احد تلك الدولتين ( العربيتين ) قد شحن الاوضاع وجيش الناس وحفز المشاعر ووصل الحد الى مهاجمة سفارة السعودية في القاهرة. ما عاد – مع الاسف – بعض اعلام مصر يعمل بروحية مهنية وما عدت اشم بين كلمات ما يكتب عبق الحب الذي كان ينبع من كلمات( يوسف القعيد) ولا ترفع (صلاح عيسى ) ولا حرقة قلب ( مصطفى بكري) وحرصه .
يبدو ان الاوضاع مشحونة قبل مسألة أحمد الجيزاوي , وان العرب لم يكسروا جفنات سيوفهم وما زالت مشرعة ضد بعضهم , وكلنا ( على أبناء جلدتنا أسود ) وعروبتنا عرجاء .
الدكتور : جابر السعد
ذي قــار – العراق
[email protected]