يا من أنهكه السير والترحال ،
وحلَّ بجسمه التعب والوهن
يا من أضناه طلب الآمال
لكنك تبدو كبطل على اهبة القتال
يا كلكامش
تسع عجاف ، وما يزال الطوفان ،
في اوروك ، والعجيج والدخان
وما تزال اوروك تقدم القرابين ،
وما يزال فم الانهار ،
يفيض بالعباب ،
والسيول تجوخ وديان الحياة ،
وتنشر الغثاء
أقول لك ، ما قالته الآلهة لي
يا كوخ القصب ، يا كوخ القصب
اسمع الخطب ، اسمع الخطب
وانت يا جدار ، وانت يا جدار
إفهم الحوار ، إفهم الحوار
كلكامش
تخلّ عن الاملاك والاموال ،
وأنجُ بنفسك والعيال
واحمل معك بذرة كل حياة ،
من اوروك ، وبذرة كل جميل
وسارع بالرحيل من الديار
***
ماذا تقول يا أبتي ؟!
يا من صيرتك الآلهة إلهاً
ورأيتَ كيف عاد البشر الى طين
وتعلمت خفايا الامور والاسرار
أتنصحني بالفرار من الاقدار ؟
والهروب من المصير ؟
فانا لم أعبر بحار الموت ،
 لأني اخاف الموت
انا أعلم انه الأمر المحتوم
وهو بداية الاسفار
ونهاية الاسفار
وبوابة النشور
بل جئتك يا أبي سائلاً
عن جبل الخلاص
متى ترسو اليه سفينة اوروك؟
متى يكتب لها الاستقرار
متى نرسل طيرنا ،
ليحوم ويحط بسلام ،
ويعود الينا بغصن الزيتون والسلام
ايها البعيد القاصي
اخبرني متى ترحل ظلمات الافكار  
وفرسان الاقوال بلا أفعال
وسراق الدار من الدار
وباعة الضمير والاقلام
بلا وجل في وضح النهار
أبي
من لا يخاف العار
يفعل ما هو عار
فكيف ألبس ثوب العار والشنار
في حياتي قبل موتي
وأترك اوروك بين الحديد والنار
وانا ابن اوروك البار !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ