سيدة الوفاء وام العزاء -ظاهر صالح الخرسان
Sun, 6 May 2012 الساعة : 10:29

أن الوفاء مفهوم يشير إلى خصلة أخلاقية خيرة رفيعة المستوى، وفيها معنى الصدق والاحترام ورد الجميل بالجميل. والأمانة في القول والحب.
وليس أعرف مفهوماً واحداً نقيضاً لمفهوم الوفاء، بل إن المفاهيم المضادة هي الغدر والخيانة والكذب ونكران الجميل.
ولأن الوفاء خصلة أخلاقية سامية جداً فإنها تحتاج لتكون سلوكاً إلى نفوس نبيلة ومثقفة ثقافة إنسانية عالية جداً.والحق أن العامل الرئيس الذي يمنع حضور الوفاء قيمة تتعين بسلوك الأفراد هوا لأنانية، بكل ما يحمله هذا المفهوم من المصلحة الذاتية والحسد والغيرةوموت الآخر...
نقف اليوم على سيدة جليلة خلّدها التأريخ وارتبط اسمها بالثورة الالهية الكبرى (الثورة الحسينية) لا يُذكر الوفاء أويتم الابذكرها أنها قدوة الإيمان والاستقامة أمثولة الزوجة الصالحة ،التي ما وضعت قديمها ببيت علي الا ونكرت ذاتها وحدّدت معالم رسالتها التي شاء الله ان تحملها ، في هذه اللحظات ترى ان كل تطلّعاتها تحققت ،كيف لا القرب من وصي النبي وخدمة ابناء الرسول ص ، ومشروع رسالي عظيم هو تربية أبطالا لكي يكونوا شهداء الحق في طريق الإسلام تحت لواء سيد الشهداء وهل هناك هدفا أعظم من ذلك ورسالة أثقل منها ؟؟؟
هذه المرأة العظيمة التي تنازلت عن اسمها ليلة زفافها (وتنازلها هذا يعني انها تنازلت عن رمز شخصيتها في سبيل الله ) وان دلّ هذا فأنه يدلّ على ذوبانها بشكل تام في بوتقة الايمان والولاية لبيت النبوة وايُّ وفاء وهي تربي اولادها وهم من صلب علي على انهم خدّاماً لأبناء الزهراء سلام الله عليها فكانت غالبا ما توصي ولدها العباس (بني اذا جلست بين يدي الحسين بن رسول الله فأجلس جلسة العبد امام سيده ومولاه ( ...
قد تقدّم الأم ولدها في لحظة الحماس ابنها قربانا للدين كما قدمت أم وهب ابنها في واقعة كربلاء ، ولكن أن تتزوج امرأة وتنجب أربعة أولاد وان تربيهم من اجل التضحية بهم في يوم موعود أن ذلك لشيء عظيم ،قد علمت إن زواجها من عليا لكي تنجب الأربعة الذين يقفون مع الإمام في ملحمة ألطف ولكي يكون ولدها حامل اللواء ، فكم هي قيمة الفترة التي مرت بها من حمل وإنجاب وتربية من اجل التضحية بهمفكانت تربي شهداءاً احياء شعور غريب وتضحية لا مثيل لها فكانت حياتها وفاء .
اذن عودُ على بدء قامت ام الوفاء عليها السلام بدورين متكاملين في بيت الزوجية :
الدور الاول : خدمت اولاد رسول (ص) خدمة ورثتها لأبناءها ،وهكذا تعلم العباس واخوته من امه كيف يخدمون أبناء رسول الله ....
الدور الثاني : أن تربي أولادها وتفديهم للحسين وتكون هي المعزية للزهراء باستشهاد ولدها .
الى ان جاء ذلك اليوم الذي دخل فيه ناعي الحسين الى يثرب ينعى الامام عند قرب النبي (ص) لم تكن ام البنين جاهلة بالواقعة ولكن هول الصدمة كان كبيرا على قلبها فليس سهلا على المؤمن ان يسمع بأن الحسين قتل وكيف بأم البنين وهي تعرفه امام زمانها وسيدها وعزيزها التي ربته ويناديها اماه ام البنين ،المصيبة وقعت على قلبها كالصاعقة فنعت الحسين واحسنت العزاء وعلمت ان ولدها العباس قتل علمت ان مهمتها اوشكت على النهاية وبقي عليها الدفاع عن قيم الحسين فشاركت زينب العزاء ولم يذكر يوما انها ندبت أولادها وصنعت في البقيع أربعة قبور لأبناءها وقبر اكبر وسطهن فتحتضن القبر الوحيد وتندب يا حسين فكان أهل المدينة يجتمعون حولها ويندبون الحسين فكان مجلس عزاء ام البنين من أشجى المجالس التي عقدت للإمام الى ان لبت نداء ربها واصبحت بابا من ابواب الحوائج عند الله لانها ذابت في الدين والقيم وأعطت كل ما لديها في سبيل الله .........