اقفوا زحف الجراد-رزاق الخفاجي
Sun, 6 May 2012 الساعة : 8:41

ذكرت بعض الصحف الأمريكية عن لسان مراسليها في اقليم كردستان خبرا مفاده ان مسعود البارزاني قد عرض في اجتماعه الأخير الذي حضره الطلباني والنجيفي وعلاوي مطالبه التي اعتبرها مشروعة جدا ومنها ان تكون حصة اقليمه من عائدات النفط العراقي (37%) , وان لا تتدخل الحكومة المركزية بقضية انتاج وتصدير النفط في الأقليم , وتكون له سفارات وقنصليات في دول العالم ,ويرفع علم الأقليم الى جانب العلم العراقي في كل المناسبات , ويتسلح البيشمركه بالأسلحة الثقيلة , وان تضم المناطق المتنازع عليها الى اقليمه ...... الخ .
ماذا تبقى للأنفصال ؟ سؤال نطرحه للذين حضروا الأجتماع من دعاة المواطنة والحرص على وحدة البلد , اني لأرى الأمر حاصل لا محالة وفي وقت قريب ان استمر التمزق والفرقة بين ابناء البلد , لأن البارزاني في الحقيقة لم يكن سياسيا محنكا , بل هوبارع في اقتناص الفرص وها هي الفرصة سانحة في ظل التمزق العراقي , ومواقف الكتل المتناحرة التي تعبر عن مصالحها الخاصة وليذهب البلد الى الجحيم , والا كيف يفسر تطاول البارزاني وطلب بكل وقاحة كل هذه المطالب , و(العرب الوطنيون ) يسمعون , لقد انتهز فرصة ضعفنا وتفرقنا وتآمر بعضنا على البعض الآخر الى حد التعاون مع الأرهاب , حتى ان بعض الكتل السياسية جعلت من مطالبة البارزاني بعدم تسليح الجيش العراقي بأسلحة حديثة وتسليح البيشمركه بها امرا مشروعا , وزيارات البارزاني للدول الداعمة للأرهاب امرا مشروعا , لم يبق سوى ان تذهب تلك الكتل وتبارك للبارزاني دولته الجديدة , مادام الأمر يتعلق بأضعاف كتلة اخرى تقود السلطة في البلد , ان البارزاني لديه القابلية في التعامل حتى مع الشيطان لتحقيق مآربه ,حتى مع ابناء جلدته, وليس ببعيد علينا موقفه المشين في اواسط التسعينات عندما وضع يده بيد عدو الكرد الأول وذابحهم (صدام) مما ادى الى دخول قوات الحرس الجمهوري الى اربيل ومناطق اخرى فقتل من قتل وهرب من هرب , ومواقفه مع شريكه حزب رئيس الجمهورية التي كثيرا ماكانت تؤدي الى الأقتتال بين الحزبين , وهاهو اليوم يضع يده بيد الذين صرحوا في يوم من الأيام يخاطبونه ( سيقوى الساعد قريبا ونريك من نحن).....
ان الخطر لقادم , وستعصف بالبلد رياح التفرقة الا اللهم اذا عاد السياسيون الى رشدهم وسموا فوق مصالحهم الضيقة , وجعلوا وحدة العراق هي العليا , وقلبوا ظهر المجن للدول الخارجية وان ذرفت دموع التماسيح من اجل العراق.... لك رب يحميك ياعراق ,وحتام هذا الصراع ...