كانه كينه كوش - سمير البصري - البصرة
Sun, 6 May 2012 الساعة : 0:48

ثلاثة كلمات مبهمة ليس لها معنى كنا نتداولها في طفولتنا ، حيث كنا نحترم قراراتنا من خلال ما يتمخض عنه لون ايادينا الصغيرة والملحة بل اكثرها نظافة تلك التي دهنتها ام صاحبها بزيت نباتي ليلا للتخلص من (المشك) فهي القرعة المقدسة لنا ولا يمكن الاعتراض عليها مهما كانت النتائج نترنم بها سوية يرافقها مع كل كلمة رفع الأيادي متشابكة الى الأعلى ومنخفضة معلنة بداية كلمة أخرى لينتهي المطاف بكلمة (كوش) لانها هي الفصل فان كانت ايادي أقرانك مقلوبة على بواطنها ويدك بالعكس فأنت الخارج لكي تكون من افراد اللعبة وليس ممن تكن برأسه عندها تقفز فرحا وكأنك فزت بكرسي العرش وان حضك قد حالفك لكي لا تكون دوامة بين أقرانك 000 كانت تلك القرعة البريئة والعفوية قمة العدالة والديمقراطية حيث لا يشوبها تزوير أو انقلاب على العملية السياسية فيدك هي الحكم وحبر الانتخابات كان لون (المشك) المرافق لها ، كنا ننعم في ديمقراطية رسمتها لنا سذاجتنا وطفولتنا كانت الأزقة تعكس صدى تلك الكلمات معلنة بداية يوم جديد وأصواتنا تزاحم اصوات العصافير وعند انتهاء اليوم نتجمع كما افترقنا عائدين من تحت الأشجار لنرنم اهزوجة حمام (الفاخت) ياقوقتي وين أختي بالحلة اشتاكل باقلة 000 مجتمعة أيادينا سوية حتى أعتاب بيوتاتنا الطينية لكي نجتمع مرة اخرى بذوينا على مائدة دسمة من خبز ورقي او كسرات من الخبز والشاي منتظرين اساطير جداتنا المسائية على امل لقاء يوم جديد لقاء الصبيان عمر وعلي ومحمد و كوريس أو زاهر ابن الصائغ لا يهم المهم ننام ونصحو على أمل أيادي متشابكة وألعاب بريئة يحكمها قانوننا وكفى 000
كل هذا سرحت به ذاكرتي وانا متبسمرا امام التلفاز محدقا بالشريط الأحمر الذي يظهر تحت الشاشة حاملا معه أخبار مخجلة مخزية شريط احمر ليس سوى هذا اللون المقيت شريط نسف كل أخلاقنا كل ما تعلمناه من ديمقراطية بريئة لتحل محله المحاصصة والمعاصصة والتوافقات المخجلة والمحاباة الكريهة شريط يجبرك ان تقرئه لكي يلعنك الف مرة ويجعلك تتنكر لعراقيتك وسحنتك وتتمنى انك قد خلقت خرج هذا الكوكب ، فمنذ متى ونحن تتقاسمنا كتل سياسية ، فعناق أيادينا حل محله ألازمات ، وصباحاتنا البيضاء أصبحن ليال طوال موحشة تملئها خفافيش القاعدة الماكرة ، وألعابنا الوردية باتت ألعاب سياسية الفائز بها خسران لنفسة ووطنه لان فوزه على حساب نكران الأخر والتنصل من عراقيته الصميمية لكي يرضي جميع الأطراف ودول العار والجوار، وترنيماتنا باتت نشاز تشمئز منه أذواق العالم لأننا وبكل بساطة ظلمنا انفسنا ، بتنا نخاف من أسمائنا فعلي تنكر لاسمه اسوة بعمر مخافة التهجير ومحمد يتعالى على كوركيس بل اختزل حياته بحقيبة سفر خارج العراق لان دينه دين كفر نسى بل تناسى بان كوكيس كان له الفضل في ولادته لان ام كوركيس القابلة الماذونه للزقاق 000 واصبح زاهر ابن الصائغ يضع الحلي المزيفة خوفا من السطو المسلح بعدما كان دكان ابوه حلم الفتيات بالزواج 000
ولكن شفيعي ان تضل تلك الكلمات (كانه كينه كوش) عالقة بذاكرة سياسينا اذا كانوا عراقيين حقا وان تتعانق اياديهم مطلقين ترنيمات الغد المشرق تجمعهم لعبة بريئة ليس فيها اي خاسر لعبة اسمها مستقبل العراق محورها شعبهم ومركزها هم بل لون الايادي عندما تهبط لون طين العراق ملح العراق دماء ابرياء العراق حينها ترجع حمامات الفاخت ولكن دون نحيب 000 ربما