جامعة ذي قار عطاء متميز ومبادرات خلاقة -حسن علي خلف - الناصرية
Thu, 3 May 2012 الساعة : 14:57

وبالشكر تدوم النعم ... كنت انظر الى البنايات الشامخة وهي تحمل عناوين تدعوك للوهلة الاولى الى مزيد من الفخر والاعتزاز عندما تعرف انها تشير الى اسماء الكليات واقسامها او تلك التي تشير الى جامعة ذي قار الفتية ... واتصفح في ذهن الايام الخوالي التي مرت وكان خلالها اهل ذي قار يتوسلون كل مسؤول يعتقدون انه بيده قوة القرار لغرض انشاء كلية ولو بسيطة في ذي قار وفي مقدمتهم المرحوم شاكر الغرباوي والخيرين الاخرين . واليوم بعد ان قامت جامعة ذي قار عملاقة ... وتعددت كلياتها واختصاصاتها وتنوعت نشاطاتها وتحولت من نشاط خجول في السنوات الاولى لتكوينها الى فعل يتصف بالحركة الدائبة ، حركت المجتمع وتفاعلت معه واسمهت في بناء الانسان وتطوير قدراته باعتبارها مركز اشعاع انفتح على جميع انشطة الدولة ومنظماتها المدنية والمهنية والتخصصية وحركة المجتمع . وكثرت انجازات هذه الجامعة الفتية وخاصة في زمن قيادتها الحالية المملوءة حيوية ونشاط وافكار متجددة ومبادرات خلاقة لتاخذ مكانها بجدارة بين جامعات العراق بل والمنطقة العربية والعالم .
• فلقد دأبت على تثبيت تاريخ المدينة من خلال اخراج موسوعة تاريخية تضم كل تاريخ المدينة وانجازاتها وحضاراتها ومشاريعها وشكلت اللجان المختصة لهذا الغرض .
• قامت بدراسة العديد من الظواهر والعادات في المدينة والقيم والمثل والوقوف على الفلكلور وعطاءات الانسان السابقة من خلال بحوث اجراها طلابها واساتذتها .
• دراسة العديد من الشخصيات والرموز في المدينة الدينية والسياسية والاجتماعية وتبريز دورها القيادي في المجتمع وانجازاتها وكانت تلك الدراسات على مستوى الماجستير .
• الاهتمام بالاهوار بشكل رائع واجريت حولها المئات من البحوث وعدد غير قليل من رسائل الماجستير لتبيان هذه الظاهرة التي تشكل المسطح المائي في جنوب العراق والذي يعد واحدا من اهم المسطحات المائية في العالم .
• اقامة الندوات للتعريف باهم شخصيات المدينة ورموزاها وانجازاتهم ومسيرتهم الجهادية .
• ودعم الادب والفن في المدينة من خلال المشاركة في المهرجانات التي تقيمها المنظمات والاتحادات المتخصصة كمهرجان الحبوبي وسواها .
• وايجاد مكاتب استشارية هندسية تقدم خدماتها لمؤسسات البناء والتعمير وخبراتها وعلميتها بشكل سخي .
• اقامة العديد من المؤتمرات العلمية المتخصصة .
ولقد حضرنا الكثير من المؤتمرات العلمية والثقافية في بعض جامعات العراق فلم نجد ( والحق يقال ) ان تلك المؤتمرات والمحافل ترتقي الى النشاطات التي حضرناها في جامعة ذي قار سواء من حيث الاعداد والاستعداد والحضور او مستوى الخدمات والتنظيم والضيافة ، وحرص رئيس الجامعة ومعاونوه وعمداء الكليات على التواجد في تلك الفعاليات العلمية او الثقافية سواء كانت ذات طابع تخصصي او عام . بل ولم نجد ايضا دعما معنويا او ماديا يقدم لمعدي البحوث والمناقشين كما تقدمه جامعة ذي قار اضافة الى الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه رئيس الجامعة الى لجان مناقشة الدراسات العليا سواء من داخل الجامعة او خارجها . وهذه لعمرك بادرة تفردت بها جامعة ذي قار ....... واصبحت واحدة من وسائل الجذب للاهتمام بالدراسات العليا وتطويرها . وراينا في مرات عديدة ان رئيس الجامعة يحضر جانبا من تلك المناقشات او يوفد من يمثله للوقوف على مستوى الانجاز بدقة .. الامر الذي جعل الذين تدعوهم كليات جامعة ذي قار للمساهمة في فعالياتها العلمية البحثية يحرصون على الحضور والمشاركة بكل ما يملكون من طاقة تبعا لهذا الاهتمام لكي تكون بحوثهم حاضرة ويسجلون تواجدهم في تلك الفعاليات ... وهذا الكلام لانسوقه اعتباطا بل لمسناه من خلال بعض المساهمين في مؤتمر كلية العلوم الاخير وما تحدث به المشاركون عن مستوى الاعداد والضيافة والاهتمام بالباحثين الذين وفدوا للمؤتمر من شتى انحاء العراق . فالمشاركون هم قالوا ذلك لما تلمسوا دقة في التنظيم وحسن في الضيافة ومقدرة في قيادة المناقشات والرعاية العالية للمشاركين التي لم يألفوها عند مشاركاتهم في مؤتمرات سابقة بجامعات او كليات اخرى . وقد لمسوا التميز في مؤتمرات ذي قار . وهذه شهادة انا اعدها مفخرة تضاف الى مساعي جامعة ذي قار التي في خططها المستقبلية كما علمت السعي الى تطوير الكم والنوع في مستوى الدراسة الى جانب التوسع في الكليات حسب الحاجة وكذلك الاقسام . وكذلك على مستوى التعامل مع المواطن ومد روابط من التفاعل بين المجتمع والجامعة . وخلق افضل السبل لراحة الطلاب ؛ وظروف اكثر ملائمة للدرس والتتبع ليعم ويرتقي الخلق والابداع والتطوير الذي يصب في بناء العراق ... وان من النقاط المضيئة في مسيره هذه الجامعة المظفرة هي المتابعة المستمرة لاحوال الطلبة المعوزين منهم وطلاب الاقسام الداخلية والغرباء عن المدينة ودراسة مشاكلهم ومحاولة ايجاد الحلول لازماتهم ورفع الموانع التي تحول دون مواصلتهم الدراسة والمرونة الكبيرة التي تبديها قيادة الجامعة في هذا المجال بعيدا عن الروتين الخانق وحرفية تطبيق القانون وسلبيتها . بل نجدهم في كثير من الاحيان يفسرون القانون الذي يحتوي على المرونة لصالح الطالب او الاستاذ او الكادر الاداري . وهكذا نمط من القيادة والتفكير لاشك انه قدوة في مجال الادارة والقيادة وخاصة اذا تعممت نجاحاته لنسهم جميعا في بناء عراقا ديمقراطيا مزدهرا نقضي فيه على النزعات الضيقة والافكار المريضة ويسود التعاون والعمل بروح الفريق الواحد المخلص المتواضع بعيدا عن كبكبة الحمايات وبهرجة السيارات الفارهة والعدد الهائل من الحجاب الذين يمنعونك من الوصول الى المسؤول . والحمد لله رب العالمين .