العرب إخوة ولكن.. صالح الزيدي

Thu, 3 May 2012 الساعة : 14:31

عاتبني الدكتور سالم ألبدري معلقا على إحدى المقالات بقوله: (ما سر تحاملك على العرب), وأنا اقدر للدكتور سالم مشاعره الممتدة إلى عراقيته وهو البارع بالكتابة وصاحب الرؤية الثاقبة والأكاديمي واعتز به أيما اعتزاز، ولكن يجب أن أذكر إن العرب كانوا ومازالوا إخوة غرماء, ولا يخفى على الجميع إنهم أرادوا إحراق البلد بنارهم التي سرعان ما نضجت جيدا عندنا وارتدت إليهم وليس من شيمنا الشماتة والتشفي , ولم ير العراقيون يوما من الأيام بهذه المضامين الهابطة والتي لا تنم عن رجاحة عقل أو تحلي بالحكمة ، أتذكر في أيام ثمانينيات القرن العشرين ضربت مجاعة شعب اريتريا فشاهد احد كبار السن  منظر الجياع فانهمرت عيناه بالدموع حزنا على شعب التحق بالجامعة العربية متأخرا وربما لا يعرف من العروبة شيئا, غير إن هذا الشيخ ساقته الحمية العروبية بمجرد سماع الخبر وهذا هو شعور كل العراقيين بالتأكيد ، في حين نرى الأشقاء يرقصون على جراحاتنا وهذا هو الفارق بيننا وبينهم فنحن نحزن لأتراحهم وهم يفرحون ، نمد يد المساعدة إليهم يوم كانت بغداد لاهبة وتفوح منها رائحة الأبدان المحترقة وهم ينفخون بالنار لزيادة أوارها بل ويبعثون بالأجساد البائسة لتنفجر وتحصد العشرات تلو العشرات من غير وخزه من دين أو ومضة من ضمير, ومدوا أصابع مسمومة بالرماد والركام فاخرجوا الطائفية بعد ما عفت عليها القرون وأطفأت الإخوة الإسلامية بريقها فلا مكان لها إلا في صدور الذين أعتاشوا عليها لأجل الاستمرار بحكم الشعوب واستعبادها .
 وكان سنا نار الاقتتال الطائفي يحرق الجميع , فكان يذبح (علي ) لانتمائه المذهبي ويذبح (عمر) للسبب نفسه في ممارسة تصفوية بين النسيج الواحد .
 أن ما جرى في العراق من تفجير وتهجير وتخريب وتدمير وتمزيق للنسيج الاجتماعي العراقي لا يختلف عليه اثنان كان  بدعم عربي وبامتياز وركب مركب الطائفية بعض الذين أرادوا العودة إلى السلطة المسلوبة في المرحلة الجديدة لضمان دعم المحيط العربي, فكانت الأشلاء تتناثر بأجساد الأخوة الغرماء بين حشود الناس في كل ميادين الحياة ، الأسواق ، الدوائر الحكومية والطقوس والشعائر الدينية . فصار العراق كرة مشتعلة لولا يقظة أبناءه وحرصهم و إدراكهم بأن الفتنة لا تبقى ولا تذر .
ولكن سرعان ما ارتدت كرتهم المشتعلة إلى شوارعهم وأزقتهم  يمارس من خلالها نفس الإعمال الدموية وقطع الرؤوس والتفجير وإشاعة الفوضى . وقد اثبت العراقيون أن هذه الثقافة لا تمت إليهم بصلة وليست جزءا من ثقافتهم وتاريخهم , وصار أهل الشر وجها لوجه مع صنيعتهم وأدركوا محنة العراقيين وثمن الدماء المهراقة على ثرى الوطن .
وأصبح العراق الذي أرادوه صورة لأفغانستان أو الصومال بلدا ناهضا يقودهم عبر رئاسة الجامعة العربية مؤكدا انه اكبر من ترهات حاولوا أن يغرسوها في أرضه مقتلعا إياها وقاذفا بها إليهم ليقول لهم أن كرتكم ردت إليكم بأمانة فذوقوا ويلاتها .

Share |