جماعة الحظ والبخت ابطال لقصص ماساوية -بديع السعيدي- امريكا
Thu, 3 May 2012 الساعة : 12:28

هذه قصة قد سمعت تفاصيلها من الاشخاص الذين مرت عليهم احداثها عندما سافرت من بلدي العراق الذي فقدناه كل هذه السنين الطويله من ايام الانتفاضة الشعبانيه الذي هزت عرش الظالمين انذاك ولجوءنا الى السعوديه في صحراء رفحاء الى ان سهل الله لنا الخروج الى الدول الغربيه بصفة لاجئين بعد ان فقدنا الامل من احتضان الدول الاسلاميه لنا او الدول العربيه فكلهم عندهم فكرة بان صدام ولي من اولياء الله اللهم ياجبار ان تلعنهم كما لعنت صدام وابهجت صدورنا غبطة وسرورا فشاهدت اثنين من الاخوة العراقيين في المطار فتم التحدث مع بعضنا البعض الاخر الى ان علمت بانهم كانوا معي في معتقل رفحاء ايضا
فبقينا بالمطار ننتظر اقلاع الطائرة الذي استغرق حوالي الساعتين من الوقت فتبادلنا اطراف الحديث فقال احد الاخوه بانه لاتوجد عدالة عند الناس ولهذا السبب الله لايريد لهذا البلد ان يستقر مادام اهله لايحكمون بالعدل فقلت له لماذا هذا الكلام فقال لي ودموع الحزن تكاد تسقط من عينيه ان الذي يده بالماء ليس كالذي يده بالنار يا اخي - فقلت مالذي جرى عزيزي وباستغراب –فقال لي عندما كنت في الغربه واثناء الحصار الجائر على العراق بسبب نظام البعث الاهوج طلب مني اخي الاكبر وعبر الهاتف ان ابعث له عن مال وقال لي تعلم بان بيت فلان يريد ان يبيعه فدعنا نشتريه لك فارسلت له المال وقد قام بشراءه وبعد مده قال تعلم بان بيت فلان الاخر ايضا يريد ان يبيعه فارسل لي بعض المال لنشتريه وقد بعثت له بالمال فاشتراه وهكذا حتى قام بشراء الكثير من المحلات والبيوت وقطع الاراضي وانا ابعث وهو يشتري الى ان تم السقوط فقلت بقرارة نفسي كفاني غربة وكفاني تعبا وعملا حيث كنت مانعا نفسي عن كل شيئ لغرض ان اجمع المال حتى ابعثه لاخي كي يشتري اكثر فقررت ان اعيش في العراق على ان اذهب بمفردي في بادئ الامر ومن ثم ستاتي عائلتي من بعدي بعد ان امهد لهم الامور فقمت بمكالمة اخي هاتفيا بانني في اليوم الفلاني سوف اقدم عليكم عن طريق الاردن واتفقنا –وقد تفاجات في معبر طريبيل عندما وصلت له بان حوالي عشرة سيارات كانت باستقبالي هناك وقد غادرنا طريبيل متوجهين الى بيتنا في البطحاء بمحافظة ذي قار وعندما وصلت هناك وجدت الناس كلها باستقبالي وقد قام اخي بذبح العديد من الذبائح ودعوة الناس عليها وهكذا استمر الوضع لخمسة او ستة ايام متواصله وفي اليوم السابع لقد جمع اخي بعض الوجوه من العشيره ومن اصحاب الحظ والبخت وقد ضحك باستهزاء عندما ذكر عبارة الحظ والبخت ومن ثم واصل الحديث فقلت في قرارة نفسي ان اخي الان سوف يقوم بالكشف مما لدي من املاك وقد قررت بيني وبين نفسي عندما ينتهي اخي من كلامه فساقوم انا وابادر بان كل هذه الاموال ستكون مناصفة بيني وبين اخي هذا ماضمرته بداخل نفسي وكنت مصرا عليه –هنا بهذه الاثناء طلب اخي من ولده الكبير محمد ان يجلب له الدفتر الذي قام بتسجيل كل شيئ به وبعد ان استلم الدفتر قال ياوجوه الخير ان لاخي علي دين برقبتي اريد ان ارده اليه والكل تقول له انت العز والفخر والنعم منك يا ابو محمد وقد قال ان اخي ارسل لي باليوم الفلاني اربعة الاف دولار وفي اليوم الفلاني خمسة الاف دولار وفي اليوم الفلاني قال لي ابعث والدتنا للحج وفي اليوم الفلاني قال لي اعطي اخينا هكذا مبلغ وفي اليوم الفلاني ارسلت كذا وهكذا فقام بتنقيص هذا من هذا فقال ياجماعة الخير اخي له عندي الان عشرة الاف دولار وهذه العشرة الاف دولار الذي بعثها فالكل قالت له بارك الله بك وانك عادل وماقصرت مع اخوك وهكذا فقمت انا وقلت ياجماعة الخير انا اريد ان اقوم بمعانقة اخي امامكم لانه ماقصر معي وحفظ الامانه وكانت غاية بنفسي لكي اصل اليه واقطع بلعومه باسناني وماقلت هذا الا للوصول اليه من غير لايمنعني عنه احد فقالوا بارك الله بك وذهبت له وقد مسكته من رقبته وقد قام ابن اخي محمد بجلب عمود وضربني على راسي والدم يتساقط من راسي فوليت هاربا ولكن العشرة الاف دولار الذي في الكيس بيدي وانا خائف ومرعوب ومسلوب حقي فقلت لايوجد احد اشتكي له حالتي الا امير المؤمنين علي عليه السلام وتوجهت الى احد السواق الذي في المنطقه وقلت له تاخذني للنجف بعد ان تعاملت معه على الاجره وركبت السياره وعندما وصلت الى الكوفه فشاهدت مكتب لبيع وشراء العقار فقلت لماذا لا اذهب لصاحب هذا المكتب عسى ان اجد لديه قطعة ارض للبيع قبل ان افلس نهائيا –فبعد ان سلمت عليه وكان رجلا طيبا حقا وتعاطف معي بعد ان شرحت له قصتي فقال هنالك قطعة ارض يريدون ان يبيعها اصحابها فقلت هذه العشرة الاف معك وتصرف بها لانني فقطت كل شئ بقيت على هذه العشرة الاف فقمت بمداورة القطعة باسمي واوراق البيع والمشترى معي وبعد ذلك رجعت الى غربتي من جديد والهم يعلو هامتي الى اخمس قدمي وبعد مضي ثلاثة اشهر او اكثر قام بمكالمتي صاحب مكتب العقار الذي اشتريت منه القطعه بان احد المتنفذين السياسيين الحاليين يريد شراء قطعة ارضك هذه واعطى بها 250 الف دولار فعندما سمعت ذلك فقلت دعني ازيد المبلغ فقلت له اخبره انني ابيعها 300 الف دولار فقال اساله واعطيك الخبر وبعد يومين كلمني وقال يقول لا اعطيه 275 الف دولار فوافقت وسافرت للعراق وقمت بقبض275 الف دولار الذي عوضني بها الله من خلال امير المؤمنين عليه السلام الذي شكوت له حالتي-اما صديقي الاخر فله قصة مشابهة لما جرى على صديقي هذا ولكن فقط باختلاف وجوه ابطال قصته فقد تكلم هو الاخر من باب ان يهون ماجرى فقد اسرد قائلا انا قد جرى ماجرى عليك او اكثر قليلا بسبب اصحاب الحظ والبخت هؤلاء فقد ارسلت الكثير من المال الى اخوتي وكل مرة ارسل لهم مبلغا من المال فيقومون بمكالمتي بعد ذلك بانه قد اشتروا البيت الفلاني والمحل الفلاني او قطعة الارض المتواجده بالمنطقة الفلانيه وعلى ضوء هذه الامور قد حسبت ان اموري سوف تكون على مايرام بالضبط كما هي ظنونك مخاطبا بذلك الصديق الذي اسرد قصته واستمر بالكلام حيث قال وعندما سقط نظام صدام حسين قررت ان ازور اهلي في العراق وياليتني لم ازوره على الاقل لم تتكشف امورا كانت على اقل تقدير مخفية عني وعندما وصلت الى بيتنا في الناصرية في مركز المدينه بعد الاستقبال الهائل الذي استقبلت به والحفاوة التي قدمها لي الحاضرين والمهنئين وخاصة من الاهل والاقرباء –وبعد ان قضيت حوالي الاسبوع فقام اخي الاكبر بجمع الوجوه المعروفة والذي يقال بانهم اصحاب حظ وبخت وعندما اجتمعوا قال لهم اخي انا اليوم ارسلت عليكم لكي تكونوا شهودا علي بان اخي له حق علي واريد ان ارده له امامكم فقال الجميع بارك الله بك سيدنا الجليل لاننا سادة من نسل محمد وال محمد عليهم السلام وهذا حق وانت اهل لرد الحق ومن هكذا قبيل –فقال في اليوم المصادف كذا ارسلت لي مبلغ من المال وفي اليوم الفلاني ارسلت لي كذا ايضا وهكذا وقد قلت لنا ان نرسل والدتك للحج وقد صرفنا عليها المبلغ كذا وقلت اعطي اختنا المتزوجه مبلغ كذا فالان لك عندي هذا المبلغ المتبقي من المال اي مايعادل سبعة الاف دولار وهذا حقك وهذه اموالك الذي ارسلتها لنا قد اعيدت اليك فقال له الحضور بارك الله بك مولانا وهذا كلام عدل وحق –فقلت ياجماعة الخير انني عندما ارسلت اموالا بتلك الفتره وقلت لاخي ولاخوتي اشتروا اراضي وبيوتا وقد اشتروا بها وكل شخص منهم لديه الان بيتان او اكثر ومحلات هنا او هناك في مركز المحافظه ومع ذلك انا متنازل لهم عن ذلك ولكن اريدهم يعطوني بيت العائله الذي اريد ان اسكن به عائلتي واطفالي فرفضوا وقالوا لا هذا البيت ارث يجب ان يقسم بيننا تصور اشتروا كل هذه المحلات والبيوت باموالي وحتى بيت العائله القديم والمتهالك قد رفضوا ان يعطونه لي وقد افلست والان انا راجع تعلو هامتي الخيبه ولم ارجع للعراق بسبب اصحاب الحظ والبخت هؤلاء فانت يا اخي على الاقل قد رد لك جزء من اموالك المسلوبه فانا رجعت لبلد الغربة كما ترى بعينك –هذا كل ماجرى برحلتي الى وطني والى اهلي وناسي الذي كل واحد منا رسم صورة جميلة بمخيلته وتوقع بان اكثرية الناس لم تغيرهم السنين وقد بقوا على طيبتهم وكرمهم واخلاقهم كما تركناهم ولكن للاسف خابت كل امالنا وقد سمعت بالاونه الاخيرة ان صديقي السيد صاحب القصة الثانية قد وافته المنية بسكتة قلبية مؤخرا حسب ما سمعت وقد رحل الى جوار ربه وهو مهموما ناقلا شكواه لرب العزة لياخذ بثاره من اصحاب الحظ والبخت هؤلاء .