قبل فوات ألأوان ( للمدرسة وللمعلم كلمة )- أبو غزوان السهلاني- الناصريه
Wed, 2 May 2012 الساعة : 11:14

من المهم أن نلفت أن فترة المراهقة . هي ليست مفهوم معترف به عالميا" . ففي بعض الثقافات ليس هنالك كلمة للفترة مابين الطفولة وألرشد والتي يمكن أن تكون قصيرة جدا" , لكن سواء أعترف بها في تلك الثقافة أم لا . فأن المرحلة مابين 12 – 13 سنة ألى 18 سنة تتميز بتغيرات فسيولوجية وعاطفية وأجتماعية مهمة للطفل النامي .
انها فترة للنمو السريع المصحوب بالتغيرات في المظهر والوصول ألى البلوغ والتطور السريع للأحا سيس الجنسية . وبداية دورة التكاثر , وتتطلب هذه الفترة ألأنتقالية الى الرشد أن يؤ سس اليافعون بقوة هويتهم ألأجتماعية والعملية . وغالبا" ما تترافق هذه المرحلة ألأخيرة من عماية بناء الهوية الشخصية بأرتباك وقلق حول اسئلة . من أنا ؟ وماذا أكون ؟ ما ألذي أؤمن به وما ألذي لا أؤمن به ؟ ما ألذي أريد أن أفعله وما ألذي لا أستطيع أن أفعله ؟ وغالبا" ما تدفع هذه العملية اليافعين ألى تأسيس هوية بالمقارنة مع هوية ألأهل والمجتمع أو حتى بالتضاد معها . لأنهم بحاجة الى الشعور بالسيطرة على ألأمور وتطوير أفكارهم الخاصة . وهو أمر غالبا" ما يؤدي ألى صراعات داخل ألأسرة .
يسعى اليافعون لرفقة أقرانهم . ويحصلون على أحساس بالتسرية والدعم من الحد يث عن نفس ألأرتباك والسعي والقلق بشأن تعريف الهوية بوضوح ومن ثم العيش حسب مقاييسها وهذا يخلق (( هوية المجموعة )) لدى اليافعين . واليافعون شديدوا التأثر بضغط ألأقران أو ألشلة ويقبلون التحديات الخطرة . ويقومون بالسلوك ألخطر , وقد يحصلون على شركاء جنسيين ليس فقط لأشباع حاجاتهم الجنسية القوية بل لأنهم يتطلعون الى الحميمية والقرب والحنان الذي وفرته ألأسرة في مرحلة ما من طفولتهم .
ولمجرد حصول أزمة داخل ألأسرة أو المجتمع وأختفاء فرص أكتساب المهارات وسبل الحصول على الرزق تقريبا" . وعندما يتم أنتهاك القيم والثقة وألأحترام والطيبة حول هؤلاء عادة" من قبل قدواتهم العليا السابقين ( ألأهل أو الوجهاء أو المتنفذين في المنطقة أو الحي ) فأن بحثهم عن الهوية وألأنتماء يقودهم الى الأنظمام للمجموعات المسلحة أو المنحرفة في غياب فرص أكثر أيجابية . لذا فتوفبر فرص واكتساب وبناء المهارات . والحصول على الرزق , ومصاحبة هذه الفئة والحرص على توفير الجانب الروحاني الذي يبصر بالجوانب المشرقة للعبادة ( السلوك ألأيجابي ) كمخافة ألله وألأخلاص بالعمل وأحترام ألآخرين والتسامح والتعاطف واللطف لكي يثقوا بالآخرين ويستطيعون العيش بأمان .
ومن هنا يجب التركيز على المدرسة كعامل مهم في توفير محيط آمن جسديا" وعاطفيا" وثقافيا" وروحانيا"وأجتماعيا" للتلاميذ . كما أنها توفر للتلاميذ فرص التفاعل ألأجتماعي وألألعاب والنشاطات والنظام والحدود والتعلم وألأنجاز . والحصول على الدعم النفسي وألأجتماعي من ألأقران والراشدين . وفي العادة ان شعر التلميذ بالقبول في المدرسة فأن أداءه سيكون أفضل بكثير ( على الصعيد العاطفي ) من التلميذ الذي يواجه بالرفض من ألأقران والمعلمين . فتقديم الدعم والرعاية العاطفية للتلاميذ من قبل معلميهم سيعلمهم ذلك كيف يثقوا بالآخرين مما سيوفر لهم ذلك فرصة للتعلم . فالثقة هي أهم جوانب علاقة المعلم بالتلميذ , لذا فان ما توغره المدارس من تعلم ونشاطات للتلاميذ من خلال المعلمين تجربة ايجابية تساهم في بناء الرفاه النفسي وألأجتماعي . ومن هنا يجب أن لاتكون تجربة التلاميذ داخل المدرسةملحقة لمزيد من الضرر برفاههم . ويمكن ان يحصل هذا على سبيل المثال اليوم . عندما يوضع التلاميذ في وضع معين حين يفشلون في سيء ما أو يتم ألأستهزاء بهم أمام أقرانهم أو يسمح لأطفال آخرين بالتميز ضدهم والتنمر عليهم أو عندما لايصغى اليهم أو تؤخذ آراؤهم .ومن هنا فنجاح المدرسة والمعلم المؤهل في توفير الدعم النفسي وألأجتماعي اليومي لتلاميذه في الصف من خلال توفير النشاطات النفسية الأجتماعية المحدده والمفيدة لأمتصاص طاقة التلاميذ وأزالة التوتر . بأعتبار المدرسة والمعلم هما الخط الحمائي الثاني للتلميذ بعد ألأسرة المتماسكة .