زيارة السيد الصدر لأربيل .. قراءة أولية في أوراق الأزمة العراقية-جواد كاظم إسماعيل- الناصرية
Tue, 1 May 2012 الساعة : 11:49

شهدت الساحة السياسية العراقية ومنذ انسحاب القوات الأمريكية نهاية العام الماضي أزمة سياسية خانقة على خلفية اتهامات يوجهها خصوم المالكي له بالتفرد بالسلطة .. وقد اتخذت هذه الأزمة اتجاهين متقاربين , الأول تمثل باتهام المالكي للقيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في أعمال إرهابية وإبعاد نائبه صالح المطلك على خلفية تصريح الأخير واصفا المالكي بالدكتاتور , اما الأزمة الأشد عقدة هي التي حصلت مع الحليف الستراتيجي التحالف الكردستاني وتحديدا مع السيد مسعود البرزاني والتي نشبت هذه الأزمة بسبب موضوع النفط والغاز وتبادل الاتهام بينهما حول هذا الموضوع,, هذه الأزمة الأخيرة قربت بين القائمة العراقية وبين التحالف الكردستاني انطلاقا من مقولة ( عدو عدوي صديقي) ,, لكن رغم هذا التقارب الشكلي بين العراقية وبين الكردستاني الا ان الأزمة أخذت بالاتساع وازدادت تعقيدا مما أتاح لبعض دول الإقليم التدخل بالشأن العراقي وبشكل صريح وكان أبرزها التدخل التركي الأخير وتصريح رئيس وزراء الحكومة التركية ضد الحكومة العراقية إضافة إلى تدخلات دول الخليج الصريحة تمثل بالسعودية وقطر.. الساسة العراقيون ومع الأسف الشديد رغم بلوغ الأمور إلى هذا الحال الا أنهم لم يكترثوا لحال الشعب والى تردي الخدمات وكأن العراق صار بينهم شبيه بالكرة تتلاقفها الأيدي وكل فريق يرغب حيازة الكرة تحت سيطرته لكسب وقت أطول له دون الالتفات إلى الدعوات المطالبة إلى الإسراع لحل الأزمة والتنازل عن سقف المطالب حتى يسير العراق في طريقه نحو الاستقرار والبناء والأعمار .. لاسيما ان العراق الآن يتحمل مسؤولية إدارة شؤون الجامعة العربية بعد انعقاد القمة مؤخرا في بغداد .. وبما ان كل الدعوات الدينية والشعبية لم تثمر عن شيء لحد الآن جاءت زيارة السيد مقتدى الصدر إلى أربيل لتحديد الطرف المخالف في كل هذه الأزمة من خلال الاستماع الى وجهة نظر الفرقاء السياسيين بعد ان استمع إلى وجهة نظر السيد نوري المالكي في إيران ولكون السيد الصدر يمثل تيارا شعبيا عريضا في الشارع العراقي وله كتلة كبيرة منضوية مع الائتلاف الوطني ,, جاءت أهمية زيارته هذه , وأن هذه الزيارة التي جمعت الرئيس العراقي جلال طالباني والسيد الصدر ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وزعيم القائمة "العراقية" إياد علاوي لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة. والذي انعقد هذا اللقاء المفاجئ في مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في اربيل لم يتطرق الى موضوعة سحب الثقة عن المالكي لكنه تم التأكيد على عدم تجديد ولاية ثالثة له وهذا اهم ماترشح عن هذا اللقاء,, لكن السيد فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان صرح للصحافيين ان اللقاء دعا إلى "تعزيز العملية الديموقراطية وتفعيل آليات الديموقراطية في إدارة شؤون البلاد وتجنيبها المخاطر التي تستهدفها" دون الإشارة إلى تشخيص عميق للمشكلة ويجاد حلول مناسبة لها . ,, وهنا السؤال يطرح نفسه هل أن السيد الصدر جاء بجديد وساهم بتقارب وجهات النظر بين المتخاصمين ؟ وهل زياراته هذه ستسهم بحلحلة الأزمة ام الوضع يبقى ( مكانك راوح) والخاسر الوحيد في كل ذلك هو الشعب العراقي المغلوب على أمره ؟؟ ننتظر النتائج حتى موعد انعقاد المؤتمر الوطني المزمع عقده خلال الأيام القليلة القادمة وحتما لكل معضلة حل ولكل شدة فرج ويقينا ان العراق لايخلو من الا خيار والحكماء للتدخل في إيجاد حل لهذه الأزمة التي أصبحت مزمنة في كل فصولها مع الأسف ..!!