وحدتان على ضفاف الخليج - مرتضى الشحتور -الناصرية
Mon, 30 Apr 2012 الساعة : 17:02

في خطابه اثناء انعقاد القمة الخليجية الاخيرة دعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دول الخليج الى الانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الوحدة، وفي توضيح لفحوى التصريح بينت الخارجية السعودية ان التحديات القائمة تقتضي اقامة وحدة كبرى وحقيقية وتامة بين الدول الست على ان لاتفقد اية منها سيادتها واستقلالها وهويتها.
وبموازاة ذلك وفي ظل العاصفة السياسيةالعاتية التي تغلف المشهد السياسي نوه رئيس اقليم كردستان مرات ومرات عن توجه جاد لما اسماه بحق تقرير المصير لاقليم كردستان بمعنى الاتجاه الى الانفصال وتاسيس الدولة الكردية.
اننا ازاء مفارقة حادة.
عند جنوبنا وبجوارنا تستنفر المملكة العربية السعودية شقيقاتها لبناء وحدة عربية تملك من مقومات التجانس ماهو معروف وواضح. في مقابل ذلك هناك توجه داخل العراق لاعلان دولة قومية في كردستان التي كانت ولا زالت تدير معظم شؤونها وترسم سياستها باستقلال تام عن دولة المركز. ترى ماهو الموقف العراقي المتوقع من المشروعين ؟
رسميا وشعبيا لايوجد اي تخوف من تطوير العلاقات في المنظومة الخليجية.
فالعراق الجديد لايجد سببا مقنعا للتقاطع والخصومة مع اشقاءه العرب بل وتوجد رغبة صادقة في اندماج العراق مع اشقاءه هناك، وهناك شكوى وشعور بالظلم تجاه الجفاء الخليجي لهذا البلد العظيم .
و من المهم ومن المناسب جدا ان تهيء دول الخليج وتفتح المجال لانضمام العراق الديمقراطي والذي يتربع على هامة الخليج للمجلس ولاي مشروع للتعاون.
ان كون نظامنا ىجمهوريا لايعد سببا منطقيا لاستبعاد العراق من المنظومة الخليجية ولنا ان ننظر الى الاتحاد الاوربي الذي يضم دول ملكية وجمهوريات فمستوى الرفاه يكاد يكون متماثلا وسيصبح كذلك حتما في وقت قريب جدا .
الوحدة الخليجية تستفز ايران وانفصال كردستان يستفز ايران ايضا .
ولهذه الاسباب اعتقد ان التصريح الايراني الذي صدر اثناء وجود السيد المالكي في ايران الداعي للوحدة بين البلدين يندرج في اطار المناكفة السياسية والخصومة والرفض لما يثار في كردستان من جهة وماتعتزم المنظومة الخليجية القيام به من جهة اخرى
فالشعب العراقي يرفض اية مشاريع من هذا القبيل .
وتجارب العرب الوحدوية تغنينا عن عرض الاسباب ؟
ولهذا فان موقف الحكومة العراقية باهمال التعليق على الطرح الايراني عبر بصورة لاتقبل الشك عن عدم معقولية ومشروعية الفكرة.
الوحدة التي نادى بها المسؤول الايراني جائت رد فعل طبيعي لهواجس ايران من الوحدة الخليجية وتعبير واضح من ايران عن انزاعجها من مشروع دولة كردستان.
ومن المهم في هذا المجال القول.
ان بلدا مثل العراق لن يذهب للتفكير بهكذا مشاريع دون الرجوع الى راي العراقيين .
فالزمن الذي يقرر فيه الزعماء وتذعن لهم الجماهير ولى الى غير رجعة.
حكومتنا اليوم نتاج صناديق الاقتراع وهي على علم ومعرفة تامة بهوى الشارع العراقي وتوجهاته.
واظن بل واجزم ان العراقيين بدرجة مائة من مائة يرفضون كل اشكال الوحدة.
اننا نتوق الى حفظ العراق واحدا موحدا وهذا قدرنا وهذا خيارنا الذي لانحيد عنه.
على انني اشك كثيرا في نجاج اي مشروع للوحدة على ضفاف الخليج..