غياب دور النشر في عراق الثقافة-محمد نوار-بغداد

Mon, 30 Apr 2012 الساعة : 10:21

لاتزال صناعة الكتاب عندنا متأخرة عن نظيرها العربي والعالمي بشكل يدعو الى الالم والاسف على ما نحن عليه من اهمال لهذا المشروع الكبير لماذا اذن نظل نرنو الى ذلك فقط ولا نعمل شيئاً يليق بالقارئ العراقي والذي عرف عنه حب المطالعة والتواصل مع الاخر ولماذا لاننظر الى الكتاب العربي والى اين وصل في الجزائر والمغرب ومصر ودول الخليج اننا اليوم امام اشكالية كبيرة تحتاج الى معالجة سريعة تتم بوضع خطط حقيقية ترتقي بهذه الصناعة لنتدارك هذا الخلل الحاصل ونحن اذا ما نظرنا الى مشهد الكتاب العراقي استطعنا ان نشير ونقول ليس هناك دور نشر ولا توزيع ذات منجز اذا استثنينا دار الشؤون الثقافية وهي معروفة الامكانية عند الجميع.

ان المثقف العراقي ولاسيما المبدع يعاني من طوق كبير ضرب حوله من الجهات المسؤولة التي تدعي رعاية الثقافة وواقع الامر غير ذلك ولا نعرف لماذا ولا اين الخطأ في الانتباه الى هذه المسألة الحيوية وفي مقدمتها دعم المثقف وبكل الاشكال لانه الصوت الاهم والاكثر تأثيراً في المجتمع فلماذا اذن نبخل عليه وهو صمام الامان وعنوان لنا ومرآة تعكس صورتنا عند الاخر ومن غير المعقول ان لاتمد له يد العون فاين هي منظمات المجتمع المدني واين دورها الذي تدعيه لم نلمس منه شيئاً سوى التفاتة بسيطةهنا واخرى هناك وهذا بطبيعة الحال لايكفي بل يدعو الى السخرية خاصة ونحن نرى كثيرا من المبدعين يبحثون عن جهة تدعمهم في نشر وطبع مخطوطاتهم ولكنهم في النتيجة يركنونها على الرفوف وقد سئموا من الوعود التي لم تصدق معهم حتى كاد ان يصيبهم اليأس جراء ذلك فكيف يظهر المبدع اذا لم يلتفت اليه احد ونحن حتى هذا اليوم نعيش تحت لافتة تقول لنا لانسمح في تصدير الكتاب ترى لماذا وهل هذا ممكن في زمن الانفتاح والديمقراطية والعناوين الكبيرة ثم ترانا نبقى واقفين ولا نتحرك في الاتجاه الصحيح بل لم نضع حتى عتبات نحاول ان نصل اليها في اهم قضية تخص الابداع والفكر والتي تشكل هوية المجتمع ومع ذلك اننا نرى ومن جانب اخر ان هناك صمتاً من قبل المهتمين بالشأن الثقافي ولاسيما المبدعين انفسهم مما جعل هذه القضية المهمة طي الاهمال والنسيان وعدم الالتفات اليها وكأنها ليست موجودة على ارض الواقع او انها نوع من الترف الذي لايجدي نفعاً رغم وجود هذه الاعداد الكبيرة من المخطوطات لدى هؤلاء الكتاب ولو كان قدر لها ان تطبع لكانت اهم منجز في تاريخ العراق المعاصر ولكن تبدو ان العملية خاصة بالفرد المبدع وليس للجهات المسؤولة شأن فيها وبالتالي كأن حقيبة المبدع هي المكان الاثير للمخطوطة.
 

Share |