الماء الراكد يصير أخضر- سيد صباح بهبهاني- ألمانيا

Sun, 29 Apr 2012 الساعة : 12:29

المقدمة
الكسلان محروم والعاطل نادم ومع الحركة البركة ومن صال وجال غلب الرجال..
الأمثلة العربية :
أنت عليك بالحركة وربي عليه بالبركة..
ألا ترى أن مريم عليها السلام مع كل البلاء الذي جاءها والمخاض الذي عانته طلب منها أن تبذل جهداً
ولو كان بسيطاً في هز جذع النخلة لكي يساقط عليها رطباً جنيا ..
القادر على أن يقول للشيء كن فيكون يطلب من مريم أن تفعل شيئاً لكي يأتيها رزقها..
الحركة طريق البركة...
العبد عليه الحركة، والله عليه البركة
الحركة: يقصدون بها العمل
التفاصيل:

بسم الله الرحمن الرحيم

(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون 23 /99 ـ 100
(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) الحشر/ 14 .
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) آل عمران/103
(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) طه /64
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/ 2 .
( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الإسراء /70 .
الكسلان محروم والعاطل نادم ومع الحركة البركة ومن صال وجال غلب الرجال..

العبد عليه الحركة، والله عليه البركة
يضرب: للحث على العمل مع الاعتماد على الله في النتائج.
وتعتبر الأمثال الدارجة أسهل سبيل وخير وسيط لنقل تعاليم الآباء والأجداد وإبلاغها بصورة فعالة لجميع طبقات الشعب لبناء أخلاق قويمة فانزيهة منها تنطوي على مبادئ الفضية والشرف والصدق والإحسان والمعروف وحسن السلوك والاقتصاد والكرم والضيافة والحزم والعزم والثبات والتأني والصبر والأخذ بالثأر والاحتراس من الأعداء والاعتماد على النفس فهي والحالة تلك قاعدة السلوك وناموس الأدب عند عامة الشعب مثل قولهم: (العب وعاشر والعرض مش داشر) وقولهم: (صوم شهر تشبع دهر) وقولهم: (وعد الاوفا, عداوة بلا سبب) (والصبر مفتاح الفرج) (والحركة فيها بركة)..
ولكن أن نظرتي تختلف وأرى أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي ، يميل للاجتماع لقضاء
مصالحه و نيل مطالبه التي لا تتم إلا بالتعاون مع غيره و أن يكون فرداً من جماعة ، فمصلحة النفس و المسجد و الأمة …وغيرها من المصالح لا تتم إلا بالتعاون على البر و التقوى ، بل السهم الواحد يدخل به الجنة ثلاثة ـ فإذا لم يصنعه الأول و لم يعده الثاني ، لن يجد الثالث ما يرمي به ، و لذلك كان لابد من عمل الفريق لتحقيق الهدف و الوصول إلى المقصود ، و لو نظرنا إلى النمل و النحل لوجدنا أن الأمر لا يختلف ، فلكي نستخلص العسل من الخلية رأينا توزيع الأدوار بين النحل ، ملكات و عمال و ذكور و شغالات ، ولا يمكن أن نتحصل على ذلك العسل من عمل الملكات فقط ، وينبغي أن يكون هذا هو شأن المواطن المؤمن في اجتماعه مع إخوانه ، لا يبالي إن وضعوه في المقدمة أو في الساقية أو في المؤخرة ، فهو يتقن عمله و يخلص الأمر كله لله لخدم المجتمع والبشر ويعمل صالحاً قبل أن يتأخر من أصل الواقع كما في قول وهو يصف الله الإنسان العاصي لقوله سبحانه وتعالى : (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون ..

فأن هذه هي واقع الحياة الدنيا يجب علينا جميعاً أن لا نتوقف وأن نؤدي المسؤولية جميعاً ونتحمل عباها جميعاً كما يقول الحديث:

(لكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) متفق عليه . ولكن أرى أن ضعف التعاون هو ضعف في العقل..

و قد لوحظ أن الناس إن لم يجمعهم الحق شعَّبهم الباطل ، و إن لم توحدهم عبادة الله مزقتهم عبادة الشيطان ، و إن لم يستهوهم نعيم الآخرة تناطحوا و تنازعوا على متاع الدنيا الزائلة ، وهذه للأسف هي حالة بعضنا اليوم ، فالبعض يضمر العداوة للبعض ، و إن حدث خلاف ذلك فهو مجرد مجاملة عابرة ، و السبب في ذلك ضعف العقل : (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) الحشر..

إن الرابطة التي نصير بها كالجسد الواحد هي رابطة الإسلام ، و بدون ذلك نكون كمثل حالة الجاهلية أو أشر، و في الحديث : ” لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ” . (متفق عليه). و رابطة الدين تتلاشى أمامها رابطة النسب و القومية و الوطنية و الحزبية و سائر صور التعصب على الباطل ، قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) آل عمران..

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا

تربص الأعداء

إننا نمر بمرحلة تستوجب منا أن نكون يداً واحدة على عدو الله و عدونا من الإرهابيين وغيرهم صناع الإرهاب والعاقل يفهم ماذا أقصد ، فقوى الشر تتربص بنا الدوائر ، و قد أعلنوها حرباً على علينا وعلى أهالينا ، و هذا هو شأنهم قديماً و حديثاً ، فقد تنادوا يوماً و قالوا (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) طه ..

و تعاونهم اليوم من أجل إنفاذ مخططاتهم لا يخفى على أحد . ولا ننكر أن أسباب ضعفنا – التي مكنت الأعداء من رقابنا – كثيرة ، و دواعي فرقتنا الحاضرة عديدة ، و لكن هذا كله لا يمنعنا من الأخذ بالأسباب و الاهتمام بالبدايات فلا نجعل الخلاف بيننا في الأقوال و المذاهب ، و في الملك و السياسات و الأغراض الشخصية حائلاً يحول بيننا و بين تحقيق الأخوة الإيمانية و التعاون على البر و التقوى ، بل نجعل الخلافات كلها تبعاً لهذا الأصل الكبير ، فمصلحة الاجتماع مصلحة كلية و طلب الدين بالوحدة و الألفة و منعه لنا من التفكك يأتي على ذلك أجمع و يقدم على كل شئ ، و هذا شأن من يعظم حرمات الله و يدرك حجم المخاطر التي نمر بها وغيرنا من أخوة لنا… . فالمسلمون تتكافأ دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم و هم يد على من سواهم ، و في الحديث: ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً و شبك النبي صلى الله عليه وآله و سلم بين أصابعه “. (رواه البخاري و مسلم). و عن أبى هريرة رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، و من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة و من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا و الآخرة ، و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه “. (رواه مسلم ). و في الحديث: ” ما من امرئ يخذل مسلماً في مواطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب نصرته ، و ما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ” (رواه أبو داود وغيره و إسناده حسن). و لما قيل لأنس بن مالك – رضي الله عنه – بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم قال : “لا حِلف في الإسلام” ؟ فقال أنس : قد حالف رسول الله صلى الله عليه و سلم بين قريش و الأنصار في داره ” رواه مسلم.

وأن حرص الأئمة الطاهرين والصحابة التابعين على التعاون وإجماع الكلمة كان هدفهم لتهيئة حياة أفضل للبشر جميعاً....

و لما ضرب ابن ملجم الخارجي زاد الله عذابه الإمام علي عليه السلام دخل منزله فاعترته غشية ثم أفاق فدعا الحسن و الحسين عليهما سلام الله و قال : أوصيكما بتقوى الله تعالى و الرغبة في الآخرة و الزهد في الدنيا ولا تأسفا على شئ فاتكما منها ، فإنكما عنها راحلان ، افعلا الخير و كونا للظالم خصماً و للمظلوم عوناً ، ثم دعا محمداً ولده و قال له : أما سمعت ما أوصيت به أخويك ، قال : بلى ، قال : فإني أوصيك به.

ومثال أخر هؤلاء السلف الصالح منهم إمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هذا الرجل المظلوم الذي للآن لم يعرف أحد قدره ومنزلته , الذي اشتهر بالشجاعة في التاريخ ولكن نحن لا ننظر له شجاع فقط وأعلم الأمة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بل في الحقيقة لابد أن ننظر له أنه الرجل الرحيم الذي صحيح أنه أشجع الشجعان ولكنه عندما يرى يتيماً فإنه يكون في أرق حالة تصل لها الإنسانية , عندما يبكي اليتيم يتفطر قلب المولى أمير المؤمنين عليه السلام وأبناءه طبعا مثله والحسين عليه السلام أبو الأيتام , وأيضا عندما ينظرون إلى المسكين وهكذا لكل فقير ومحتاج’’’’’’

ولكن فلننظر كيف يتعاملون مع أعدائهم , فاللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام عليه السلام , كان الإمام يتعامل معه بكل محبة في حياته وكان يساعده في كل شيء والإمام يعلم أنه قاتله , وحتى في وقت ضربة الإمام عليه السلام , كان الإمام يوصي ولده الإمام الحسن عليه السلام ويقول له ” بني الله الله في أسيركم , أطعموه مما تأكلون , وعندما يُـأتى للإمام بلبن يقول خذوه إلى أسيركم ؟ ما هذه العظمة يا مولاي , يا علي

والله إننا مقصرون معكم مولي’’

فلننظر إلى الحسين عليه السلام فهو يبكي يوم العاشر في المعركة فعندما يسألونه لماذا تبكي ؟ فيقول ” أبكي لهؤلاء القوم لأنهم يدخلون النار بسببي ” يعني انه يرأف بحالهم وكأنه يقول إني أحب هدايتهم ولم آتي إلا من أجلهم ومن أجل أن اصنع فيهم الإنسانية والرحمة’’’’

هذه الحالة هي المفروض تكون في المؤمن الرسالي ,,, العطف والرحمة والمودة والإنسانية ,, فعندما ترون أيها الشباب العاملون والشابات العاملات أي إنسان محتاج وضعيف وهو بحاجة للهداية فانظروا له بإنسانية ورحمة وكونوا في صفه ,,, إخواني أتكلم بصراحة , أن في مجتمعنا شباب وشابات لا يعرفون الالتزام وهم كما نسميهم منحرفون ؟ ولكن أعلموا أن من فيه حب الولاية وحب الزهراء وأهل بيتها فإن قلبه لابد من وجود نبضة الالتزام والإنسانية فيه فلابد أن ننظر لهم بالاهتمام ونعينهم لعلهم يعيشون حالة الهداية الحقيقية , ومثال على حالة التغيير التي قد تصدر من كلمة واحدة كما قال أحد الأئمة عليهم السلام ” رُب كلمة أحيت سامعها ” وكما حدث إلى بشر الحافي الذي انتقل من الانحراف إلى الهداية وأصبح من العُباد الزهاد والموالين من كلمة واحدة وقعت في قلبه قالها إمامنا الكاظم عليه السلام’’’

أخيراً إخواني وأخواتي ,, لابد لنا من حب الإنسانية التي من خلالها نحب الخير في أنفسنا وحب الناس هو وسيلة من اجل تفعيل العطف والرحمة الإلهية في ذاتنا وأخلاقنا.

لابد لنا من نهضة رحما نية اجتماعية تواضعية تملأ نفوسنا بالحركة التصاعدية التكاملية من أجل أن نحقق حالة الالتزام الاجتماعي والهداية الإسلامية في المجتمع المسلم ونصنع أنفسنا على درب مكارم الأخلاق...

وأما نحن اليوم في زمان الغربة فقد بلغ السفه بالبعض مبلغاً جعله يمد يد العون لأعداء الإسلام و المسلمين، بل و يواليهم و يناصرهم بالغالي و الرخيص في الوقت الذي يُرَمِّلون فيه نساءنا ، و ييتمون أطفالنا ، و ينتهكون أعراضنا، و يستولون على بلادنا، ولا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة ، فهلا رجع إلى إسلامه و حكَّم شرع ربه ، و كان منه الاهتمام بقضايا المسلمين؟ فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، و أمثال هؤلاء نذكرهم بقول الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة..

وأخيرا فمن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم ولا تنتظم مصالحهم ولا تجتمع كلمتهم ولا يهابهم عدوهم إلا بالتضامن العقائدي الذي حقيقته التعاون على البر و التقوى و التكامل و التناصر و التعاطف و التناصح و التواصي بالحق و الصبر عليه ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية العقائدية و الفرائض اللازمة . وفق الله الجميع للعمل بهداه و السعي لما فيه صلاح البلاد و العباد . (وللعلم أن رأس الحكمة مخافة ) و ما الذي ينبغي أن يشعر به المؤمن وهو في الطريق إلى الله عز وجل ؟ أولاً الله عز وجل قال : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الإسراء .. أي إذا الخالق العظيم كرمك ، خلقك في أحسن تقويم ، خلقك تمشي على قدميك ، جعل يديك طليقتين ، أعطاك العقل ، مائة و أربعون خلية في الدماغ استنا دية لم تعرف وظيفتها بعد ، أربع عشرة مليار خلية سمراء هي الخلايا القشرية ، بالذاكرة في ستين مليار صورة وحجم الذاكرة بحجم حبة العدس ، مركز المحاكمة ، الاستدلال ، الاستنباط ، الاستنتاج ، تصور ، تخيل ، ذاكرة ، هذا الدماغ وحده من آيات الله الدالة على عظمة الله ، أيعقل أن تستخدم هذا الدماغ لإيقاع الأذى بالناس ؟ . ، هذا القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، هذا القرآن الكريم منهج ربنا ، هذا القرآن الكريم سبيل خلاصنا ، هذا القرآن الكريم حبل الله المتين ، هذا القرآن الكريم حبل النجاة ، صمام الأمان ، من اتبعه نجا ومن تركه وراء ظهره هلك ويجب علينا جميعاً من الأمير وإلى أصغر إنسان أن يسعى للعمل والتعاون لإنجاز
مهامنا لتوفير حياة أفضل للجميع ولا نفرق بين أحداً ويد بيد للتآخي والتعاون والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني البهبهاني بهباني
[email protected]
 

Share |