الله , الوطن , وبرشلونة-جواد كاظم إسماعيل- الناصرية

Sun, 29 Apr 2012 الساعة : 12:24

اعتادت مجتمعاتنا العربية على تقليد كل مايأتي من الغرب حتى وصل الأمر بشعوبنا ,,المسكينة ,,ان تقلد حتى طريقة تناول الغرب للطعام.. هذا الاعتياد صار سمه معروفة لدى الشعوب العربية رغم ان هذه الشعوب تنتقد ظاهرة التقليد وتتهم الغرب بالوقت نفسه بالكفر حتى في مجال التطور التكنولوجي ,, لكن القضية الغريبة كلما يزداد النقد يزداد التقليد ويتعمق بل صرنا لانكترث إلى واقع حالنا بقدر مانهتم عن مايحكى عن هذا العالم, فهذا العالم بالنسبة لنا نحن امة العرب هو عالم ساحر مدهش بكل شيء بالملبس وبالسكن حتى بطريقة التعامل الجنسي بل حتى لغتنا قد نفرناها ونفرتنا لأننا وجدنا لغة ( الغرباء) الغرب هي اللغة الارشق والأجمل ومن يبحث عن التمدن والحداثة لابد ان يتقن إحدى لغات المجتمعات الغربية كونها حسب قناعات فرضت نفسها على واقعنا العربي ان من,, يتمنطق,, ببعض المفردات الأجنبية هو شخص مثقف وقد وصل لمراحل متقدمة من التمدن, لم ينته بنا الأمر عند هذا الحال بل صرنا نتأثر حتى بالألعاب الرياضية التي يمارسوها لاسيما لعبة كرة القدم هذه اللعبة التي سحرت الناس فكيف وهي تأتي من الغرب وكيف يكون سحرها على العرب (( المقلدين)) ؟ بل كيف إذا كانت هذه اللعبة تنقل للشعوب العربية من الأراضي الاسبانية في موسم الدوري الساخن لهذا البلد الذي أصبح دوري أنديتهم في هذه اللعبة اكبر حدث عالمي قد غطى ويغطي على كل و أهم الإحداث لاسيما السياسية منها,, موضوع كرة القدم ودوري الأندية الاسبانية قد تجاوز حدود التصور حين ترى الشباب عراة وهم يجيبون الشوارع رافعين إعلام النوادي التي يشجعونها بل ان الأمر وصل إلى الصراع بين هذه المحلة وتلك وبين هذا الشارع وذاك بسبب سخونة التشجيع ,إنما تعمق الصراع داخل الأسرة الواحدة التي انقسم إفرادها إلى تشجيع أكثر من نادي طبعا التشجيع انحصر على الأندية الكبيرة والمشهور ة مثل أندية ( ريال مدريد , برشلونة) , هذا الأمر أي التشجيع اخذ يتسع وينحى منحنيات خطيرة حيث وصل الأمر إلى تعليق إعلام الأندية على واجهات وأسطح المنازل حتى يخيل إليك وأنت تشاهد هذا المنظر ان هناك مناسبة دينية او وطنية قد لاتعرفها أنت الغير قاطن هذا الحي والغير متفاعل بهذا المستوى من التشجيع لهذه الأندية .. الحقيقة انا لا اعترض على إننا نتفاعل إيجابا مع أي نشاط فكري او ثقافي او رياضي لكن ان يصل الأمر إلى الخطورة والتهلكة هو هذا ما اعترض عليه واقرع ناقوس الخطر والانتباه له .. حيث قرأت قبل أيام ان شابا مغربيا قام بشطب عبارة كتبها المدرس على السبورة وهي عبارة بل شعارا اعتادت عليه المدارس المغربية ان يكون ضمن منهاجها اليومي في الحصة الدراسية , وهذه العبارة هي :( الله , الوطن ,الملك) فهذا الشاب قام بحذف كلمة الملك ووضع بدلا عنها كلمة برشلونة ..!! مما دفع برجال الأمن إلى اعتقال هذا الشاب وإجراء تحقيق معه ولولا تدخل نادي برشلونة ومشجعيه لبقى هذا الشاب في دهاليز السجون وبهذا قد أضاع مستقبله وحكم على حياته بالضياع.. !! السؤال : ماهو السر المفاجئ الذي جعل هذه الأندية تغزو البلدان العربية وتسيطر على عقول ومشاعر الشباب لهذه الدرجة ؟؟... حين أجد الجواب الشافي لهذا السؤال سأدعو حينها إلى تأسيس حزب يحمل علم وشعار واسم نادي برشلونة واعتقد جازما ان هذا الحزب سيحقق فوزا ساحقا بل سيطيح بكل الأحزاب المنافسة .. إذن هي فرصة لمن يعشق برشلونة إلى التفكير بهذه الدعوة جديا لأنها ستدر عليه إرباحا طائلة بالإضافة إلى الشهرة المجانية والتي يسعى الجميع إليها اليوم ..وعاش الحزب البرشلوني القادم ..!!
 

Share |