خمسة ملفات تتصدر اجتماعات اللجان العراقية – الكويتية
Sun, 29 Apr 2012 الساعة : 7:28

وكالات:
تتصدر خمسة ملفات اجتماعات اللجان العراقية – الكويتية التي تنطلق اليوم في بغداد وتستغرق يومين.واعطى رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه وفدا كويتيا، دفعة كبيرة لانجاح الاجتماعات وتطوير العلاقات الثنائية، عندما اكد ان العراق لمس رغبة كويتية حقيقية لتجاوز الاشكاليات بين الجانبين، فيما يبدأ وفد كبير من رجال الاعمال الكويتيين بزيارة بغداد الشهر المقبل.
متابعة الملفات العالقة
فقد أكد رئيس الوزراء ان المشاركة "التاريخية" لامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في قمة بغداد العربية في اذار الماضي كان لها بالغ الاثر في نفوس العراقيين وفي انجاح القمة.
وقال المالكي خلال لقائه وفدا اعلاميا كويتيا يضم وزراء ونواباً يزور بغداد حاليا نقلته وكالة الكويت الرسمية امس: ان "مشاركة امير الكويت في القمة والوفد الكبير الذي حضر معه الى بغداد كانت موضع سرورنا وفرحنا واعتزازنا بتلك الزيارة وبمستوى الحضور".
وتابع المالكي: انه "سيكون هنالك اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين في بغداد غدا (اليوم) لمتابعة الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية".
واشاد بزيارة الوفود الاعلامية ووفود رجال الاعمال الكويتيين الى العراق، مؤكدا ان مثل تلك الزيارات تسهم في تعزيز اواصر العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وزاد رئيس الوزراء بالقول: ان "بيان قمة بغداد تطرق الى ضرورة تعزيز اواصر العلاقات بين الشعوب من خلال الثقافة والادب والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها مع التركيز على موضوع الاستثمار العربي والاعمار والجوانب الاقتصادية، لاسيما انها من الجسور المهمة في اقامة وتمتين العلاقات بين الدول والشعوب".
حرص كويتي
ونقل عضو الوفد الكويتي الزائر الوزير السابق الدكتور محمد البصيري الى القيادة العراقية تحيات امير الكويت، وقال: "حملني(امير الكويت) سلاما حارا لدولتكم ولحكومتكم ولشعبكم الكريم وانطباعات عالية جدا وهو سعيد بعد زيارة بغداد ومشاركته في القمة العربية".واكد البصيري حرص امير الكويت على هذا التواصل وعلى الزيارات المتتابعة للوفود الكويتية الى العراق سواء على المستوى الرسمي او الشعبي او الاعلامي.
واضاف ان الامير ابدى اهتمامه بوجود من يمثل رجال الاعمال في الوفد الزائر حاليا، واوضحت له ان هناك زيارة مرتقبة لوفد كبير من رجال الاعمال الى بغداد في شهر ايار المقبل وهو ما اثنى عليه، موضحا ان افاق التعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين واسعة وما سمعناه من سفير دولة الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن من تنام في العلاقات الثنائية يمدنا بالامل لان يكون ذلك بارقة خير ونماء وازدهار لهذه العلاقات بين بلدين جارين يربطهما تاريخ وجغرافية لا مناص منهما، مشيدا بنتائج زيارة المالكي الاخيرة للكويت على المستويين الرسمي والشعبي.
عودة السفراء العرب
من جانبه، قال المالكي ان الاصل بين الكويت والعراق هو الاخوة والعلاقة المتينة والجوار والانتماء والنسب وان ما حصل هو خروج على الاصل بل هو شيء غريب ومستنكر ومستهجن ان يحصل بيننا ما يعكر صفو العلاقات الثنائية لذلك نسر جدا عندما نسمع عن شركة او احد من رجال الاعمال من اخواننا العرب والكويتيين يعملون في العراق.
وذكر انه في الفترات السابقة ولاسباب معينة كنا نفتقد وجود رجال الاعمال والصحافة في العراق ما كان يشكل فراغا حقيقيا للوجود العربي في العراق وكان هذا يحز في نفوسنا، مضيفا ان العراق يحتاج دائما من اخوته العرب الى التواصل معه.وقال: ان السفراء العرب عادوا الى العراق وعقدت القمة العربية في بغداد، حيث التاريخ والثقافة والاصالة والانتماء، مضيفا ان السمو بالعلاقات الثنائية وتمتينها من شأنه العمل على تثبيت واستقرار المنطقة ليس على مستوى العلاقة الثنائية فحسب بل على مستوى الاهتمام الذي نريد ان نعيش في اطاره في جو من الود والمحبة والاخوة.
كما اكد ان العراق لمس من امير دولة الكويت ورئيس مجلس الوزراء رغبة حقيقية لازالة كل العقبات والعوائق التي تقف حائلا دون تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين يتمتع فيها كل منهما بسيادة كاملة ومصالح مشتركة.
التخلص من العقوبات الدولية
وعن موعد تطبيق العراق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بحرب العام 1991 قال المالكي: ان "العراق شرع في تطبيقها وجرت مناقشة ذلك خلال زيارته للكويت وستتابع هذه الامور اللجنة المشتركة في اجتماعها المقبل (اليوم)"، معربا عن تفاؤله بان يتم خلال الاشهر القليلة المقبلة حسم تلك القرارات، لانها دولية ونريد من خلال العلاقة الثنائية ان نبرمج هذه القرارات وننتهي منها في اسرع وقت.
وردا على سؤال في شأن العقبات التي تحول دون توجه المستثمر الكويتي الى العراق، أوضح رئيس الوزراء ان العراق عبارة عن خزان نفطي واستطاع بعد سقوط النظام الصدامي النهوض من كبوته وزيادة انتاجه النفطي بشكل تدريجي والان هو مقبل على انفتاح كبير وتكاد البيئة الاستثمارية العراقية تكون الافضل في المنطقة نظرا لخروج دول عربية عدة من مجال الاستثمار اما بسبب ظروفها ومرورها بما يسمى بالربيع العربي او بسبب تشبعها بالاستثمارات كما هي الحال بالنسبة لدول الخليج العربية.
فرص استثمارية
واعلن المالكي ان العراق يملك فرصا استثمارية متنوعة وواعدة، لاسيما ان البنية التحتية كلها تحتاج الى اعمار بسبب مخلفات الحروب المتعددة، اضافة الى القدرات العالية التي يتمتع بها الاقتصاد العراقي فهو خزان النفط الثاني على مستوى العالم، موضحا ان عملية استعادة الحياة في العراق تحتاج الى وقت في ضوء ظروف وتحديات مرت بالعراق كادت تذهب به في حرب طائفية بغيضة، لكن استعدنا الكثير مما ينبغي استعادته والغينا الحرب الطائفية وبدأت الدولة تنتعش من جديد.
واشار ايضا الى زيارته الاخيرة للكويت وتلقيه وعودا من بعض رجال الاعمال ومن غرفة تجارة وصناعة الكويت لزيارة العراق مبديا ترحيبه الدائم بزيارة مثل هذه الوفود الى بلاده.
رئيس الوزراء بين ان قدرات القطاع الخاص الكويتي كبيرة ويقابلها فرص كثيرة جدا للاستثمار في العراق على مختلف المستويات مثل محطات انتاج الكهرباء والحاجة المتزايدة لها سنويا، اضافة الى وجود مجالات استثمارية اخرى صناعية وزراعية وغيرها.
ودعا المالكي رجال الاعمال والمستثمرين الكويتيين الى دخول السوق العراقية لاسيما في مجال الحديد والصلب معربا عن امله في زيادة الاستثمارات العربية في جميع المجالات وليس في مجال الاعمار فحسب، مؤكدا ان دخول رأس المال العربي الى العراق يحمل معاني كثيرة لاسيما انه لا يعتمد فقط على المال بل على العلاقات السليمة والاوضاع الجيدة مضيفا اننا راغبون في جذب رأس المال العربي وعلى استعداد لمتابعته وفتح الباب للاستثمار في العراق.واعتبر ان افضل من يفتح الباب للاستثمار العربي في العراق الشركات الكويتية مبديا استعداد الحكومة العراقية لمعالجة كل العقبات لتسهيل حركة رأس المال والاستثمار.وعن امكانية تدشين مشاريع مشتركة بين الجانبين يتحمل كل طرف منهما نسب الخسارة ونسب النجاح، اعرب المالكي عن الامل بان تكون هناك شركات عراقية كويتية للمشاريع المشتركة، موضحا ان باستطاعة الشركات الكويتية غير الراغبة في المجيء الى العراق لمحاذير معينة الاتفاق مع شركة عراقية للعمل نيابة عنها داخل البلاد الى ان يكون هناك اطمئنان كامل وتستطيع بعدها الشركات الكويتية العمل في البلاد.ودعا رئيس الوزراء الى ضرورة عدم الالتفات او الاستماع الى الاصوات الصادرة من جهات غير رسمية في البلدين ممن يسعى اصحابها الى الاساءة الى الطرف الاخر او اذكاء الفتنة او المخاوف.
ملفات الاجتماع
وسط هذه الصورة، كشف مصدر سياسي لـ"الصباح" ان اجتماعات اللجان المشتركة ستثمر عن توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين.
وقال المصدر ان اجتماعات اللجان ستبحث وضع الاليات التنفيذية لصيانة العلامات الحدودية بعد ان تم الاتفاق على هذه القضية اثناء زيارة رئيس الوزراء وملف ميناء مبارك الكويتي ومسألة بناء ميناء الفاو العراقي، اضافة الى ملف التعاون العراقي – الكويتي بشأن القضايا السياسية، خاصة كيفية مساعدة الكويت للعراق للخروج من الفصل السابع، وتمتين الملف الاقتصادية والاستثمارية، فضلا عن ملف الديون والتعويضات.يشار الى ان الوفد الكويتي المشارك في الاجتماعات سيترأسه الشيخ صباح الخالد نائب رئيس مجلس الوزراء، ويضم وزير المالية مصطفى الشمالي، ووزير النفط هاني حسين، وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية، في حين يترأس الجانب العراقي وزير الخارجية هوشيار زيباري ويضم عدداً من الوزراء من ذوي الاختصاص.
بروتوكولات تعاون
وفي القاهرة، اعلن السفير ضياء الدباس مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية لمراسلة"الصباح" في القاهرة اسراء خليفة، ان وفدا رفيعا برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح وعدد من الوزراء سيصل بغداد لاستكمال المباحثات مع العراق بمختلف القضايا المشتركة وتوقيع عدد من الاتفاقيات.وقال الدباس: ان "الوفد سيوقع عدداً من بروتوكولات التعاون المشتركة بمختلف القطاعات مع نظرائه من الوزراء".وأضاف ان العلاقات العراقية الكويتية تشهد تطورا ملموسا في جميع المجالات، حيث ينوي الطرفان غلق جميع الملفات العالقة والتعاون بمختلف القضايا، خاصة الاستثمار، اذ ان الكويت تنوي الاستثمار في العراق بمبالغ كبيرة.وتابع: ان "الكويت تنوي أيضا إعادة فتح القنصلية الكويتية في البصرة وفتح قنصلية ثانية في اربيل وسوف نشهد فتح هاتين القنصليتين خلال هذه الزيارة".بدوره، اكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء أن اللجان المشتركة بين العراق والكويت ستجتمع اليوم لدراسة الملفات العالقة والتوصل إلى حلول بشأنها.وقال الموسوي في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز": ان "اللجان المشتركة بين العراق والكويت ستعقد يوم غد(اليوم) اجتماعا رسميا لدراسة الملفات العالقة والتوصل إلى حلول بشأنها"، موضحا أنه "سيضم لجانا رسمية وخبراء من كلا الجانبين ولن يقتصر على وزارتي الخارجية لان مواضيع البحث عديدة ومتنوعة". وأضاف الموسوي أن "جميع الأمور العالقة بين العراق والكويت ستكون مطروحة للنقاش في الاجتماع من اجل التوصل إلى اتفاق بشأنها".
المصدر:الصباح