الكويت: نـدعم خـروج العـراق مـن الفصـل السـابـع
Sat, 28 Apr 2012 الساعة : 10:17

وكالات:
يبدو ان العلاقات العراقية – الكويتية ستكون في القريب العاجل نموذجا للعلاقات الثنائية بين الدول العربية والاقليمية في المنطقة، لما يبديه مسؤولي البلدين من تفاؤل مع البدء بحسم الملفات العالقة بين بغداد والكويت في اجتماع لجنة العمل المشتركة غدا الاحد.
وفيما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي اهمية تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين والتركيز على الملف الاقتصادي باعتباره “سلاح العصر”، اعلنت الكويت دعمها “الحقيقي” لخروج العراق من الفصل السابع، مع دعوتها لانضمامه(العراق) الى مجلس التعاون الخليجي واعادة فتح طريق الحرير، الذي يثبت تاريخ العلاقات بين البلدين.
العلاقات العراقية - الكويتية
فقد استقبل رئيس الوزراء نوري المالكي بمكتبه الرسمي مساء امس الاول وفداً إعلامياً كويتياً من بينهم عدد من الوزراء والنواب الكويتيين.
ورحب المالكي بأعضاء الوفد الكويتي، متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني العراق، وأن تسهم الزيارات المتبادلة في تطوير العلاقات بين البلدين الجارين، وتوسيع آفاق التعاون بين الشعبين الشقيقين وبالأخص في المجالات الإعلامية والثقافية والعلمية والشبابية والنسوية.
وأكد رئيس الوزراء، على وفق بيان رسمي تلقت”الصباح” نسخة منه، أهمية تطوير العلاقات بين العراق والكويت في جميع المجالات، لاسيما الاقتصادية، مجدداً الدعوة إلى الشركات الكويتية للعمل في العراق والمساهمة في عملية البناء والاعمار، قائلا في هذا الصدد: “أشعر بالسعادة عندما أجد الشركات العربية موجودة في العراق، لأن ذلك يعطي أكثر من معنى، كما يعبر عن العلاقات المتميزة بين العراق وأشقائه”.
كما اشار الى ان موقف العراق من الأحداث في سوريا يتمثل في ضرورة الحفاظ على حرية الشعب السوري والمطالبة بحقوقه، وتحقيق تطلعاته عبر الانتخابات والسبل الديمقراطية، وعدم اللجوء إلى الخيار العسكري، مؤكداً ان العراق اتخذ الإجراءات اللازمة لمنع مرور السلاح إلى سوريا عبر أرضه أو مياهه أو سمائه.
وزاد بالقول: “لا نريد لأية دولة أن تفكر بالنيابة عنا، لأننا اليوم بلد يعمل على إقامة أفضل علاقات الصداقة مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
من جهتهم، أعرب أعضاء الوفد عن رغبتهم وتطلعهم إلى إقامة علاقات متميزة بين البلدين الشقيقين خصوصاً في المجال الاقتصادي، وأن تكون هناك شراكة حقيقية في العمل بين الشركات العراقية والشركات الكويتية للاستثمار في العراق.
كما دعا اعضاء الوفد الى ضرورة انضمام العراق لمجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى تفعيل العمل في طريق الحرير بما يخدم المصالح المشتركة والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
وتأتي هذه الزيارة بعد ايام من تأكيد سفير دولة الكويت لدى العراق علي المؤمن ان بلاده بدأت بالشعور بوجود انفتاح في بعض القرارات الاولية التي كان لها الاثر الطيب في نفوس العراقيين والكويتيين، اذ عد المؤمن هذه الخطوة “لبنة” للانتهاء من كل ما يسمى عالقة ونقلة نوعية لمستقبل مشرق لعلاقات البلدين الشقيقين.
وقال المؤمن في تصريح اوردته وكالة الانباء الكويتية: ان “الزيارة التي قام بها وزير شؤون الديوان الاميري الكويتي الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح الى اقليم كردستان العراق سيكون لها مردود ايجابي وعظيم الاثر على جميع الاصعدة بين الجانبين، لاسيما انها جاءت بعد مشاركة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في قمة بغداد”، مبينا ان “الشيخ ناصر صباح الاحمد الجابر الصباح ابدى خلال لقائه مع عدد من المسؤولين في اقليم كردستان العراق افكارا ومقترحات طموحة وبعيدة النظر وذات بصيرة ثاقبة لتسوية الملفات العالقة بين البلدين الشقيقين وحسمها بشكل نهائي”، مؤكدا اهمية مثل هذه الزيارات المتبادلة بين الجانبين لتقريب وجهات النظر واذابة الجليد ومنع اثارة الازمات بين البلدين الشقيقين.
اجتماع اللجنة المشتركة
في تلك الاثناء، بحث وزير الخارجية هوشيار زيباري امس الاول مع مارتن كوبلر رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق، العلاقات بين العراق ودولة الكويت.
وقال الوزير في بيان تلقت”الصباح” نسخة منه، ان العلاقات بين الجانبين تشهد تحسنا ملموسا وتجري الاستعدادات لعقد الاجتماع المقبل للجنة العراقية الكويتية المشتركة للمدة من29 -30 من الشهر الجاري في بغداد للتباحث في القضايا الثنائية وصولا الى خروج العراق الكامل من احكام الفصل السابع.
استكمال نتائج الزيارات المتبادلة
وفي القاهرة، كشف صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية ورئيس مجلس الجامعة العربية لمراسلة “الصباح” في القاهرة اسراء خليفة، عن زيارة مرتقبة سيقوم بها وفد رفيع المستوى من الكويت الى بغداد لاستكمال نتائج زيارة أمير دولة الكويت الأخيرة للعراق ومشاركته في القمة العربية وقبلها زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الكويت في شهر اذار الماضي.
واضاف ان “العلاقات العراقية - الكويتية تشهد تطورا كبيرا وملموسا على ارض الواقع، وان الاخوة في العراق ايجابيون في تعاملهم مع الكويت وحريصين على حل جميع الخلافات باسرع وقت ممكن”، مبينا ان الكويت تسعى لمساعدة العراق للخروج من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وانها لا تقف بوجه أي مشروع اممي بخروج العراق من هذا الفصل.
ميناء مبارك
وكان مدير عام الهيئة العامة للبيئة الكويتي د.صلاح المضحي قد كشف النقاب ان الجانب الكويتي سيقدم للجانب العراقي «صورة عما وصلنا اليه في مرحلة البناء، اضافة الى دراسات الحفر» الخاصة بميناء مبارك الكبير، وذلك في اجتماعات اللجنة المشتركة بين الكويت والعراق في نهاية هذا الشهر(غدا الاحد).
ودخل العراق والكويت مرحلة جديدة من العلاقات بعد زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي للكويت وحضور الشيخ صباح الأحمد الصباح قمة بغداد الشهر الماضي، اذ تزايدت الامال العراقية ببروز عهد جديد من العلاقات العراقية – الخليجية، لما تمثله الكويت من اهمية في هذه المنطقة، ما يترك الخيار لبقية الدول لطي صفحة الماضي والنظر للعراق من زاوية ادق واكثر وضوحا، لاسيما بعد نجاح العراق في جمع كلمة العرب في القمة.
مستقبل واعد للعراق
من جهته قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم:” ان العراق قطع اشواطا في الجانب السياسي من خلال حضور كل الكتل السياسية في المشهد السياسي والممثلة لكل مكونات الشعب العراقي” .
واشار خلال لقائه امس الوفد الكويتي المكون من اعلاميين واكاديميين ونواب في مجلس الامة ، بحسب بيان صحفي للمجلس الاعلى،الى:”ان للعراق مستقبلا واعدا ،والخط البياني للنجاح العراقي خط تصاعدي والايجابيات بدأت تتراكم،والعراق يمتلك العقول والطاقات والامكانيات الهائلة للنهوض”.
وعن العلاقة الكويتية العراقية ، اوضح” ان العلاقة العراقية الكويتية قدر البلدين لما تمتلكه العلاقة من بعد تاريخي وجغرافي ومصالح مشتركة” .
وفي رده على مداخلات الوفد الكويتي وماتشهده المنطقة من تجاذب طائفي ، قال الحكيم :” ان المساحة الاكبر للطائفية ليست في الخلاف الفقهي وانما المشكلة سياسية ولابد ان تعالج سياسيا “.. مذكرا بدعواته المتكررة لانشاء منظومة اقليمية ستراتيجية على غرار الاتحاد الاوروبي تحضر فيها المصالح المشتركة للشعوب ، على الصعيد الامني او السياسي او الاقتصادي.
وتوقع سياسيون ان يثمر الاجتماع العراقي - الكويتي المرتقب بين الجانبين عن حل الملفات العالقة واخراج العراق من طائلة الفصل السابع، مؤكدين لـ” الصباح” ان انهاء ملف الخطوط الجوية العراقية كان بادرة حسنة.
وقال النائب عن لجنة العلاقات الخارجية النيابية عماد يوحنا ياقو في تصريح لـ “الصباح” :ان “الاجتماع العراقي - الكويتي المرتقب جاء بعد سلسلة من اللقاءات انتهت بزيارة رئيس الحكومة نوري المالكي الى الكويت وحضور امير الكويت بشخصه الى قمة بغداد”، مضيفاً ان لجانا شكلت لغرض تدارس الملفات العالقة بين البلدين.
وتابع ياقو: “تم التوصل الى حل لملف الطيران بصورة ودية وسوف يلحقه حل للملفات الاخرى بعد الاجتماع المرتقب”، مشيراً الى ان ملف الحدود والملاحة سيتم تدارسهما في الاجتماع.وتعد هذه التطورات في العلاقات خطوة مهمة لتخلص العراق من قيود الفصل السابع، لاسيما ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر في كلمة له في قمة بغداد ان تعاون العراق مع الكويت سيساعده على الخروج من الفصل السابع.اما عضو لجنة العلاقات الخارجية النائبة ندى محمد ابراهيم فقد اكدت لـ “الصباح “:ان “هذا الاجتماع يأتي على ضوء الزيارات المتبادلة بين الجانبين من خلال زيارة الوفد العراقي الى الكويت الذي ترأسه رئيس الحكومة نوري المالكي اعقبها حضور امير الكويت الى قمة بغداد، ومن ثم كانت هناك تحركات اتفق بموجبها الطرفان على انهاء الملفات العالقة بين الجانبين من اجل اخراج العراق من الفصل السابع”.كما اكد النائب كاظم الشمري لـ “الصباح”:ان “الاجتماع المرتقب بين الجانبين مهم وبدأت نتائجه الاولى بشكل واضح بحل ملف الطيران، وهذه قضية مهمة من اجل اخراج العراق من الفصل السابع، اضافة الى حل مسألة ميناء مبارك وملف ترسيم الحدود”.
المصدر:الصباح