المؤتمر الفكري السنوي للشهيد محمد باقر الصدر التغيير الاجتماعي – العوامل والنتائج

Thu, 26 Apr 2012 الساعة : 12:37

جواد كاظم الخالصي
رابطة الشباب المسلم/ المملكة المتحدة
دأبت رابطة الشباب المسلم في بريطانيا على إقامة مؤتمر فكري سنوي عن الارث الفكري والحضاري للشهيد السيد محمد باقرالصدر (قده) يتناول الموضوعات التي طرحها في حينه ليعالج الكثير من السلبيات التي برزت في المجتمع الانساني بشكل عام والعراقي بشكل خاص وفي مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية .
أقيم المؤتمر السنوي لهذا العام تحت عنوان " التغيير الاجتماعي – العوامل والنتائج " يوم الأحد 22-4-2012.
ابتدأ المؤتمر بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها ( السيد صادق حبل المتين) ثم اعتلى المنصة سماحة الشيخ حسن التريكي ملقيا الكلمة الافتتاحية للمؤتمر بعنوان (مدرسة السيد الشهيد مدرسة متميزة) تطرق فيها الى قضيتين أساسيتين هما:
1- ان السيد الصدر صاحب مشروع تغييري تمثل بالتحرك لاصلاح المؤسستين الدينية والسياسية، فأما المؤسسة الدينية فكان الاصلاح من خلال تطوير مناهج الحوزة العلمية وتطوير المرجعية المؤسسة او الرشيدة. وأما جانب المؤسسة السياسية فتمثل في تأسيسه حزب الدعوة الاسلامية ليقود رجالاته الاصلاح في الامة على المستوى السياسي حيث كان لهم الاثر الكبير في نقل المجتمع الى حالة التنوير وتصحيح الافكار الطارئة التي اعترت طبقات المجتمع آنذاك فخلقت حالة من الصمود والمواجهة مع الطغاة ومواجهة الافكار المنحرفة.
2- تميّز مدرسة الصدر من خلال المؤلفات الفريدة حتى وقتنا الحاضر وهو ما أعطى ثمرة مهمة بأن مدرسة السيد الصدر أبرزت أعلاما وقادة للمجتمع أي أنها خرّجت قيادات اجتماعية للامة كالسيد فضل الله رحمه الله والسيد كاظم الحائري والسيد محمود الهاشمي والشيخ عبد الهادي الفضلي وغيرهم.  
وبعدها بدأ المحور الاول لأعمال المؤتمر بعنوان (التغيير الاجتماعي في فكر الشهيد الصدر) وأداره الدكتور محمد حسين المولوي. كان البحث الأول للدكتور نضير الخزرجي بعنوان "الصدر والحبر الاسود في المداد البنفسجي" تطرق فيه إلى جملة من المفاهيم كأداة للتغيير كاستناده الى العمل الحزبي الذي يعتبر أداة للتغيير وهو ما يرنو اليه المجتمع  وبالفعل كان نتاجه من خلال تأسيسه حزب الدعوة الاسلامية الذي عمل في صفوف الناس بالاسلوب التغييري لينطوي على أسس منهجية صحيحة. وأشار إلى أن التغيير الحقيقي في نظر الصدر ينبع من أمور عدة نظرية وتطبيقية:ومنها الحرية الواقعية والتفسير الواقعي للحياة والتطبيق العملي. حيث يستخلص قوة رأي السيد الصدر في الحرية الواقعية وربطها بمسألة العبودية لله. وهنا نلتقي مع مفهوم التغيير الذاتي الجواني الذي ينشده الإسلام من أجل التغيير الواقعي الخارجي، وهذه هي الحرية الحقيقية التي تختلف عن الحرية لدى المدارس الأخرى التي تبدأ من التحرر من كل شيء لتنتهي إلى العبودية والخضوع للأغلال التي صنعها الإنسان بنفسه على العكس من الحرية الإسلامية التي يرى فيها الشهيد الصدر أنها: (تبدأ من العبودية المخلصة لله تعالى لتنتهي إلى التحرر من كل أشكال العبودية المهينة).

ألقى بعده الاستاذ حافظ الموسوي البحث الثاني بعنوان (مقدمات الفكر الاجتماعي للسيد الصدر)، اعتمد فيه نظرية الصدر التي طرحها في كتاب المدرسة القرآنية، وفق ثلاثية النص والعقل والواقع، فأشار إلى عاملين مهمين في التغيير وهما المثل الاعلى ودور الموجه الاجتماعي. كما أسهب في الحديث عن سنن البناء والصعود والترقي  والهدم والهبوط والانحدار.

أجاب الباحثان بعدها على أسئلة الجمهور ومداخلاتهم.
أما المحور الثاني الذي قام بادارته المهندس منتظر طارق فكان بعنوان (التغيير الاجتماعي في العراق والدول العربية) . كان البحث الأول للأكاديمي في علم الاجتماع  الدكتور حميد الهاشمي تحت عنوان(المجتمع الانتقالي.. العراق مثالا) تحدث فيه عن خصائص المرحلة الانتقالية والتغيير فيها عبر المؤسسات التربوية والقانونية والسياسية والاقتصادية وكذلك الاستعانة بالاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني مشيرا إلى بروز الحريات والحريات الفوضوية التي تشمل الحرية الفردية والجماعات والإعلام والأدب والفن. وارتفاع سقف الطموحات والمطالب وتشظي الهوية الوطنية وبروز الهويات الفرعية sub-identities، ومقاومة أصحاب النفوذ السابق للتغيير، والاصطدام بالواقع (الإمكانات والخبرات والتجارب وتضارب المصالح، وتركة النظام السابق بما فيها ضعف البنية التحتية، وتدخل دول الجوار)).

ثم كان البحث الثاني للسيدة ندى الشمري بعنوان ( التغيير الاجتماعي في العراق) تطرقت فيه الى مفردة التغيير باعتبارها ظاهرة اجتماعية وضرورة حياتية لبقاء المجتمعات ونموها منوهة الى ان التغيير الاجتماعي يبدأ من الفرد ثم المجتمع وفقا للآية الكريمة ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)) ثم تناولت العراق انموذجا فقالت في كلمتها ( واذا طرحنا التغيير الذي طرأ على العراق نجده نموذجا مثاليا وتجربةً فريدةً أعطت الشعوب المستضعفة الصبر والصمود والقوة والامل في ان الشعوب دائما هي اقوى من الطغاة وذلك لِما عاناه هذا الشعب الجريح من بطشِ السلطة الظالمة حتى اُخِذَ البريءُ بذنب اخيه او ابنه وابيه مع أنه ليس ذنبٌ بل هو حقٌ وحقٌ مشروع، من حيثُ اطلاقِ الكلمة الحرة والتعبيرِ عن الرأي وحرية ممارسة المعتقدات وهي أبسط الحقوق التي شرعها الله ووهبها لعباده، ولكنّ النفسَ الامارةَ بالسوء جاءت لتَسلُب أخاها الانسان حتى الحقوقَ الطبيعية التي أقرّها العُرفُ والعقلُ والمنطق.)
وختام المؤتمر كان في كلمة الدكتور السيد علي الصالح الذي تناول ابداع السيد الشهيد الصدر في ظل الحرب الشرسة التي شنت عليه من قبل الاوساط الحوزوية. منوهاً بتميز السيد الصدر في اهتمامه بالشباب واحترامه لفكرهم ومتابعة شؤونهم في الصغيرة والكبيرة كونهم هم بناة الامة، وعلى الرغم من أنه كان مرجعا لكنه كان جزء من هذه الامة وله علاقات وطيدة مع شخصيات اجتماعية متعددة في كل المحافظات حيث يزرو مرضاهم ويتابع امورهم.
اما على مستوى الوطن العربي فكانت كتب الصدر تُدرّس في مختلف الجامعات العربية.
والتغيير الذي حصل في الوطن العربي نابع من الشرارة الاولى التي بدأها السيد الصدر فكريا لأنه تحدى النظام البعثي الحاكم في العراق انذاك بالفكر وبنفس المعيار تحدى المدارس الاخرى بالفكر ايضا لأنه قدم فكرا جديدا، ولذلك كانت كتب الصدر تنتشر في الاوساط العربية ولاقت رواجا كبيرا لديهم وقرأها خيرة المثقفين العرب.
ثم فتح باب المداخلات والأسئلة من الحضور. بعدها قام الاستاذ منتظر طارق بانهاء اعمال المؤتمر متمنيا الاستمرار على عقد تلك المؤتمرات الفكرية التي من المؤكد سوف تثري البحوث الصادرة عنه المحافل الثقافية والعلمية والمؤسسات ذات الطابع البحثي. 

المؤتمر الفكري السنوي للشهيد محمد باقر الصدر التغيير الاجتماعي – العوامل والنتائجالمؤتمر الفكري السنوي للشهيد محمد باقر الصدر التغيير الاجتماعي – العوامل والنتائجالمؤتمر الفكري السنوي للشهيد محمد باقر الصدر التغيير الاجتماعي – العوامل والنتائج
Share |