تحسين الأداء السياسي أولا ! -عبدالامير الخرسان - فنلنده

Mon, 23 Apr 2012 الساعة : 10:08

 ان الله اتّصف بالرحمة ووصف نفسه بالرحمن الرحيم وصدق فعله ما وصف به نفسه .ان الوصف والفعل بالوصف صفتان متلازمتان في حياة الانسان ولا يمكن ان تنفصلان عنه فإذا انفصل الفعل عن الوصف سيتجرّد الانسان من الصفة وبالعكس اذا بقي الفعل بالوصف لا يضر اذا تجردت الصفة . مثلا لو ان عالما جليلا غزير العلم يبذل جهده في تحصيل العلم ثم ينشر هذا العلم ويبينه للناس فإذا عرفت الناس من الشخص هذا العلم الغزير والعطاء العلمي والثقافي بواسطة المحاضرات او الكتب من خلال الصحافة والإعلام ومواقع النشر سوف يمنحوه صفة العالم او المثقف او الاديب حسب اختصاصه العلمي اما اذا تجرد من هذا العلم سيخلع الناس عنه صفة العلمية .
ان السياسي اذا كان يمتلك العلوم السياسية بقوانينها ونظمها وتعاليمها الاكاديمية او الاستراتيجية والنظرية ويستطيع تطبيقها بالساحة السياسية ويعالج قضاياها العامة والخاصة بصورة صحيحة وبدون تلكّؤ سوف يمنحه الناس لقب السياسي المحنّك او السياسي الماهر او البارع . اما اذا انتفت صفة السياسة من السياسي وصار هذا السياسي لايمتلك الجرأة السياسية ولا يمتلك الحلول السياسية للأزمات والمشاكل التي تسقط كيان الدولة وهيبتها وتزعزع العملية السياسية وتسبب انهيار القانون والدستور امام التطبيق , تنتزع منه صفة السياسي !!
ان السياسي اذا اهمل او تباطأ بعمله السياسي نتيجة تحسسه من الاقاويل ومن النقد ومن الاحباط المحيط به من قبل زملاءه وشركاءه في العمل سيؤدي الى فشله وعدم قدرته على مواصلة العمل السياسي اضافة الى كثرة السفر وعدم مواصلة الدراسة لأعماله السياسيه او مقرراته ومتبنياته العمليه في تطوير ذاته وقدراته على العمل السياسي ايضا يؤدي الى فشله في العمل السياسي .
ان الاعتداد بالنفس والاهتمام بالمصلحة الخاصة سواء كانت شخصية او حزبية او طائفية وإهمال الواجب العام المقرر له ان هذا العمل اللاّّانساني يؤدي الى فشله وانهياره امام الواقع العام . اضافة الى عدم مشاورة زملائه السياسيين في كيفية ادارة امور البلاد وبناء الدولة وإدارة العملية السياسية او طرح فكرة ما تفيد النهوض بالعملية السياسية او تساعد النهوض بالواقع الحضاري والإنساني ودراستها مع زملائه ليرى مدى ايجابيتها وسلبيتها حتى يمكن الأخذ بها وطرحها ضمن المنهج السياسي المقرر او تركها اذا كانت تسبب الارهاق والأوجاع .ايضا يؤدي للفشل .
ان السياسي القائد يمثل ( من وجهة نظر قيادته ) القمّة في السياسة لأنه هو الذي يضع سياسته موضع الاداء والتنفيذ على كل اجهزة الدولة التابعة له , كما ان السياسة من المقومات الاساسية لتنظيم شؤون الحياة .
ان مهمة القائد السياسي تبدأ في معرفة السياسة ونظمها وقوانينها وكيفية اداءها وتطبيقها بصورة صحيحة سليمة من التحريف والتشويه الذي يؤدّي الى تشويه صاحبها وفشله وبالتالي انهيار العملية السياسية في الحكم والاقتصاد والاجتماع وتأثيرها السلوكي على الفرد والمجتمع مما يسبب الانهيار النفسي والسيكولوجي والبايلوجي في الحياة والدولة وهذا يفرض الفتن والاضطرابات في المجتمع .
اذا اراد القائد السياسي الخروج من المحنة عليه :
اولا بالعلم والمعرفة السياسية المستقيمة الصحيحة , كما عند الفقهاء قاعدة يستندون عليها على اجتهاد الفقيه او العالم يقولون اذا ترك الفقيه الدراسة شهر فما فوق تسلب منه صفة الفقيه باعتبار ينسى اكثر القواعد الفقهية او الاصولية الفقهية التي يستطيع من خلالها ممارسة دوره كفقيه او مجتهد . وهذه الحالة تنطبق على السياسي العامل في السياسة كالرئيس او الوزير او المستشار اذا نسي قواعده العلمية السياسية وقوانين العمل الدستورية وخطته التنموية او العملية يؤدي الى فشله في الاداء وبالتالي يفقد خصوصيته كرئيس او وزير او مستشار ويسبب في انهيار الحكومة او الوزارة ليعمّها الفوضى والفساد والرشاوى والخصوصية النفعية الفردية , كما هو حاصل اليوم في الاداء الحكومي لكثير من الدول النامية من التسيب واللامبالاة واللامسئولية التي يعيشها حكامنا وزراءنا الحالمون بالثراء والجاه والسلطة مما ادّى الى نفور الناس وعدم رضاهم على هذا المستوى المتدني والمتدهور جدا لهذا الاداء السياسي والفوضى الاقتصادية والخدمية .
ثانيا تحسين الأداء السياسي على مستوى النظرية والتطبيق في العملية السياسية والحكومية وعلى مستوى الوزارات وأعضاء البرلمان وتطوير الخبرات العلمية والسياسية وملاحظة النقص على مستوى الفرد وما يحتاجه من الراتب والسكن والخدمات ومستوى الوطن وما يحتاجه من الزراعة والصناعة والتجارة وتطوير الالة التكنولوجية وسد حاجات الجميع ليضمن الجميع حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية والأمنية .
ثالثا الحرية الجماعية والفردية و خصوصا الحرية الثقافية وحرية النقد وحرية الرأي وحرية الصحافة والإعلام ومتابعتها من قبل الساسة والمستشارين والنظر فيها لمتابعة ما يحصل في الوطن والمجتمع من معاناة وآلام او اختراق الامن او اختراق القانون ومعرفة المفسدين وعزلهم ومحاسبتهم ومعرفة المصلحين وبذل سياسة التكريم لمن يبذل جهد ثقافي وأدبي او يخترع الآلة او يكتشف علاج لمرض معين لتشجيع المواطنين على العمل اضافة الى اتصال الحكومة بالمواطنين على استمرار وتقوية اواصر الصداقة بين المواطن والحكومة ليعم التعاون بين الجميع والنهوض بالوطن والمواطن الى أرقى الحالات الصحية والخدمية والأمنية .
 

 

 

Share |