مهلا..يا اخوة يوسف-باقر الرشيدــ بغداد
Mon, 23 Apr 2012 الساعة : 9:43

لا تركبوا موجة العناد وانتظروا زمناً سيأتيكم بما حلمتم به.. عودوا بالذاكرة الى ايام الجهاد والصبر والقهر ، واستذكروا بفخر خيمة النقاء التي كنتم تستظلون بها إخوةً متحابين .. ومجاهدين صابرين ، يلمّكم هدف واحد ، .. ويوسف هذا الذي تحاربونه اليوم بسلاح أعدائكم وتستكثرون عليه حمل الراية ، هو ذاته الذي خبرتموه أيام المحنة وعرفتموه الرجل الشهم والأخ الذي شارككم عذابات أيام الغربة والنضال في زمن القهر البعثي المقيت.
لا أدري ما الذي دفعكم لأن ترتموا في خندق جلاديكم والحاقدين حتى على أسمائكم ومدنكم ومناسككم ، وأن تتحولوا كفاقدي الوعي إلى ممارسين لجلد ذواتكم .. فأنتم سادتي تعلمون جيداً بأنكم ويوسف ذات واحدة صهرتها محن السجون والغربة والجهاد ..
كما لا أجد ولم يجد أيّ من مريديكم ما يبرر لكم أفعالكم وأقوالكم وظنونكم التي أوحت لكم في ان اخاكم أمسى لا يليق للبقاء قدوة وانتم العارفون بحقيقة إيمانه وصدقه وثباته على المبادئ التي جاهدتم معاً لتحقيقها ، وما يملأ قلبه وفكره من حب لكم وللوطن الذي كافحتم معاً لأجل خلاصه من مصاصي دماء أبنائه..
كما لم أعد قادراً على ايجاد ما يفسر مواقفكم الغريبة التي زرعتم من خلالها الغبطة في قلوب الحاقدين عليكم وعلى أخيكم والساعين الى فك أواصركم العصية بأخيكم ، والمتمثلة بالهم والجهاد والمشروع الرسالي الذي بذلتم من أجل إنجازه دماء الصفوة من رجالكم الذين عبدوا لكم طريق الجهاد .
أعلم جيداً سادتي وأنتم معي تدركون بان أي عراقي بسيط وان كان يمتلك الحد الأدنى من البصيرة والوعي على بيّنة من ان ما ليوسف من مشروع هو ذاته مشروعكم وأن أخاكم ما كان ليعبر برفقتكم خنادق الموت والجمر الا من اجل ان يجعل الوطن الذي أحببتموه مصاناً وآمناً ، فكيف تنكرون عليه اليوم ما آزرتموه عليه بالأمس..؟!.
كونوا على يقين سادتي بأنكم في عنادكم وإصراركم على إبعاد أخيكم عن مشهد القدوة تقدمون بذلك خدمة كبرى لأعدائكم كي يحققوا مشاريعهم التي عجزوا عن تحقيقها رغم كل مؤامراتهم ومفخخاتهم وما نالوه من دعم الحاقدين عليكم (كلكم) وبكل مسمياتكم بلا استثناء.. فلا تفتحوا بتنكركم لأخيكم يوسف أبواب الفرج ونوافذ البهجة لنفوس حقدت على راياتكم ومنهجكم وكل ما تؤمنون به ، وتخسرون بذلك ما تحقق لكم بلطف من الله .
فمن أجل عيون ترقبت في وجودكم المنى أفيقوا واعقدوا العزم ولا تخذلوا الملايين التي آزرتكم ومنحتكم أصواتها وحبها وثقتها ، وعقدت آمالها الكبيرة والغالية عليكم .. ومن اجل مئات الآلاف من ابنائكم الذين حولهم طغيان اعدائكم الى هياكل وجماجم امتلأت بها أرض الوطن في مقابرها الجماعية وفي مربعات ودوائر ومثلثات الموت ، عودوا إلى طريق النور التي عبدها الشهداء بأفكارهم وجهادهم ودمائهم .