كلية العلوم في جامعة ذي قار تلتفت الى بناء الاقتصاد البديل -حسن علي خلف / الناصرية
Mon, 23 Apr 2012 الساعة : 9:29

لاشك ان الذي يجري الان في عراق ما بعد التغيير هو الاقتصاد احادي الجانب ، اي بمعنى ان اعتماد الاقتصاد العراقي على الموارد النفطية بشكل اساس . ومعروف ما يجري لاقتصاديات اية دولة وليس العراق فحسب في حالة تذبذب اسعار النفط او في حالة الكساد او حدوث الكوارث والازمات . والعراقيون مجبرون على ذلك كونهم ورثوا اقتصادا مخربا ارهقته الحروب والحصارات وارتباك في التخطيط وفوضى في الاسواق من جراء العوز واختلال ميزان العرض الطلب . وهبوط قيمة النقد العراقي ، وتدهور كبير في الصناعة والتجارة والزراعة . بل وفي البنى التحتية التي تشكل ابسط مستلزمات الاستقرار ، الى جانب الانسان المحبط المخرب هو الاخر والذي يشعر بغربته رغم عيشه في بلده . مما جعل الغيارى من ابناء العراق يتبارون لايجاد الحلول وخلق المبادرات والفرص التي تستند الى العلم والتكنولوجيا ، سيما وتائرها تتصاعد في العالم ليحل النظام الالكتروني بديلا للنظام الالي ويحل العلم بديلا للخرافة والتخطيط بديلا للتخبط والعشوائية . فساهمت كلية العلوم احدى كليات جامعة ذي قار بوضع دراسات علمية دقيقة لاساتذة تملؤهم الخبرة والغيرة على الوطن ، عندما وجهت الدعوات الى جميع كليات العلوم في جامعات العراق ليساهم اساتذة تلك الكليات بالمؤتمر العلمي الذي اسمته كلية العلوم ( المؤتمر العلمي الاول لعلوم الحياة ) المقام على ارض الناصرية وفعلا تم عقد المؤتمر للفترة من 18 – 19 نيسان 2012 . وبعد مراسيم الافتتاح كان الفخر يملؤنا ونحن نطلع على مستوى البحوث المقدمة في الجلسة الصباحية من اليوم الاول والجلسات التي اعقبت ذلك ، حيث كانت تصب في ايجاد مساند وركائز ودعائم لاقتصاد العراق من خلال تنمية جوانب مهمة معطلة حاليا مثل الزراعة وتقناتها الحديثة والصناعة التي ترتكز على الزراعة والثروة النباتية والحيوانية بل والاهتمام بالانسان وبناه التحتية . وكانت تلك البحوث عندما تطرح المشكلة وجدنا باحثيها يضعون الحلول والمقترحات والتوصيات بكل علمية ووطنية واخلاص لتجاوز العقبات والمعوقات التي ادت الى التردي والاهمال والتعطيل ، وهي عصارة افكارهم وخلاصة جهود مضنية من البحث والتقصي ، والاستفادة من تجارب العالم . فأنصبت البحوث حول النخلة ، تلك الشجرة العراقية الخالدة التي اصابها العطب والتلف وضياع بعض اصنافها وتناقص اعدادها بشكل مخيف . وضع الحلول والمقترحات لنهوض بواقع هذه الشجرة العظيمة التي تقترن باسم العراق ورمزه . ومن ثم بحوث تتعلق بالامراض الوافدة التي تصيب الثروة الحيوانية والانسان ، وان الشيء المفرح انك تلاحظ تلك الدراسات والبحوث جميعها قد خضعت للتجارب المختبرية والمعامل المختصة والمعايشات الميدانية وعلى اخضاع بعض العينات من الاحياء للتجريب مثل الفئران وغيرها ، لتجيء نتائجها مبشرة بخير بل وباهرة في بعض جوانبها لتثبت قدرة العالم العراقي على الابداع وعلى قوة الفكر العراقي ورجاحة العقل ، ومن ثم المساهمة بتطوير الحياة في ضوء ما يمتلكه اهل العراق من عقل نير وفكر ثاقب وذاكرة عجيبة وعبقرية قل مثيلها . فكان ذلك المؤتمر عرس حقيقي ومنجز هام سيسهم في بناء العراق بدون شك ، والنهوض بالقطاعات المعطلة حاليا ونقلها من واقعها المتردي الى واقع يستند الى العلم ومستجداته ويخضع الى البحث و الدراسة والاختبار وصولا الى اهداف رسمها علماء العراق في اذهانهم ووضعوها في خططهم كأولويات عمل للمساهمة في بناء الاقتصاد فيما اذا حصلت المتابعة الجدية . اضافة الى ذلك فان هذا المؤتمر الذي نظمته كلية العلوم في جامعة ذي قار يعد واحدة من الماثر الكثيرة التي سطرتها تلك الجامعة الفتية وقيادتها الشجاعة في ميادين العلم والادب والفن والتاريخ ليتركز الجهد على بناء الانسان وانتشاله من واقعه المر وانجاز بناه التحتية فكان هذا المؤتمر تظاهرة علمية جديرة بالفخر والاعتزاز .