مقدمات الانفصال-الشيخ عبد الحافظ البغدادي
Mon, 23 Apr 2012 الساعة : 9:18

يقال إن شخصا صاحب غيرة ونخوةِ يشتغل في حقل مع مجموعة من المزارعين , وكان رب العمل لا يعتبر المعايير الأخلاقية قياسا في التعامل مع الناس , متعالي على الرعية ينظر أليهم بدونية واحتقار, في يوم من الأيام جمعته الصدفة مع ذلك المخلص الغيراوي ابن البلد الشريف, فتطاول عليه بكلمة فاحشة ,ولما كان لا يستطيع الرد والدفاع عن نفسه ...كانت ردة الفعل أن وقع على الأرض مغميا عليه لأنه لم يمتلك أعصابه بسبب الشتيمة , وتجمع الفلاحون على صاحبهم يدلكون جبهته ويرمون في وجهه الماء , فانبرى احدهم وقال أنا أصحيه وأعيد له شعوره وعافيته .. فجلس إلى جواره وصار يردد الشتيمة في أذنه مرات عديدة ... بعد حين جلس ذلك الرجل وانتبه من إغمائه يضحك وقام إلى عمله دون أن يهتم بالشتائم مرة أخرى... سال الجماعة الرجل المعالج عن سر تكرار الشتائم في أذنه. فقال حسب فهمه{ انترس راسه وما يبالي بعد بالشتيمة} هذه القصة تشبه قضية مسعود البرزاني وقضية الانفصال التي يكررها كل يوم وكل مناسبة ,حين تكلمها أول مرة قبل 20 سنة أيام الطاغية المقبور بعد الانتفاضة الشعبانية الكبرى , رفعنا أيدينا إلى السماء ندعوه أن لا يتم ذلك , وبعد السقوط كررها بعدد طيات جراويته , في الاجتماعات الحزبية , وفي المقابلات التلفزيونية المحلية والأجنبية , وأخيرا قال في احتفال نيروز القادم سنعلن حدثا هاما يخص حياة الشعب الكردي ويعني الانفصال عن العراق وتأسيس دولة كردية مثل جنوب السودان , وفي كل يختلف مع الحكومة أو يصرح مسؤول عن سرقة وبيع النفط في كردستان , أو أمرا غير هذا يقول سننفصل, معتقدا إن كردستان مزرعة تابعة لعائلة البرزاني, متناسيا إن سبب بناء كردستان هما عاملان , أمريكا أولا ونفط الشروكية المظاليم في البصرة...
تاريخ هذا الرجل يعرفه العراقيون الذين قتل آباءهم وإخوانهم على أيدي البيشمركة في الحروب المتعاقبة في شمال العراق منذ الأربعينات لغاية سقوط صدام حين قام ميليشيات الأكراد بقتل العراقيين الجنود الذين ساقهم صدام لحروبه, ويعدهم الآن كاكا مسعود أنهم خونة ويحل قتلهم متناسيا إن العراقيين لا يحلون دماء أخوتهم في الدين والوطن , ولكن رجال السياسة هم الذين يطبقون أجنداتهم السياسية في القتل والاحتراب ..
وبعيدا عن التحليل اذكر أيام صدام إن عرض تلفزيون الكويت في وسط التسعينات من القرن العشرين مقابلة مع جلال الطالباني أثناء زيارته للكويت , سأله المذيع , لماذا لا تعلنون الآن دولة كردستان ..؟خاصة إنكم قاتلتم جميع الحكومات الوطنية من اجل ذلك , منذ زمن نوري السعيد مرورا بعبد الكريم قاسم إلى زمن صدام حسين ... والآن انتم محميون من قبل الأمم المتحدة وأمريكا ولا يمكن لصدام أن يتجاوز على أراضيكم ...؟ أجاب مام جلال بعظمة لسانه " إذا سوينا دولة كردية الشعب الكردي يحاربنا " ..!!! سأله المذيع ما هو السبب..؟!! قال:{ ماذا نعطي شعبنا , ما هي مواردنا المالية ما عدنا غير البلوط} إذن ليس الوطنية ولا العراقية منعتهم , إنما عدم وجود موارد مالية... الآن تحقق هذا السبب وأصبح في كردستان مورد نفطي يكفي السياسيين ويرمون فتات للشعب كما هو الحال الآن .... إذن الانفصال أصبح ضرورة كردية في نفس القادة الكرد لا يفصلها عن التنفيذ إلا الظروف المواتية .. وأقولها بصراحة لو إن فينا قائدا ينفخ في أذاننا كما عند الأكراد وينظر إلى الوطنية بعيون الفوز والمصلحة للمنطقة كما عندهم , لصرخنا في آذان الذين لا يرضون بالترويض حتى يفيئوا إلى أمر الواقع القادم لا محال....
الشيخ عبد الحافظ البغدادي