بالله عليكم لا تستغلوا حاجتنا للحرية -مجاشع محمد علي -القاهرة
Mon, 23 Apr 2012 الساعة : 8:58

هل يعلم القارئ الكريم أن اغلب التصريحات النارية والتي تصدر عادة ما تصدر من أبرز السياسيين العراقيين والتي لطالما تحدث إزمات , موجهة بالأساس لعوائل وأصدقاء اولائك السياسيين.
نعم هذا ما سمعته وتأكدت منه , فالسياسيين ومنهم نوابنا يدلون بتصريحات للإعلام كي يشاهدوها مساءً على المحطات الفضائية , وطبعاً اذا كانت قوية ومثيرة للطرف الآخر فأن المصرح بها يشعر بالفرح ونشوة النصر .
نقول هنا أن الديمقراطية لا تعني سب الآخر, وتوجيه العبارات غير اللائقة لمن يختلف معه في الرأي . وكرامة الانسان لا تعني التعالي علي الآخرين , واقصائهم وتهميشهم , لإن العراق الجريح اليوم بحاجة إلي سواعد الجميع , وفكر كل التيارات السياسية والدينية المشاركة وغير المشاركة بالحكومة , لبناء مؤسسات الدولة المتهالكه , ووبناء قواعد قائمة على الحق والعدل وتكافؤ الفرص من أجل مرحلة جديدة ينعم العراق واهله بالحياة الكريمة بعد سنوات الظلم والقتل والتخلف.
هؤلاء السياسيين وهم "الغالبية" أستغلوا حاجتنا إلى الحرية والديمقراطية التي حرمنا منها , وهم فهموا ذلك فهما خطأ, فالحرية لا تعني الكراهية ولا تعني إهانة أحد , ولا تعني التشفي من أحد مهما كان الخلاف معه .
للإسف ما يحدث اليوم في العملية السياسية هو صراع نفوس, ومحاولة لفرض واقع لا يعبر عن وعي بأهمية الحرية وحاجتنا لها, وهو أشبه بالصراع لنفوذ قوي مشحونة باندفاعات عدوانية ضد أمن واستقرار ومصالح وطننا وربما مدفوع باجندات خارجية.
نحن اليوم احوج يا سياسيينا إلى تفاهم الجميع على كلمة سواء , وبعيدا عن المساجلات التي لن تقود إلى بر الأمان , وبعيداً عن المراهنات على الظفر بقطعة أكبر من الكعكة التي تكفي للجميع برأيي .
نريد لعراقنا الجريح منذ عقود طويلة أن ينهض من كبوته التي طالت بإرادتنا , لان اعداؤنا يريدونا ان نغرق في الدماء والخلافات , وبث روح عدم الثقة بالغد واليأس وهذا أخطر الاخطار.