زيارة المالكي لطهران.. إحياء الاتفاقيات السابقة وتعزيز التعاون في مجالي الطاقة والاقتصاد

Mon, 23 Apr 2012 الساعة : 8:00

وكالات:
اثمرت محادثات رئيس الوزراء نوري المالكي مع المسؤولين الايرانيين في طهران عن اتفاق على احياء الاتفاقيات السابقة وتعزيز التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة.
وكان رئيس الوزراء قد وصل صباح امس الى مطار “مهراباد” في العاصمة طهران، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء الصناعة والتجارة والتخطيط  في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، حيث كان في استقباله في قصر “سعد اباد” نائب الرئيس الايراني  محمد رضا رحيمي وعدد من المسؤولين الايرانيين وتم عزف السلامين الجمهوريين.
وبحث رئيس الوزراء مع نائب الرئيس الإيراني، تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.ونقل بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاعلامي تلقت”الصباح” نسخة منه تأكيد المالكي ضرورة إجراء مباحثات بين مسؤولي البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الجارين.
من جانبه، رحب نائب الرئيس الإيراني بالزيارة ودعا الى تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

تعاون في مجال الطاقة

وأعلن رحيمي عن استعداد ايران للتعاون في مجال الطاقة من خلال تجهيز العراق بالكهرباء وتذليل الصعوبات التي تحول دون تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.ونقلت وكالة مهر الايرانية عن رئيس الوزراء تأكيده خلال اللقاء اهمية تنمية العلاقات الثنائية على اساس السلام والاستقرار والمصالح المشتركة، موضحا ان العلاقات بين البلدين تتمتع بمستوى مطلوب على الصعيد السياسي، ويجب السعي لتطوير هذه العلاقات على الاصعدة الثقافية والعلمية والاقتصادية.
كما شدد على ضرورة احداث تطور كبير في العلاقات بين البلدين، منوها بوجود عزيمة راسخة لدى مسؤولي البلدين لتحقيق هذا الهدف، معربا عن امله في ان تثمر زيارته لايران عن تحقيق النتائج المرجوة.

أهداف مشتركة

واشار المالكي الى ان للعراق وايران اهدافا مشتركة، مبينا ضرورة استكمال الاتفاقيات السابقة والارتقاء بمستوى التعاون في شتى المجالات ومن بينها الطاقة والنفط والبنى التحتية والتجارة.واكد رئيس الوزراء اهمية استكشاف الفرص وامكانيات التعاون المشترك بين البلدين، مشيرا الى ان وزراء البلدين اجروا مؤخرا محادثات مكثفة في مجال التعاون في مختلف المجالات، معربا عن أمله في ان تؤدي هذه المحادثات الى تطوير العلاقات بين بغداد وطهران.بدوره، اكد رحيمي بحسب وكالة مهر، ان العلاقات بين البلدين الجارين متينة وفريدة من نوعها.
 وقال رحيمي: “يتم تدبير مؤامرات على المستوى الدولي ضد الشعبين بسبب معتقدات واهداف الشعبين الايراني والعراقي، واذا اتحد البلدان بشكل تام، فانهما سيشكلان قوة كبيرة على الصعيد العالمي”، مؤكدا ضرورة قيام البلدين بخطوات اكبر، داعيا الى الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات السابقة الموقعة بين البلدين.كما اشار الى تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، معربا عن امله في تذليل العقبات التي تحول دون تطوير العلاقات بين بغداد وطهران باسرع وقت ممكن.واعتبر نائب الرئيس الايراني ان ربط سكك الحديد والتعاون في مجال النفط وتجارة الترانزيت بين البلدين يعد من المجالات المهمة لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين العراق وايران، مؤكدا استعداد بلاده لزيادة مستوى التعاون الثنائي ووضع تجاربها وانجازاتها تحت تصرف العراق.
اللجنة العراقية – الايرانية
كما التقى المالكي خلال الزيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني.
وترأس رئيس الوزراء اجتماع اللجنة العليا العراقية – الايرانية المشتركة للتعاون.بدوره، اكد وزير التجارة خير الله حسن بابكر أن الزيارة التي قام بها الوفد العراقي برئاسة المالكي جاءت “ضمن إطار التعاون وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين اضافة الى تبادل وجهات النظر بشأن المواضيع المطروحة ضمن جدول أعمال الزيارة”.ونقل بيان للوزارة عنه القول قبيل الزيارة: أنه ستتم “مناقشة مذكرة التفاهم بين البلدين التي تتعلق بموضوع أسس التعامل التجاري وإبداء التسهيلات الضرورية لنجاح التبادل التجاري والتباحث بشأن المذكرة لغرض تأهيلها للتوقيع من قبل الجانبين الايراني والعراقي”.

زيارة مهمة  
في تلك الاثناء، عد عدد من النواب زيارة رئيس الوزراء الى طهران “مهمة” وجاءت في وقت مناسب.
وقال النائب عن التحالف الوطني منصور التميمي: أن “الزيارة تعتبر مهمة واتت في وقت مناسب، لأن العراق يلعب الان دورا كبيرا بالشأن والعلاقات الدولية، اضافة الى دوره في حلحلة المشكلة بين ايران والدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالنسبة للملف النووي.
وأضاف لـ”الصباح”، ان “العراق هو الان دولة لها الزعامة العربية، حيث جاءت هذه الزيارة من باب تنظيم العلاقات او تحسينها بين العراق وايران وتلك الدول، لاسيما ان هناك مصالح مشتركة كثيرة واهمها الاقتصادية بين هذين البلدين.ودعا التميمي رئيس الوزراء الى القيام بزيارات للدول المجاورة للعراق خصوصاً تلك التي حضرت مؤتمر القمة العربية، لان العراق اليوم يختلف عن الامس فهو الان بلد ديمقراطي حر اثبت بانه يتميز بسيادة كاملة وهو البلد الوحيد الذي فيه حكومة وبرلمان منتخبان، وأن حركات الثورات العربية جاءت امتدادا للديمقراطية العراقية، معرباً عن اعتقاده بأن من المهم لرئيس الوزراء ان يتمتع بعلاقات طيبة مع كل الدول وان يثبت حيادية العراق على مستوى السياسة الخارجية بين تلك الدول وان يكون مفصلا مهما في المفاوضات بالعلاقات لان القضية الايرانية تهم دائما الشأن العراقي واي انعكاس لها يؤثر تماما في وضع البلد الداخلي مثلما تؤثر انعكاسات القضية السورية وقضايا اخرى في الشأن الداخلي للبلد.
بدوره، قال النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية مهدي حاجي: “اننا نتمنى ان تكون الزيارة موفقة وان تكون ايران دولة جارة تحرص على مصالح العراق وشعبه لان المصالح المتجاورة تؤثر فعلا في الدولة الجارة”.وأضاف حاجي لـ”الصباح” ان “من مصلحة ايران تهدئة الوضع في العراق بشكل عام من الناحية السياسية والاقتصادية لان اي تأثير سلبي ان وجد في العراق سيكون مردوده على ايران ايضا، خاصة أن الاخيرة تعاني من وجود ضغوطات دولية وحصار من قبل الامم المتحدة من قبل الدول الاوروبية واميركا.واعرب حاجي عن أمنياته ان تكون زيارة رئيس الوزراء موفقة، مؤكدا ان الازمة السياسية الحالية هي تخص العراق وأي تدخل خارجي من اية دولة يكون مرفوضاً جملة وتفصيلاً لانه لا يصب بمصلحة البلاد.
وكانت آخر زيارة للمالكي إلى إيران في تشرين الأول 2010، ضمن جولة شملت عددا من الدول الإقليمية مثل سوريا والأردن وتركيا.
كما قال النائب عن القائمة العراقية سالم دلي لـ”الصباح”: ان زيارة المالكي الى ايران تعتبر توجهاً يخدم مصلحة البلد، لأن من الضروري ان يكون هنالك مبدأ العلاقات مع دول الجوار وهو يصب في مصلحة البلدين بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة.
المصدر:الصباح

Share |