أمّا ألحَزمْ ، وَأمّا ضَياعْ الدَوْلَة-خالد محمد الجنابي
Sun, 22 Apr 2012 الساعة : 9:57

دولة رئيس الوزراء
ألآن وقد طفح الكيل ، رأيت أنه من واجبي أن أكتبَ لكَ بأسمي ونيابة عن كل المضطهدين خلال فترة حكم صدام المجرم ، ونيابة عن المستقلين فعلا ممن لاعلاقة لهم بألأحزاب السياسية لا من قريب ولا من بعيد .
دولة رئيس الوزراء
الفوضى السياسية التي تعصف بالبلاد من اقصاها الى اقصاها تنذر بما لايحمد عقباه مطلقا ، تلك الفوضى التي يبتدعها البعض من السياسيين والمسؤولين عن ادارة الدولة تحت مسميات عدة ، تلك الفوضى التي تخطط لها السعودية بمباركة فحل الدواب القطري ( أمير قطر ) ، تلك الفوضى تتطلب موقفا حازما منكم بأعتبار أن العراق وشعبه أمانة في يدكم طالما أنتم في موقع المسؤولية ، والموقف الحازم يجب ان يسري على جميع السياسيين واعضاء الحكومة العراقية ، بحيث لايجوز لأي سياسي أو وزير أن يزور أي دولة دون علمكم وموافقتكم شخصيا من منطلق انكم رئيسا لوزراء العراق ويتوجب على الجميع أن يعي هذا ألأمر جيدا خصوصا الوزراء ، وليس هذا فقط بل يتوجب على كل وزير في حال زيارته لدولة معينة أن لايقوم بالتصريح والتشهير كما يرغب ، وأن لا يعقد الصفقات وغيرها بمعزل عن ادارة الدولة العراقية .
ما نلاحظه ألأن هو الزيارات المكوكية التي يقوم بها عدد غير قليل من المسؤولين الى السعودية وقطر وتركيا علاوة على عقدهم المؤتمرات الصحفية في تلك الدول والتي تنكل بالعراق وسياسته الخارجية والداخلية ، وهذا ألأمر غير موجود في كافة دول العالم ، وجميعنا نذكر أن النائب البريطاني جورج غالوي قد تعرض الى المساءلة والمحاكمة بسبب زيارته الى العرق ابان حكم صدام المجرم بالرغم من ان الزيارة كانت في الظاهر لنصرة الشعب العراقي .
دولة رئيس الوزراء
يتطلب ألأمر موقفا حازما تجاه الجميع ، مادام الجميع يفهم الديمقراطية على انها حالة من الانفلات والفوضى العارمة ، الديمقراطية لاتعني أن يذهب مسؤولا في الدولة لدولة اخرى ويبوح بأسرارها بشكل كامل ، الديمقراطية لاتعني اشراك الدول المجاورة بحل مشاكل العراق التي راح يفتعلها عدد من الساسة لتحقيق مآربهم الخاصة ، مِنْ أين سنعلم ماذا يحاك ضدنا في قطر والسعودية وتركيا بعد ان ذهب لها ممن يدعون انهم يمثلون سُنّة العراق والسُنة منهم براء ، من أين سنعلم حجم الضرر الذي سيلحق بنا ممن يتباكون على شعب العراق ويتبادلون الانخاب على طاولات البعض من قيادات الخليج العربي الذين يضمرون كل الشر للعراق .
دولة رئيس الوزراء
القيادات الخليجية التي دفعت العراق لخوض حرب لامبرر لها اطلاقا مع ايران في ثمانينيات القرن الماضي هي نفس القيادات التي تدفع باتجاه اشعال حرب اهلية بين العراقيين ، القيادات الخليجية التي قالت لصدام المجرم منك الرجال ومنّا المال وجعلته يحارب ايران هي نفس القيادات الموجودة ألآن وتردد ذات القول الذي قالته للمجرم صدام وترصد الاموال اللازمة لتدمير العراق عن بكرة ابيه من خلال تنفيذ مخططاتها بالتعاون مع العراقيين الذين ارتضوا ان يكونوا تابعين لها ، وهنا لابد من التعامل بكل حزم وكما جاء في قوله سبحانه تعالى بكتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، صدق الله العظيم ، سورة يوسف ، آيه 25 .
دولة رئيس الوزراء
ألآن وقد طفح الكيل ، فلا سبيل ولا خيار سوى تشكيل حكومة اغلبية برئاستكم ، بغض النظر عن موافقة هذا الطرف أو ذاك ، لأن العراق لن يعد يحتمل اكثر مما احتمله في السنوات السابقة ، واخيرا اقول أمّا ألحَزمْ ، وَأمّا ضَياعْ الدَوْلَة ، والحزم مع تشكيل حكومة اغلبية هما الطريق الوحيد لأخراج العراق من أزمته الحالية .
[email protected]