التعاون مقوّم أساسي لبناء الدولة !!-عبدالامير الخرسان- فنلنده

Sun, 22 Apr 2012 الساعة : 8:52

التعاون صفة حميدة ومقوم أساسي لبناء المجتمع وبناء الدولة بناءا صالحا وسليما ومنقذا من حالات اليأس التي تحدث عند الافراد المحتاجين او طبقات المجتمع الفقيرة لان التعاون يعتبر كخاتم سليمان او عصا موسى او بساط شيت النبي لان المحتاج او الفقير عندما يحلم ان يمتلك هذا الخاتم السحري او الفانوس السحري الذي يخرج منه المارد ليلبي طلبات المساكين والمحتاجين ترى التعاون هكذا يلبي طلبات هؤلاء الفقراء لان الفقير او المسكين عندما يحتاج الى مبلغ من المال ليسد جوعه وجوع عياله يهب المجتمع المتعاون والمتماسك ليتبرعوا له براتب شهري ليعيش منه وعندما يحتاج الى مأوى يسكن به ايضا ينهض المجتمع ويتعاون معه ليبني له بيتا متواضعا يسكن فيه وعندما يحتاج الشباب الى الزواج تشاهد المجتمع يبذل قصارى جهده ويساعد الشباب مساعدة مادية ومعنوية يغنيهم من فضل الله وفضل تعاونهم بالأموال ليستطيعوا اداء نفقات المهر والشقة او الغرفة ليجمع شملهم ويعيشوا اسوة مع المجتمع ليشكلوا اللبنة الصالحة فيه . وهكذا ترى المجتمع الصالح والمتعاون والمتكاتف لا يقبل ان يعيش بعض أفراده عيش الفقر والذل بل يحب لكل افراده الخير والهناء والصفاء .
ان التعاون بين افراد المجتمع مقوم أساس لبناء الفرد بناءا معنويا سليما من العلل والإسقام النفسية التي تراود الفرد لأنه يرى في تعاون المجتمع قضاء حاجاته وبناء مستقبله وتطور واقعه وإكمال دراسته لان الشاب والشابة المحتاجين لا يسعهم مواصلة دراستهم والحصول على شهادات عليا تمكنهم من خدمة وطنهم ومجتمعهم ولكن اذا وجدوا ان هناك تعاون ملموس من ابناء جلدتهم سيطمئنّون لحالة مجتمعهم التعاونية ويرسمون عليها احلامهم السعيدة لتكون حقيقة واقعية ملموسة . كما ينقل عائلة فقيرة غادرت محلها وسكنت في قرية متعاونة متواصلة فيما بينها فاستقبلوهم اهل القرية بحفاوة وتكريم وقدموا لهم الطعام وبنوا لهم بيتا وحفروا لهم بئرا ليستقوا منه ويشربوا وأعطوهم بعض الأغنام وعاشوا بينهم سعداء كرماء .
ان التعاون يبني نظريات الالفة والمحبة والإخاء ويبني روح الوحدة الحقيقية ويساعد على الغاء الحسد والكبر والعجب ويجعل النفس صافية كالمرآة والروح متعلقة بحب الخير والمعروف والإصلاح .
ان التعاون يزرع الايمان بحب الوطن وحب المواطن وبالتالي يقدم للوطن الغالي والنفيس لينهض بواقعه ويصوغه صياغة حضارية انسانية راقية . ان التعاون بين افراد الوطن الواحد والشعب الواحد يساعد على نمو الوطن اقتصاديا وإنسانيا واجتماعيا لان التعاون يشجع ابناء الوطن على الزراعة والصناعة والتجارة وتفعّل السوق التجارية وتنمّي حركتها التي تؤدي الى غنى المجتمع وثرائه . ان التعاون يبني الوطن علميا وثقافيا ويجعل ابناء هذا البلد المتعاون يجلسون ويتحدثون بالنوادر والفكاهة (والمقالة!) والثقافة العامة والتحليل السياسي والاقتصادي وكل واحد يدلو بدلوه وما عنده من خزين علمي وثقافي وأدبي تراهم اذا جلسوا في مجالسهم يتحدثون عن القصة الواقعية وعن الشعر الوجداني او الوطني ومنهم من يسمع الاخبار ويعرّف بها الجالسين كما (ينقل في السابق اول ما نزل الراديو) كان شخص في احدى القرى وهو الوحيد الذي يملك الراديو ويسمع اخبار لندن وبعدها يأتي الى المجلس ليحدث الناس بالاخبار ولكنه لا يعرف خبرا واحدا ابدا لانه ينسى فيقول لهم هكذا( انا سمعت أخبار لوندون وتقول كذا وكذا وكذا !!!) فيسألونه الشباب ما معنى كذا وكذا فيكررها عليهم نفسها ويبدؤون بالضحك وهكذا التعاون يبدع في انسجام المجتمع وتفاهمه ويربط احكام وحدته وتلاحمه ربطا محكما .
ان التعاون يقضي على البطالة والكسل والترهل ويشجع على العمل المثمر والنافع لكل المواطنين لان التعاون يعطي الدفع المعنوي والهمّة العالية التي لا تعرف الكسل والملل .
ان التعاون بين المواطنين يشجع تعاون الحكومة والمسئولين معهم ويشجع المسئولين ايضا للتعاون فيما بينهم ليقدموا المزيد من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية . ان التعاون مطلوب من الجميع بلا خصوصية . فالحكومة والمسئولين يتعاونون بينهم لبحث حاجات البلد الزراعية والاقتصادية والتكنولوجية والشئون الامنية والاجتماعية . ويتعاونون لبحث حاجات المواطن الرئيسية والأساسية كالرواتب والغذاء والماء الصحي والكهرباء وهكذا ينظرون في كل مايحتاجه الوطن والمواطن بلا خيبة أمل ولا كسل بل يجب عليهم ان يسهروا الليالي ليقدّموا كل ما يصلح البلد .
ان الحكومة والمسئولين جميعا عليهم نبذ الفرقة والتفرقة والتجزئة والطائفة والحزب وإصلاح الوضع السياسي العام ويلتحموا جميعا كما هم اهل الجنة ( أخوة على سرر متقابلين) ليكونوا عند حسن ظن الشعب . حقيقة ان الشعب مستاء من التناحر السياسي ومن التهديدات والاتهامات والانفصالية , عليهم ان يحتكموا للوجدان والضمير بعد الله ورسوله ويقدّموا ندمهم على هذه التطورات السياسية التي لاتصب في مصلحة الوطن بل تزيده ضعفا وخسارة بعد ان تألّق في مؤتمر القمة العربي .
 

Share |