شاءت الصدف ان تثار عواصف متنوعة في بغدا د يوم الخميس 19/4/2012 منها عاصفة بيئية تتمثل بالعاصفة الترابية وهذه خارجة عن ارادتنا لا حول لنا و لا قوة لمواجهتها وعاصفة امنية راح ضحيتها عدد من الابرياء على يد حفنة من المجرمين فاختلط الدم العراقي بالعاصفة الترابية وشاءت الصدف ان تثار هذا اليوم في قبة البرلمان عاصفة اخلاقية عنوانها مواجهة حالة من حالات الفساد ابطالها امين العاصمة صابر العيساوي في جانب واعضاء البرلمان في جانب آخر ويبدو ان هذه العاصفة لم يكتب لها النهاية بل اريد لها ان تستمر لايام آخرى ويبدو للوهلة الاولى ان اختلاف النواب حول هذه القضية يعكس وجود ازمة حقيقية اقل ما فيها عدم قدرة النواب على تمييز الفاسدين من غيرهم وهذا يثير الفزع في قلوب المتابعين لهذه القضية لانه يعكس مدى الاهمال الذي يواجهه ضحايا الفساد ابناء الشعب المظلومين المقهورين وعلى يد من؟؟ على يد ممثليهم الذين اختاروهم ليدافعوا عنهم في الملمات الصعبة واذا بهم اليوم مكتوفي الايدي غير قادرين لا على منع العواصف الترابية عن شعبهم و لا على مواجهة الارهاب الذي عصف بهم و لا على قول كلمة الحق بوجه الفساد فاستحق الاخوة ممثلي الشعب اكثر من اي وقت مضى الشفقة والعطف .نعم اختلف الاخوة على قضية لا تستحق هذا الاختلاف الا اذا كانت هناك خفايا لا يعرفها الكثيرون واتمنى ان لا يكون ذلك. في تجارب العالم وهي كثيرة يستقيل مسؤولين كبار لقضايا تكاد لا تذكر قياسا بما يجري هنا. ونحن اليوم نتشبث بالمواقع عنوة ونتصدى وبشراسة الى كل من يحاول المساس بهذه الممتلكات التي ورثناها باسم الديمقراطية او باسم الحزب او باسم العشيرة وان اي كلام يدخل في خانة تغيير الاشخاص هو انقلاب على الديمقراطية او انقلاب على هذا الحزب او ذاك او اقل ما يقال عنه هو اهانة للعشيرة التي ينتمي لها هذا المسؤول .لقد انعكس هذا الحال في جلسة يوم الخميس البرلمانية حيث هاج وماج البرلمانيين داخل القاعة حتى وصل الهيجان الى الحد الذي لم يصل اليهم خبر العاصفتين الترابية والارهابية وتركوا شعبهم يواجه هاتين العاصفتين بصبره اللا محدود وانشغلوا بعاصفة يبدوا ان مواجهتها اخطر من مواجهة كل العواصف منطلقين في ذلك من قناعة ان العاصفة الترابية لا يقدر عليها الا امين العاصمة وان الحلول لا يملكها الا من يتصدى لجمال العاصمة وهي مهمة موكلة بهذا الرجل الذي يراد سحب الثقة منه وهذا يعني اننا سنكون امام عواصف ترابية قد يعجز البرلمانيين عن مواجهتها خصوصا اذا ما عرفنا ان ما يتطاير من هذه العواصف الترابية قد يلحق الاذى بالكثيرين منهم . اقول اتمنى صادقا الى كل الخيرين من ابناء الشعب والذين اختارهم الشعب ووضع ثقته بهم لا تغادورا وانتم تتصدون لهذه القضية المثل الجميل الذي تركه لكم اجدادكم ((رحم الله امرء جب عن نفسه الغيبة )).ان التصويت على سحب الثقة من امين العاصمة هي ليست نهاية الدنيا وليس بالضرورة ان يكون متهما في الفساد ان كان لديكم ادنى شك في ذلك وهو يبقى محل تساؤل الكثيرين الذين تابعوا هذا الملف ولكن يكفي لكم ان تقولوا بصوت عال ماهو العيب ان نستبدل الاشخاص بآخرين طالما هناك رغبة في التغيير؟ ان الاصرار على عدم التصويت وخلق الحجج الواهية لعرقلة عمل البرلمان يعطي رسالة سيئة الى شعبكم اقل ما فيها توجه لكم اصابع الاتهام وانتم يقينا في غنى عن ذلك بل ان مستقبلكم السياسي يبقى مرهونا في هذه القضية وغيرها ويقينا انكم حريصون على ان تكونوا اوفياء للثقة التي منحها لكم شعبكم بل انكم بحاجة الى تجديد هذه الثقة في الدورات القادمة . وانت ايها الاستاذ شيروان الوائلي عبرت في موقفك عن ضمير حي وعن رأي شجاع واثبت ان وجودك في هذا المكان هو الوجود المناسب وانك قلت كلمة الحق واديت الامانة وكنت في مستوى القسم الذي اديته ومهما كانت خاتمة التصويت فانك قد ازحت الغبار الذي تركته عاصفة يوم الخميس عن جبينك وسجلت موقفا اخلاقيا نحن بحاجة اليه ويشاركك في ذلك اخوان لك في قبة البرلمان وسيعلو صوتهم في الجلسة القادمة لان صوت الحق هو الاعلى دائما.