الفن العربي الهابط على الفضائيات العربية -محمد خالد علي السبهان- الناصرية

Thu, 19 Apr 2012 الساعة : 10:40

في الوقت الذي يفيض فيه الدم العربي الجماهيري في العديد من العواصم العربية تحت مسمى الربيع العربي الذي غطى بردائه الدموي الواعد على كل الفصول، وبالتوازي مع
هذا الافتداء المقدس يفيض به دم الشهداء العرب، تنز بعض الأخبار الفنية الخاصة بالبرامج التي تعتمد الغنج وتهييج المشاعر المكبوتة عند المجموع الجماهيري العربي لتزاحم كل المؤثرات التي من الممكن أن يُحدثها هذا الربيع.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المواطن تذكر حالة الاستنفار القومي عند الفنانين العرب عموما التي رافقت المد الناصري ابتداء بأم كلثوم وانتهاء بعبد الحليم حافظ، وبالرغم من كل الخسارت القومية التي رافقت تلك المرحلة، نلاحظ أن بعض الفنانين العرب والفنانات هذه الأيام قد حطوا في منطقة وضيعة لا ترتقي الى مستوى الحالة المفصلية الخطرة التي تعيشها الشعوب العربية في ربيعها.

فالفضائيات العربية ما زالت تعمل على انتاج البرامج الفنية والغنائية التي تحاول أن تسرق المشهد الذي يفيض به الشارع العربي، ليذهب المشاهد العربي لهذه الفضائيات في حماقة التصويت ومنح الجوائز الفلكية لهذا الفائز أو ذاك. ويمكن في هذا الاطار اعتبار برنامج «ارب ايدول» الذي بثته محطة «الام بي سي»، أحد اهم الأمثلة التي حاولت أن تشغل الرأي العام في الشارع العربي، هذا اضافة الى سُعار بث المسلسلات التركية التي يمكن الجزم بأن الشعب التركي لا يتابعها وأنها

صارت تُنتج وتُؤلف خصيصا للوطن العربي ومشاهديه!!.

وفي الوقت التي تذهب جماهير الوطن العربي الى الشوارع والميادين والساحات لتقتلع الديكتاتور العربي من جذوره بالمزيد من الدم والشهداء، نلحظ أن فنانة

متواضعة الامكانيات الفنية والصوتية، ولا تعتمد الا على قوامها الممشوق، وغنجها المثير، تذهب لتغني للمثليين والشاذين جنسياً من الرجال. ليحتل خبرها هذا

مساحات واسعة في «الميديا» والإعلام العربي.

وفي جانب مواز لهذه الانحدارات الفنية المشبوهة لم تجد فنانة مثل أمل حجازي مكاناً للفيديو كليب الجديد تغني فيه وتتصور سوى صحن وأروقة مسجد الملك

الحسن الثاني في المغرب العربي، ليتحول الخبر الى قنبلة اخبارية تشد انتباه الناس.

لمثل هذه الجهات العربية الفنية الانتاجية نقول : كفاكم افساداً للذوق العام، والقليل القليل من الاحترام لدم الشهداء العرب وربيعهم.
 

Share |