الى الشهيد الصدر-كريم خلف جبر/ الناصرية

Wed, 18 Apr 2012 الساعة : 13:39

سليني أيُّهم أحيا الدهورا
ولم تَفنِ لهُم يوماً قبورا
وأيُّ الناسِ يَستَسقي المعالي
لهُ الصمِّ الصياخيدِ ثغورا
ومَن ذا يا تُرى أدهى يَراعٍ

إذا ما خَطَّ في الأفق سطورا

ليرمي بالهُدى سهمَ المنايا

أطاح الشر لا يخشى غيورا

أيا صدرا أبا إلا منارا

وبدراً رصَّعَ الدُنيا بدورا

كفى بالصدقِ مصداقاً سيبقى

إلى يومِ إلفنا فينا أميرا
لبيبٌ أنتَ مصداقُ المعاني

فمَن للبِّ إن زاحوا قشورا

بوعي الفكرِ أسرجتَ خيولاً

على هامِ ألدُنا تَعدو مُغيرا

فأنتَ الدالُ عيَّنتَ دليلاً

ضريرٌ قادَ بالعلمِ بصيرا

فدارت دورةُ الباغي عليهِ

وخلف الموتِ قد كُنتَ المديرا

من كوخك البالي قصورٌ

ولم يُغريك ما يَعلو القصورا

مسكتَ العروةَ الوثقى بكفٍّ

وأقسمتَ بها نلَقى السرورا

واخترت َ لنا أعلى مقامٍ

وأفنيتَ به شيباً وَقورا

إذا ما خيَّمَ الجهلُ عَلينا

منحتَ العينَ مصباحاً وَنورا

ألا يا سَطوةَ الإرهابِ غوري

قلاعاً قَد بنيناها وسورا

واقسمنا بها يوماً وإنّا

على الأعوادِ نمشيها دهورا

فمهلا إن بدا منّا هلالٌ

غداةَ الغادي نَعلوها بِدورا
فلا في (شيعتي) شاعَ ابتذالٌ

و لا في )سِنَتي( إلا طهورا

فكَم من ثائرٍ ماتَ اشتياقاً

بحبِّ الأرض مفتوناً غيّورا

وأحفادٌ بحرفِ الضادِ قالَت

خُذوا الأرواحَ نَفديها نذورا

ألا يا دمعتي رُقّي بعيني

دموعي ليتَها سالَت بحورا

وخُذْ من دمعةٍ خَجلى تفرَّت

على مَن زاحَ بالقبرِ قبورا

وأخرى وشحَّت لونَ سمائي

سواداً زاد بالليلِ غرورا

ضمير الناس كم كان رقيبا

عليهم أينَ وليتَ الضميرا

فبينَ الصدقِ والكذبِ مقام

سوادُ العينِ للإذنِ بشيرا

وحولي بينَكُم عقلٌ رشيدٌ

فمالي اسمعُ فظَّاً أجيرا

عراقُ المجدِ هَل تَرجو سِوانا

فمَن للرأسِ إن داسوا صدورا

عراقُ المجدِ لا نَهوى فراقاً

وان غبنا فَسجلنا حضورا

ألا يا مَوطني غَنَّت بِلادي

بأنغامِ الهَوى أحيَت عصورا

 

Share |