تحسين الشيخلي بحصان ديمقراطي!- صلاح بصيص - بغداد

Tue, 17 Apr 2012 الساعة : 14:16

سلوكيات مرفوضة لبعض مسؤولي الدولة العراقية الجديدة، اهمها ممارسة الاقصاء واجراء عمليات بتر الاعضاء السليمة، قبل المريضة، ظاهرة لجوء السياسي او المسؤول الى القضاء والمطالبة بالقصاص ثمن رأي مخالف ونقد لاذع، يذكر في مقالة او تقرير او خبر ينشر في وسائل الاعلام ظاهرة غير صحية، كما حصل مع السيد تحسين الشيخلي الذي يطالب احد الكتاب(الزميل الصحفي ماجد الكعبي) المثول امام القضاء ليدفع ثمن رأي أرق مضاجعه، اكثر ما ادهشني واستغربت له انتصار اخوة الشيخلي وكتابتهم لمقالات وتهديدات وكأننا في فصل عشائري ولسنا نعيش في كنف دولة يفترض ان تكون ديمقراطية يسودها العدل والمساواة، وهذه ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها المسؤول الى العشيرة، ولي ان اقول اذا كنتم ايها السادة لا تتحملون النقد فلا تضعوا انفسكم في سدة المسؤولية وارفضوا اي تكليف حتى تجبون الألسن عنكم وتكونون بمأمن من سهام النقد، أو كفوا ايدينا واقلامنا عن ذكر الصالح والطالح وانهوا الامر ولنا في نظام القمع اسوة وفي دهاليز الامن والمخابرات والشعب الخاصة مكانا في الذهن يتوق البعض الى عودته، فكم هو جميل اذا ما اوضح الشيخلي الغموض واجاب عن التساؤلات بروح ديمقراطية عصرية فهناك ما يسمى بحق الرد وللمسؤول ان يرد على اي رأي وللجمهور الحكم، رد بالنيابة افرادا من عشيرة الشيخلي، وذكرونا بتاريخ تحسين الشيخلي الثري والمجيد، وقصة خطفه، وان كان لا يصمد هذا التاريخ امام نضال وتضحيات الكثير من العراقيين، وبالاخص الصحفيين، وخصوصا الكعبي، اما ان تبدأ القضية بمحاكمة وربما ستنتهي بالمليارات يعي المسؤول ويفهم ان الخصم غير قادر على دفعها، حرصا منه على معاقبة صاحب الرأي فهو ما يسمى بقمع الرأي.
انتصر العراق بجميع مفاصله، السياسة والاعلام وفوق كل هذا وذاك الشعب الذي تحمل ما تحمل لتمضي القمة العربية دون خرق، رغم بعض الهفوات التي تستحق النقد على مستوى التمثيل الاعلامي ومراعاة الانتقائية غير المبررة من قبل الهيئة الرباعية التي يقع ضمن دائرتها الاختيار، رغم الخرق الاعلامي الكبير الذي برز واضحا اثناء تغطية القمة اذ كانت لوكو العراقية الوحيدة البارزة وكانت شبكة الاعلام العراقي الراعي الرسمي للتغطية وهو امر مدرك اما غير المدرك هو ان تدفع الحكومة ثمنا لتغطية القمة وكان المفروض ان يتحقق العكس كما هو معروف فحدث كبير مثل القمة العربية تسعى جميع القنوات والمؤسسات الاعلامية الى دفع مبالغ خيالية لتحصل على نقله لا ان يدفع للقناة كي تغطي القمة.
وحتى لا نخرج عن اصل الموضوع نتابع الحرب غير المبررة التي شنها الشيخلي وافراد من عشيرته لا دخل لهم بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد وبعضهم قادة عسكريون شمروا السواعد كي يشعلوا نار حرب عمياء اساسها الرأي، وربما ستستعر الحرب في الايام القادمة لينزلوا القادة كل ما لديهم من خطط عسكرية قمعية لمعاقبة صاحب الرأي وربما مطالبة ابعد من ان تكون مادية يدفع ثمنها حياته...
اي بلد هذا واي ديمقراطية، لماذا لا نتعلم من القادة الاجانب ونترك إرث الماضي لاننا نعيش في ظل دولة جديدة لنا ان نقول كل ما شئنا ولكم ان تقولوا وتردوا بما شئتم، وأقول للسيد الشيخلي ان ليس كل لين ضعيف وليس كل قوي عنيف، ونطالبك المثول لقوانين دولة لا لقانون عشيرة لإنا قد سئمنا تصرفاتكم وافعالكم، سئمنا القيود التي تكبلون بها رأينا والديمقراطية التي تتمتعون انتم بها، ويجب ان تكون قوانين الدولة التي تاخذ القصاص من الكاتب نفسها التي تاخذ القصاص من المسؤول في حال تهجم على الكاتب، او مارس الكذب، هل لك ان تحاكم الاقلام العربية والصحف الاجنبية؟ التي لم تترك شاردة ولا واردة الا ونعتتنا بها، بدل ان تركض خلف كاتب حاول ان يعالج خطأ، ايها السادة نحن نعيش في دولة ديمقراطية، قد تتعرضون للسب والشتم وربما تتعرضون فيما بعد للقذف بالطماطم والقاذورات، والرمي بالاحذية كما حصل مع جورج بوش، ولا اعتقد انكم افضل من جورج بوش الذي يقود اقوى دولة في العالم، فعلا ماذا ستفعلون اذا رماكم احد ما بالاحذية كيف ستكون نهاية الفاعل؟ وفي اي ساحة ستعلق جثته؟ وما هي التهمة التي سيواجهها؟ هذا هو السياسي، ان كانت لديك الهمة يا سيدي كل الهمة فاتنا بطارق الهاشمي وقدمه للقضاء، رد لنا قتلت العراقيين من السياسيين وهي قائمة طويلة تبدأ بالدايني ولا تنتهي، عالجوا مشاكلكم الداخلية التي ارجعتنا الى ابعد نقطة في التطور، او بتعبير أدق لسنا على طريقه اصلا، واصبحنا نخجل من ذلك وهو ليس ذنب الشعب او كاتب الرأي بل يتوزع الذنب عليكم بالتساوي كمسؤولين، اصلحوا بغداد التي اصبحت العاصمة الاسوء في العالم، من حيث الامن وتوفير الخدمات، عالجوا الكهرباء، شجعان انتم في تكاتفكم لالحاق الاذى بصاحب رأي عراقي، وجبناء في توفير الأمن وتقديم الخدمات، اوف لكم فقد سئمنا النظر في وجوهكم أقسم انكم لا تستطيعون الوقوف سوى بوجه ابناء جلدتكم ولولا المناصب التي تتربعون عليها لما استطعتم مواجهة احد...
اين القانون من استرجاع حقوق الصحفي، فلقد قامت حماية وزير البيئة بالاعتداء على مراسل ومصور شبكة انباء العراق وضربوهما امام انظار صليوه، ورفعت الشبكة دعوة ضد الوزير، وطالبته باسترداد الموبايلات والات التصوير التي صادرها افراد الحماية، وبعد التي واللتي وكتابنا وكتابكم انتهى الأمر للوصول الى حائط كبير اسمه حصانة المسؤول، ورغم العلاقات التي يمتلكها رئيس مجلس ادارة الشبكة الا انه لم يستطع ان يأخذ حقا من المعتدي وزير البيئة وهناك ادلة وشهود وصور تثبت ان الحماية وباشراف الوزير اعتدوا على الصحافيين وعلى رجال المرور في تقاطع ساحة الواثق، ولانه مسؤول ذهب الحق تحت حوافر خيل الحصانة، الا لعنة الله عليها وعلى من يختبأ وراءها كي يلحق الأذى بأي كان، وهذه الحادثة ليست الأولى ولا الاخيرة فكم من اعتداء قام به المسؤول بحق الصحفيين لماذا تمتنع المحاكم عن مثول المسؤول امامها للقصاص منه، ولماذا تشرع ابوابها بوجه المسؤول؟ المسؤول خادم... المسؤول خادم... المسؤول خادم للشعب لا يكون اطلاقا سيفا يسلط على رقابهم، المسؤول موظف ياخذ راتبا كبيرا جدا مقابل خدمته للمواطن فمتى تفهمون انكم خدمة للشعب، يفترض ان لا يتحدث تحسين الشيخلي فيما بعد عن الديمقراطية وليرفع شعار العشائرية والقبلية ومؤازرة الاخوان واولاد العم ظالما كان او مظلوما.
سنقذفكم يوما ما بالطماطم وبالقاذورات وبالبيض الفاسد، وسنشتمكم ونفضح اي فعل تقومون به واي فساد تتعاملون به لاننا دولة ديمقراطية، اما اذا لم يعجبكم هذا فعليكم ان تعترفوا باننا دولة ديكتاتورية قمعية، البقاء فيها للمسؤول وللاقوى، ولا مكان فيها للضعفاء واصحاب الرأي...قليلا من الحياء، نسامحكم على جميع ما تفعلون ونصمت، سرقات بالمليارات نهب لخيرات البلد سوء خدمات اهانة في السيطرات ستة ايام ونحن كالفئران نختبأ في جحورنا كي تمرر القمة بسلام، يقتل منا المئات كوننا صحفيون يستهدفنا الارهاب، ونمضي ونقول كل شيء يهون من أجل عين الديمقراطية، كم عائلة يتمت اين هي اطوار بهجت اين هو فليح وداي اين هو عبد الكريم الربيعي اين هو هادي المهدي اين هو واين هو...وغيرهم كثير، وانت ازعجك ان تنتقد من على وسائل الاعلام وتريد ثمنا لذلك، انا شخصيا سئمتكم وكرهتكم ففعلوا ما بدا لكم...فوالله سنبقى وتزولون لا محالة.
والى المحاكم المختصة اقول اذا فتحتم ابوابكم للمسؤول واغلقتموها بوجه العامة فهذا ليس اساس الملك، ما زلنا نحسن الظن بالقضاء العراقي ولا نعرفه يكيل بمكيالين، ردوا لنا حقوقنا وافتحوا لنا ابوابكم واحسبوا اعتداءتنا التي تمر وكأن شيئا لم يكن، وانظروا بعين الحق وجردوا الناس من مناصبهم فالله سائلكم يوم لا مفره منه ولا مهرب، لا ينفعكم مسؤول ولا ملك ولا امير غير العدل الذي علق امانة في رقابكم، وتذكروا بأن الزعيم عبد الكريم قاسم ضربوه بالطماطم والبيض الفاسد في منطقة الكاظمية، وجورج بوش ضربوه بالحذاء امام ملايين المشاهدين، وغيرهم الكثير، فلماذا مسؤولينا يختلفون عن كل اؤلئك، وكأنهم منزلين من السماء، ختاما تذكروا قول الحق جل وعلا: قفوهم انهم مسؤولون....صدق الله العلي العظيم
[email protected]
 

 

Share |