علاقة الإنسان بربه ؛شكره والاستغفار! - سيد صباح بهبهاني- ألمانيا

Mon, 16 Apr 2012 الساعة : 11:43

هو سبحانه عرف نفسه بالرحيم وبدأ كتابه باسم الله الرحمن الرحيم رغم أنه سبحانه له تسعة وتسعين أسم ولم يعرف نفسه بهن ولكن يريد أن يخبرنا وسعت رحمته غضبه!
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } النمل/62. وقال أيضاً : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر/60.
(إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) هود/ 114 وقال تعالى في نص آخر قال تعالى: (إلا مَن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) الفرقان/ 70 .
( ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
( كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا).
الاستغفار ياله من نعمةٍ عظيمة أغلبنا يجهلها ويجهل فوائدها
أنا منهم لم أكن أهتم بها أو بالأحرى كنت أجهل ما في هذه النعمة من فوائد ونفع
قرأت عنها الكثير الكثير ولم اندهش كما اندهشت ن تجربتي
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً . كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
والاستغفار جاء على ألسنة أنبياء الله ورسله
فعلى لسان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه ُ )
وقال على لسان نبيّه هود عليه الصلاة والسلام : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ)
وجاء على لسان صالح عليه الصلاة والسلام : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)
وعلى لسان شعيب عليه الصلاة والسلام ( وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)

وبه تُفتّح مغاليق الأمور
قال سبحانه وتعالى على لسان نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)
وبالاستغفار تُستمد الأرزاق ، ويُستكثر من المال والولد ، وتُستمطر الرّحمات..
قال جل جلاله على لسان نوح عليه الصلاة والسلام : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)..
العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فإذا استغفروا الله غفر الله لهم .
الاستغفار سبب لنزول الرحمة
"لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"

1 ـ يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال : ( لابنه
( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً
2 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ". .
( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً )
3 ـ قال قتادة :
(إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار)
4 ـ قال أبو المنهال :
(ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار
5 ـ قال الحسن :
(أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).
6 ـ قال أعرابي :
(من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر .

غير أن الناس يطردون الرزق عنهم بأعمالهم ويضعون أنفسهم بين أنياب الفقر بذنوبهم
قال سبحانه وتعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" .. الأنفال:53
والآن إلى هذا الكنز النادر الذي وجد في أحد الكتب القديمة ورواه الإمام السبزواري :
عن الإمام الحسين بن علي عليهما السلام قال كنت جالساً عند أمير المؤمنين عليه السلام فأتى إعرابي وقال يا أمير المؤمنين إني رجل معيل لأمال لي
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أخا العرب إن الله يقول: "استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراوَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَار "
ثم قال الإمام عليه السلام : أنـا أُعَلمك استغفـار تستغفـر به المنام إن الله عزَّ وجلَّ يوسع في رزقك، ثم كتب الاستغفار وأعطاه الأعرابي وقال إذا أخذت مضجعك وأردت النوم فأقرأ هذا الاستغفار وابكي وإن لم تبكي فتباكـى
فقال الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام: ولما كان العام القابل جاء الإعرابي وقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى
أسبغَ عليَّ النعمة حتى ليس لي مكان أجمع فيه أبا عري وأغنامي لكثرتها
اللهم صلي على محمد وآل محمد
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: يا أخ العرب أعلم فوَمَن أرسل محمداً بالنبوة مامن عبد يستغفر بهذا الدعاء إلا إن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويقضي حوائجه المشروعة ويزيد ماله وأولاده ببركة قراءة هذا الاستغفار.
صيغ الاستغفار :
1 ـ سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
2 ـ أستغفر الله
3 ـ رب اغفر لي
( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )4 ـ
( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ) 5 ـ

6 ـ (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).
( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )7 ـ

إنّ للاستغفار آثارٌ عظيمة على الإنسان تؤثر عليه من خلال مجريات حياته وقد يلمس بعضها من خلال هذه العبادة حين الاتصال بالله وهذا ما يسمى بالغذاء الروحي وهو أهم للنفس من الغذاء المادي للجسد وهذا ما أوضحته السنّة الشريفة وأكدت عليه وهو أن للاستغفار آثارٌ عديدة، منها :

أولاً ـ يزيد في الرزق: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق .

ولا غرو فإن الذنوب من المعاصي والمعاصي تبعد الإنسان عن الرزاق العليم وتحجب الرزق فالاستغفار يمحو الذنوب ويطهر النفس ويدر الرزق وعند ذلك تنفتح البركة ويرى أثرها ولذلك ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): "مَن استبطأ الرزق فليستغفر الله ".

ثانياً ـ إن الاستغفار يبعد الشيطان : عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: "ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق عن المغرب؟ قالوا : بلى، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح يقطعان دابره والاستغفار يقطع وتينه ".

إن الاستغفار يكون بمثابة السلاح بيد المستغفر ولذلك عندما يستغفر يبتعد عنه الشيطان بل يقطع وتينه .

ثالثاً ـ دواء الذنوب: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار ".

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ألا أخبركم بدائكم من دوائكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: دائكم الذنوب ودوائكم الاستغفار ".

والذنوب بمثابة المرض وبحاجة إلى العلاج ولا يصلحها إلا الدواء وهو الاستغفار وهو خير علاج ناجع لمرض نفسي خطير .

رابعاً ـ معطر لروائح الذنوب: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تعطروا بالاستغفار لا تفضحكم روائح الذنوب .

الذنب كالرائحة الكريهة وبحاجة إلى معطر ولا يزيل هذه الرائحة إلا الاستغفار والالتجاء إلى الله تعالى بالعفو والمغفرة .

خامساً ـ الاستغفار يجلي الهم: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): "إن للذنوب صداء كصداء النحاس فأجلوها بالاستغفار ".

ولقد عبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله ) عن الذنوب بالصدأ ولا يمكن جلاء ذلك إلا بالاستغفار فإنها إذا تركت وتراكمت فلا يجلي ذلك الصدأ إلا الاستغفار .

سادساً ـ المنجاة: فقد ورد عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "عليك بالاستغفار فإنه المنجاة ".

وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " مَن كثر همومه فليكثر من الاستغفار ".

ومن الآثار التي تنجي الإنسان من العذاب والعقاب الذي ينتظره نتيجة اقترافه الذنوب هو الاستغفار فإنه خير وسيلة لنجاة الإنسان في الدنيا والآخرة .

سابعاً ـ خير العبادة: قال الإمام الرضا (عليه السلام): خير القول لا إله إلا الله وخير العبادة الاستغفار .

ومن الطبيعي إذا استغفر الإنسان ربّه قبل استغفاره سيكون عبادة من خير العبادات لأن الإنسان لا يتمنى إلا هذه العبادة وهي العفو عن ذنوبه والتجاوز عنه .

ثامناً ـ مكفر للذنب: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَن ظلم أحداً ففاته فليستغفر الله له فإنه كفارة ".

ولا شك أن الاستغفار هو كفارة لكل ذنب يصدر من الإنسان حتى ولو فاته ظلم ظالم وعليه أن لا يترك الإنسان ذنبه من دون أن يكفره بالاستغفار والعودة إلى الله تعالى والندم على ما فعل ويتجنب الإصرار عليه لأن الإصرار ذنب جديد يرتقي إلى الكبائر .

تاسعاً ـ الممحاة: إن الاستغفار بمثابة عملية المسح للذنوب وذلك حينما يلتفت الإنسان إلى ذنبه فيستغفر ربه سبحانه وهو غاية اللطف الإلهي على عباده وهو الذي وصف نفسه بالغفور الرحيم .

عاشراً ـ ينفي الفقر: عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَن ظهرت عليه النعمة فليكثر الحمد لله ومَن كثر همّه فعليه بالاستغفار ومَن ألحّ عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ينفي الله عنه الفقر .

إن الرواية الشريفة تتضمن أسباب نفي الفقر وهي الاستغفار وقول لا حول ولا قوة إلا بالله وقول الاستغفار يقابل شكر النعمة فكما إن النعمة تستحق الشكر فكذلك نفي الفقر يحتاج إلى الاستعانة بالله والاستغفار من الذنب .

الحادي عشر ـ خير الدعاء: عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): "خير الدعاء الاستغفار ".

وبهذا الإسناد قال النبي (صلى الله عليه وآله): "أفضل العلم لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الاستغفار ".
وقال جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال:
)) من استغفر الله بعد العصر سبعين مرة ، غفر الله له ذنوبه سبعين سنة ((

وقال (عليه السّلام) :
((من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله ):
)) أفضل العلم لا إله إلآ الله ، وأفضل الدعاء الاستغفار ((
ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله :
فَاعلَم أنَّهَ لا إِلَهَ إلاّ اللهُ واستَغفِر لِذَنبِكَ) محمد /19. )
وعن أبي جعفر(عليه السّلام) قال :
((من استغفر بعد صلاة الفجر سبعين مرة ، غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم سبعين ألف ذنب ، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه)).
جامع الأخبار – ( ص 147 )
قال الإمامُ جعفرُ بنُ محمدٍ الصادق عليه السلام : (( من أعطي أربعاً لم يُحرم أربعاً ، من أعطي الدعاءَ لم يحرم الإجابةَ ، ومن أعطي الاستغفارَ لم يحرم التوبة ، ومن أعطي الشكرَ لم يحرم الزيادة ، ومن أعطي الصبرَ لم يحرم الأجر)).
عن النبي ص : من استغفر الله كل يوم بعد العصر مره واحد بهذا الاستغفار أمر الله الملكين بتحريث صحيفة سيئاته كائنة ما كانت و هذا الاستغفار هو : استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال و الإكرام و أتوب إليه و اسأله أن يثوب علي توبة عبدٍ ذليلٍ خاضعٍ فقرٍ بائسٍ مسكينٍ مستكينٍ مستجيرٍ لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً و لا موتاً ولا حياةً و لا نشوراً )).
إن الاشتغال بالاستغفار هو الدعاء بعينه بل أفضل الدعاء والتوجه إلى الله تعالى بغفران الذنوب وتكفير السيئات بل على الإنسان إذا أراد أن يتوجه مخلصاً إلى الله سبحانه عليه أن يندم ويستغفر من ذنوبه ثم يناجي ربه بما يريد أي يعمل عملية غسل لذنوبه كي يصبح طاهراً ثم يتوجه بالدعاء والاستغفار عملية اعتراف بالذنب أمام السيد المولى جل شأنه .

الثاني عشر ـ يبدل السيئات: إن الله بالتوبة والاستغفار يبدل ما في صحيفته من السيئات كلها بالحسنات .

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) هود/ 114، وفي نص آخر قال تعالى: (إلا مَن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) الفرقان/ 70 .

يستفاد من خلال هذه النصوص عظمة الاستغفار وما له من آثار تنفع الإنسان في دنياه وآخرته وهذا هو الربح الذي يرتجيه الإنسان ويسعى إلى تحقيقه لينال رضا الله في الدارين .

وكل ما ورد من ذكر الاستغفار التوبة يعطينا دليلاَ واضحاً وبرهاناً قاطعاً على رحمة الله الواسعة وعطاياه الجزيلة لبني البشر عامة وأن لا يقنطوا من رحمته وأن هذا الاستغفار يقطع دابر القنوط واليأس بل يبث في الإنسان بذور الأمل والرجاء ليبقى ملتفتاً إلى نفسه حينما يصدر منه الذنب فيبادر إلى الاستغفار والندم عليه لكي تبقى صحيفته متلئلئة ناصعة .

وبالاستغفار يبقى العبد على اتصال دائم بربه ويخشاه في كل عمل يقوم به صغيراً كان أم كبيراً وهذا هو الهدف من طلب المغفرة والاستغفار فإن الله تعالى يريد نجاة عباده وهو ينظر إليهم وهم لا ذنب عليهم خاشعين منيبين إليه يخافون عقابه .ويستغفرونه ويتأملون عفه وصفحه ونجاتهم وكما قال الإمام زين العابدين وسيد السجاد ين الإمام علي بن الحسين حين أوصى أصحابه قال : أعلم أن لله عز وجل عليك حقوقاً محيطة بك في كل حركة تحركتها أو سكنه سكنتها ، أو حال حلتها أو منزلة نزلتها أو جارحة قلبتها أو آلة تصرفت فيها (بعضها أكبر من بعض) ، فأكبر حقوق الله تعالى عليك ما أوجب عليك لنفسه من حقه الذي هو أصل الحقوق ، ثم ما أوجب الله عز وجل عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك ، على اختلاف جوارحك ، فجعل عز وجل للسانك عليك حقاً ، ولسمعك عليك حقاً ، ولبصرك عليك حقاً ، وليدك عليك حقاً ، ولرجلك عليك حقاً ، ولبطنك عليك حقاً ، ولفرجك عليك حقاً ، فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الأفعال.
ثم جعل عز وجل لأفعالك عليك حقوقاً ، فجعل لصلاتك عليك حقاً ، ولصومك عليك حقاً ، ولصدقتك عليك حقاً ، ولهديك عليك حقاً . ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق عليك فأوجبها عليك حقوق أئمتك، ثم حقوق رعيتك ، ثم حقوق رحمك فهذه حقوق يتشعب منها حقوق .. وأذكر لكم حق الله :
حق الله عليك أن تطيعه بإخلاص
فأما حق الله الأكبر عليك فأن تعبده لا تشرك به شيئاً ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة. وأعلم أن الله رحيم غفور بدأ بكتابه بسم الله الرحمن الرحيم ! وأعلموا أن لها معنى وهو الذي يصف نفسه الرحمن الرحيم ؛على الرغم أنه هو له الأسماء الحسنى وهي 99 أسم ولم يبتدأ بهذه الأسماء إلا بسم.. بسم الله الحمن الرحيم وهنا يجب أن تعلم يا عزيزي يا عزيزتي أن حقيقة رحيم ورحمته وسعت كل شيء على رغم أنه شديد العقاب وكيف تزيح العقاب بالرجوع إلى الله وطلب المغفرة وتراه سبحانه يقول :
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } النمل/62. وقال أيضاً : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر/60. وقال تعالى :
" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا".إذن تذكروا كيف غفر سبحانه لقوم يونس عليه السلام عندما طلبوا المغفرة ! وأرجو من الجميع أن يتحدوا ويتآخوا ويقفوا صفاً أمام الله ليغفر لنا جميعاً وخصوصاً في هذه السنوات العجاف والتي يمر بها العالم وخصوصاً عالمنا الإسلامي والعربي والعالم جميعاً وأضع بين يدكم هذا الدعاء وأدعي لأولادي ولأولادكم ولكم ولنا ونرجو الله العلام أن يستغفر لنا جميعاً يا رب ..
اللهم بارك لي في أولادي ولا تضرهم ووفقهم لطاعتك وارزقني برَهم
اللهم يا مُعلم موسى وآدم علّمهم * ويا مُفهم سليمان فهمهم ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتهم الحكمة وفصل الخطاب
اللهم علّمهم ما جهلوا وذكرهم ما نسوا وافتح عليهم وعلينا بركات من السماء والأرض إنك سميع مجيب الدعوات
اللهم إني أسألك لهم قوة الحفظ وسرعة الفهم وصفاء الذهن
اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم حَبّب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الرّاشدين ؛
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما .
اللهم اجعلهم أوفر عبادك حظاً في الدنيا والآخرة..
اللهم اجعلهم من أوليائك وخاصتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..ويداً بيد لتكافل فيما بيننا ونلتف حول الأيتام والأرامل والمعوقين والمطلقات ظلم والفقراء ومساندة كبار السن ولدعوا لأبوينا وكلنا نرفع يدنا تضرع إلى الله وقراءة سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد لأرواح المؤمنين ولمن مات على الإيمان الكامل ولروح أمي وأبي وكل موحد والله خير حافز وهو أرحم الراحمين.

Share |