الامانه التي لف الانسان بها قد احاطت بالكون كله بعد ان عرضها الله تعالي علي الجبال والسماوات والارض فابين حملها وحملها الانسان حسب ما متقول الايه الكريمه( انا عرضنا الامانه علي السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ) وهناك قول للامام علي عليه السلام حيث يقول(اتحسب اتك جرم صغير وفيك انطوي العالم الاكبر ) اذن الانسان الجرم الكبير وصاحب الامانه الكبري . واقعه منشاه اوله واخره تفصح عنها فطرته التي هي عباره عن قوه خفيه غيبيه في اعماقه ملازمه له لاتفارقه تنبئه بالخير والشر وتشده الي خالقه وموجده وتذكره بواقعه انسان ضعيف لاحول له ولا قوه تقتله الشرقه وتؤلمه البقه وتنتنه العرقه اوله نطفه نتنه واخره جيفه قذره . هذا الواقع بتمامه وكماله لايختلف فيه اثنان . اذن قد يتسائل البعض منا لماذا هذا الغرور العجب التكبر علي الاخرين الصاق التهم والنيل من الشرفاء والمخلصين وانتهاك حرمه المؤمنين وقتل العلماء والمفكرين وغيرها الكثير الكثير ؟ هل هي الغفله ام التمرد علي الفطره ام حب الحياه ام الشهره ام الانانيه ام ماذا؟ العقلاء والحكماء والعلماء يرجعون ذلك كله الي ا لافراط في حب الدنيا والتقاتل من اجلها هذا بما تحمل دنيا اليوم من هموم وغموم واحزان وموت ودمار وحروب فكيف اذا كانت خاليه من هذا كله ماذا سيحصل الله العالم لقتل الولد والده ولساخت الارض باهلها ولطغي الفساد وانتشر الظلم في عموم الارض كلها . من الامثله البارزه مانراه اليوم في بلدنا العراق فبالرغم ما مررنا به من حروب ودمار وخراب علي ايدي الطغاه لازلنا نشهد اليوم اناسا ومن كل الطبقات لايستشعرون المسؤليه الملقاه علي عواتقهم ولا ثقل الامانه التي اودعها الله تعالي اياهم فبدا من المسخ العقلي مرورا بالتمرد الفطري وانتهاء بالفساد الخلقي وما تضمره الايام الاتيه له اشد واقسي . يقول احد الشباب المتحضر غربيا والمهوس مدنيا واالمتعقل تكنلوجيا ماذا علمنا اباءنا غير الانزواء في زوايا مظلمه نمني انفسنا بجنه موهومه ونار محمومه ليس لها واقع حسب نظري ويضيف مهوسا مغرورا معجبا بنفسه دعنا نرتقي الي عالم اليوم الذي وصل الي قمه الحضاره والتقدم !!! قلت له اي حضاره هذه التي تفتح للانسان المسكين عنان الانطلاق نحو الفساد والانحلال ؟ عن اي حضاره تتكلم التي تحول الانسان العاقل الي حيوان مفترس في لحظات ؟ اي مدنيه هذه التي تشد علي يد المراه المتعريه وتنقلها الي حانات الخمور والفساد ؟ ام انك انكرت واقعك بان خرجت من ظلمات ثلاث لاتعلم شيئيا فعلمك الذي سواك رجلا ونفخ فيك روح العلم والمعرفه والهمك التقوي والصلاح وان تعيش حرا كريما سععيدا كما عاش اجدادك كراما طيبين . فشبابنا اليوم عليهم ان يدركوا بان كل شئي زائل في هذا الوجود وغدا نعاد كما بدءنا الله تعالي فمنه البدء واليه العود هذا نضريه دلت عليها كل الديانات والايدلوجيات الفكريه حتي الذين انكروها بدؤا يقرون بها ۀ فاتقوا الله ماستطعتم وخافوه يوم لاينفع به مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم .