(المرحوم ماضي شوكت العميري شاعرا—ملاطفا—حافظا) هاهي الأيام أرخت سدوها علينا بأنواع الهموم لتبتلي وخطفت منا من هم أعزة وسراة قوم فقد تخطف حمام الموت من مدينتي قلعة سكر نماذجها الشعرية والأدبية والاجتماعية فبعد رحيل(الملا عبد الرزاق موسى)موسوعة المدينة الشعبية والغنائية والموروثية جاء دور نظيره وصنوه أبو احمد ماضي العميري الذي أغرقنا وادحفنا بزهوه الشعري والفلكلوري البهيج وتوثيقه الأرشيفي الرائع---إن للمرحوم حضوه اجتماعية كبيره لما عرف عنه من وسامه ورقة حديث وملاطفة عابره كل ذلك اختمر في وجدانه فلم توقفه عسرة الزمن وشظف العيش وسعة الحال من الملاطفة والقريحة الشعرية  وتوثيق الزمن فقد آلف بين الجد والهزل كان يشدو الشعر ويرثي كربلاء ويمازح الكبار والصغار فهو حين يتحدث عن التاريخ يبهرك بالسرده القصصي يملا حضورك بلهجة المعلى وكلمات التي تفوح عطرا وشذا—تلاونك صبغته الريفية وتعتليك مدنيته
الرقيقة---- عند محاورته يثلج قلبك وتينع ثمار فؤادك وتتنفس عبق الحياة--- اعتاد على كلماته الجنوبية القلعاوية التي تشرح النفس وتبهج القلوب فهي كقطرات المطر البلورية رقه ونقاوة وتاريخ وعبر وزهو انك تبتاع من دكانه الجنوبي بضاعتك التي تنشد وتريد----إن خامته غريبة وفطنته مخلده— وصيته حكمة---- نرى ذلك الجنمار القرمزي  وتلك الأبحر الزرق---- قد تنسينا الأيام تلك الترانيم لكن نقول هيهات ذلك لأنه في القلب والفؤاد--وعسى الله إن يسعفه برحمته ويدخله فسيح جنانه ويجعلنا إن لاننسى ونتناسى النفر الفريد ويعاسيب القوم والقامات الباسقة لان الزمن إذا ضربنا وحبسنا في كهوفه المظلمة كيف نهتدي ونتلمس طريقنا وقد غاب أهل الدار والاحبه الذي غمرونا بفيض من الرقة والعافية لان خصوصيتهم لا تعوض وحضورهم لن يتكرر لأنهم يحفظون سفر مدينتنا الخالد ويتذكرون أهلها الكرام ومنهم حفظنا الكثير---كان عنوانهم الطهارة والعفة والقيم الاصيله يغمروننا بشعرهم الجميل وقصائدهم  العصماء وأنجبوا أبناء برره نهجهم الشعر والقريحة الجنوبية الضاربة في بطون السفر السومري الخالد كنا نسمع شعره فنتمايل ونغوص في رقته ونتودد في طلب المزيد انه طينه عراقية دنت قطوفها وكانت النهاية إلى دار الخلد والجنان ونحن المغادرون بعد زمن هم البداية ونحن اللاحقون غدا أو بعد غد--- رحل أبو احمد وترك رسالته الشعرية وفيضه الأخلاقي ومعدنه النقي وبصمته القلعاويه لن ولم يفتتها الزمن ولا تذروها الرياح وتبقى الألسن والمقاهي تتقول بشعره وادبة وملاطفته وسرده القصصي المبهر---لقد أدخلت علينا نحن أبناء قلعة سكر السرور في قراءاتك الشعرية  وأرشفتك الرائعة وكأننا نعيش ألف ليلة وليلة جديدة  وعدت بنا إلى عصر التجلي العربي الدفين يحضرني(الفانوس السحري---إلف ليلة وليلة--- الهمداني---علي الصويح----حمد الحمود----فدعة----حمود الدخيل---محمد شكر---السيد حمد
الموسوي---- ومله مهدي---- وابوثابت محسن خطاب ألعبوسي---- عريان السيد خلف----عبد الأمير الحيدري)لقد رسمت الطريق وسوف نواصل السير إلى النهاية لأنك تركت فينا ولدك احمد الشاعر الذي ولد من ذلك الفحل الشعري لانقول لك الوداع لأنك بين ظهرانينا وخالد فينا وان اهلك ومدينتك عامره بزهوك وشعرك يحمل لوائه (احمد ماضي) فلك منا السلام ولانجزع أبدا  ودعوانا لك بالرحمة والرضوان وعسى الله إن يسكنك في فسيح جنانه ووالله إنا غدا مغادرون وكل نفس ذائقة الموت والبقاء له وحده-----نم قرير العين والفؤاد لان أبناء مدينتك سوف لن ينسوك أبدا إبراهيم الوائلي ذي قار/قلعة سكر
15/4/2012