رؤية قرآنية : في مواجهة الظالم !!- عبدالامير الخرسان- فنلنده
Sun, 15 Apr 2012 الساعة : 10:05

لقد اعتاد الناس ان يحترموا وجهاء الشرائح الاجتماعية وكبارها وشيوخها وأعضاء المجالس النيابية والبرلمانية اضافة الى تعظيم الرؤساء والوزراء والقادة وكبار المسئولين وتقديس العلماء ورجال الدين واعتبارهم فوق الجميع , رغم ان كل هذه الشرائح ليس بالمعصومة بل هي تخطأ وتسهو وتغفل وتتناقض في أقوالها وتصريحاتها . لقد قرأت لمرجع قديم رحمه الله قد ألّف كتابا ضخما وانتقده بعض علماء عصره فأجابهم ليس في كتابي تناقضا واحدا بل تجدون في كل صفحة تناقض وهذه شهادة للمعصوم مثل النبي والأئمة هم الذين لا يخطئون ولا يتناقضون في كل كتاباتهم وأعمالهم وأقوالهم ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم كما هو القرآن الكريم . ان كل هؤلاء الزعماء والعلماء وغيرهم كسائر البشر يتعرضون للأخطاء والذنوب ولكن مع الاستغفار والتوبة تعود للإنسان عدالته ولكن مع الاصرار على المعصية والذنب تتضاعف العقوبة عليه .
هناك سؤال لو أن السياسي المسئول او رجل الدين او صاحب المسئولية الاجتماعية أخطأ وتمادى في خطأه وغيّه وانحرف وأخذ بغير هدى الله ورضاه وظلم الضعفاء وسرق أموال الشعب وأظهر الفساد والدمار من النواحي الاخلاقية والاجتماعية والسياسية , هل يتحمل الشعب مسئولية أعمالهم الظلمة والفاسدة والهدامة ؟ والجواب هو قول <<رسول الله (ص) ان المعصية اذا عمل بها العبد سرا لم تضر إلاّ صاحبها _ وهنا الأعمال الخصوصية مثل شرب الخمر او الزنا سرا نعوذ بالله كلها محرمة ولكن لا تضر إلاّ عاملها _ وإذا عمل بها علانية ولم يغيّر عليه أضرّت العامة >> .عندما يجهر الانسان بالمعصية ينبغي على الناس ان ينصحوه بالتي هي أحسن وبالموعظة الحسنة هذا للإنسان البسيط مثل حالي اما اذا كان من الطبقات الحاكمة والمهمة يجب ان يحاربوه بكل الوسائل حتى يعزلونه من الحكم او المسئولية وألاّ صار مثل المرض المعدي الذي ينتشر بين الناس ويؤثر على سلوكهم نفسيا او اجتماعيا لذلك اشار نبينا الكريم لهذا الحديث الشريف .<< وقال الامام علي (ع) أيها الناس ان الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة اذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير ما تعلم العامة فإذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم يغير ذلك العامة استوجب الفريقان العقوبة من الله >> . لأنهم لا ينصحونهم او يعظونهم او ينهونهم من هذه المعاصي والذنوب بالطرق السليمة التي تحتوي كل ذنوبهم وضلالهم .
ان الله يحذر الأمة الاسلامية من أهل المعاصي والذنوب كما قال تعالى : ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) (64) البقرة . وجاءت هذه الآية تأكيدا على قرية من بني اسرائيل نهاهم الله وحذرهم من صيد الاسماك في يوم السبت فاجتمع بعضهم وتآمروا على ان يضعوا شباكهم في البحر يوم السبت وستخرجونها يوم الأحد وعملوا بهذا العمل الذي لا يرضاه الله وتواطئوا معهم الباقين من الناس والمصلحين فدمّر الله الجميع لأنهم لم ينهونهم من هذا العمل المعصية لله .
اما الطغاة والجبارين والمسئولين الذين لا يؤدون حق المواطن ويظلمونه ويؤذونه واستمرّوا على هذه الحالة ولم يغيّر عليهم أحد ولا ينهاهم الناس عند ذلك سيحل البلاء كل البلاد >>وهذا ما أكّده الامام الحسين (ع) عندما قال من رأى منكم سلطانا جائرا ولم يغيّر عليه أحد كان حقا على الله ان يدخله مدخله << اي يعاقب الآخرين بعقوبة هذا السلطان الجائر لأنهم سكتوا عنه ولم يقوّمونه ويعزلونه . >>وقال الامام علي (ع) الراضي بفعل قوم كان كأحدهم << . وهنا يدخل أعضاء الاحزاب مع قادتهم ورؤسائهم الذين يشغلون مسئوليات ومناصب ويرون اصحابهم أنهم ظلموا الشعب ولم يعطوا المواطن حقه وأهملوا واجباتهم ومسئولياتهم ولم يقوموا بها بصورة صحيحة وسكت عنهم هؤلاء التبعية ورضوا بعملهم فالله يشركهم بعمل رؤسائهم ويجعلهم شركاء في العمل وفي الجزاء وحساب الآخرة .
يجب علينا ان نعقد العزم ونكون مع اهل الحق والعدل والإصلاح ونرفض كل اشكال الظلم والتبعية للظالم والطاغوت ونقف جميعا وقفة رجل واحد بكلمة واحدة نردد لا للظلم لا للطاغوت لا للتقسيم بل للعدل والحق والمساواة . فالوطن للجميع .