الطفولة بين الاساءة والجهل -مهند داخل كزار-ذي قار

Fri, 13 Apr 2012 الساعة : 22:06

من المواضيع الشائكة والتييجب ان يكون الاهتمام بها كبيراً لما لها من أهمية في بناء المجتمع والدولة العصرية الحديثة , لان بناء جيل قادر على تحمل أعباء المسؤولية والنهوض بواقعها يجب أن يبدء من الاهتمام بمرحلة الطفولة ومن خلال ستراتيجيات يجب ان ترسم من اجل هذا الموضوع , وفي هذا المجال يتعرض عدد لا يحصى من الأطفال في مختلف أنحاء العالم يومياً إلى مخاطر تعيق نماءهم وتنمية قدراتهم , وتشتد معاناتهم بسبب الحروب أو أعمال العنف ، أو بسبب التمييز والفصل العنصري والعدوان والاحتلال الأجنبي لبلدانهم وضم تلك البلدان ، والتشرد والنزوح ، واضطرارهم للتخلي بشكل قسري عن جذورهم , وكثيراً ما يكونون ضحايا الإعاقة والإهمال والقسوة والاستغلال , وفي كل يوم ، يعاني ملايين الأطفال من ويلات الفقر والأزمات الاقتصادية ، ومن الجوع والتشرد، ومن الأوبئة والأمية وتدهور البيئة , كما يعانون من الآثار الناجمة عن المديونية الخارجية لبلدانهم ، ومن الافتقار إلى نمو مطرد في كثير من البلدان النامية، وعلى الخصوص في البلدان الأقل نمواً , وقد أصبحت الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل الدستور الذى يحكم العمل الدولى فى مجالات الطفولة وقد أنشأت الإتفاقية آلية لضمان تنفيذ الدول الأعضاء لإلتزاماتها بموجب هذه الإتفاقية , هذه الآلية هى اللجنة الدولية لحقوق الطفل ، التى تتلقى تقاريرا دورية من الدول الأعضاء عن إنجازاتها والعقبات والمشاكل التى تعترض التنفيذ ، وتحرص اللجنة دائما على مساعدة الدول على تخطى هذه العقبات .
وعندما نتكلم عن الطفولة يجب ان نبدء من اللبنة الاساسية التي تكون المجتمع الصالح الا وهي الاسرة التي تحتوي على بعض بعض التصرفات التي تؤثر على التربية الصحيحة للطفل التي تكون مقصودة أو غير مقصودة في نفس الوقت ومن هذة التصرفات :
1 . خروج الأم للعمل واستمرارها به لساعات طويلة خلال النهار وحرمان الطفل من العطف والحنان.

2 . الخلافات الأسرية بسبب الظروف الاقتصادية وما نجم عن ذلك من فراق او طلاق بين الوالدين.

3 . إنشغال الآباء بالعمل او الهجرة الى خارج الوطن وغيابهم المستمر عن الأسرة.

4 . الضغوط النفسية التي يعانيها أحد الوالدين او كلاهما التي تؤثر تأثيراً كبيراً في رعاية الطفل.

5 . ضيق المسكن وكبت حرية الطفل.

6 . قضاء الأطفال الوقت الطويل خارج المنزل.

7 . جهل الوالدين بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة.

8 . إرتفاع عدد أفراد الأسرة الذين يعيشون في منزل واحد.

9 . المعاملة التمييزية ضمن الأسرة.

10 . عزلة الأسرة اجتماعياً وضعف العلاقات الأسرية والشخصية والاجتماعية.

12 . ضعف الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد الأسرة.

كما ان بعض الأسر قامت بأدوار وممارسات عديدة أثناء تربيتها لأطفالها وبشكل ضمني او بشكل واضح ملموس من خلال أفعال كالترهيب او بث القلق والخوف في نفوس الأطفال او معاقبتهم او صب اللعنات عليهم او عدم إشباع حاجاتهم العاطفية ، وتقوم بعض الأسر بسوء معاملة الطفل نفسيا كإشعاره بأنه لا قيمة له وانه غير محبوب او غير مرغوب فيه او سبه وقذفة بالشتائم وإهانته أمام الآخرين.
وهناك ايضاً مستويات عدة تسهم في إساءة معاملة الطفل ومنها اثر تاريخ الأسرة على ممارسات الأب والأم والنظام الخارجي للأسرة وخصائص الجيران ومساندة الأسرة ومكونات ثقافة الأسرة .
ولوحظ ان الأطفال الذين يعيشون الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يقع الآباء تحت وطأتها تكون اكثر عرضة للإساءة النفسية ، كما ان الأسرة التي تعاني من أزمات اقتصادية والتي لا تعدل في معاملتها بين الجنسين والتي لا توفر العون والمساعدة لأطفالها هي اكثر الأسر التي تدفع أطفالها الى المعاناة النفسية .
النتائج المترتبة عن إساءة معاملة الأطفال على شخصياتهم المستقبلية

ان سوء معاملة الطفل وإهماله يؤثر ذلك تأثيراً كبيراً على شخصيته المستقبلية من خلال ما يأتي:

1 . ضعف الثقة في النفس

إن ثقة الفرد بنفسه وقدراته عامل مهم يؤثر في شخصيته وفي تحصيله وإنجازاته وقد أشارت كثير من الدراسات الى ان هناك ارتباط كبير بين مفهوم الذات وبين التحصيل الدراسي فالطفل الذي لم تنم لديه الثقة في نفسه وقدراته ويخاف من المبادرة في القيام بأي عمل او إنجاز، يخاف الفشل ويخاف التأنيب لذا تراه مترددا في القيام بأي عمل، ان هذا الخوف متعلم نتيجة العبء الثقيل الذي يتركه الوالدين على عاتق الطفل والتنافس الاجتماعي ما بين أفراد الأسرة الواحدة
2 . الشعور بالإحباط

إن الطفل يشعر بالإحباط إذا ما تهدد أمنه وسلامته ويرى ماسلو ان الإحباط الناشئ عن التهديد واستخدام كلمات التحقير أمام زملاء الطفل والاستهزاء بقدراته وعدم إشباع الحاجات الفسيولوجية للطفل يؤثر تأثيرا كبيرا على سلوك الطفل .
3 . العدوان

إن شدة العقاب والإهمال الذي يوقعه الوالدين في الطفل يثير من عدوانية الطفل وشراسته وقد يكون رد فعل الطفل الإمعان في سلوك العدوان على الآخرين.

4 . القلق

إن سوء معاملة الطفل وإهماله يؤدي إلى شعور الفرد بالقلق الدائم وعدم الاستقرار النفسي والتوتر والأزمات والمتاعب والصدمات النفسية والشعور بالذنب والخوف من العقاب فضلا عن الشعور بالعجز والنقص والصراع الداخلي.

5 . المشكلات النفسية والسلوكية الطويلة الأمد

ان هذة المشكلات هي عبارة عن اضطراب مثل ( الخوف الشديد والهلع والسلوك المضطرب او غير المستقر ووجود صور ذهنية او أفكار او ادراكات او ذكريات متكررة وملحة عن الصدمة والأحلام المزعجة ( الكوابيس ) أثناء النوم والسلوك الانسحابي والاستثارة الزائدة وصعوبة التركيز وصعوبات النوم ، ان المشكلات النفسية والسلوكية الناتجة عن صدمة الإساءة تظل قائمة ونشطة التأثير على الصحة النفسية للطفل لأنها بقيت كخبرة والصدمة تعيش مع الطفل والطفل يعيش معها .

6 . سلوكات شاذة وغريبة وتشمل عادات غريبة في الأكل والشرب والنوم والسلوك الاجتماعي واضطراب في النمو الذهني والعجز عن الاستجابة او للمنبهات المؤلمة كما يظهر لدى هؤلاء الأطفال أعراض انفعالية تتضمن الغضب والإنكار والكبت والخوف ولوم الذات والشك والشعور بالعجز وانخفاض تقدير الذات والشعور بالذنب والبلادة

ويمكن وضع بعض التوصيات التي من شأنها أن تحد من هذة الظاهرة مستقبلاً منها :

• توعية الأسرة والمدرسة والمجتمع ببنود اتفاقية حقوق الطفل من خلال مجالس الآباء والأمهات ووسائل الإعلام المختلفة.
• ضرورة مكافحة العنف وكافة أشكال الإساءة والمعاملة للأطفال من خلال أجهزة الإعلام المختلفة وتطوير أساليب التدريس وتضمين المناهج الدراسية الحقوق التي ينبغي ان يتمتع بها الأطفال وضرورة احترامها.
• تفعيل دور المؤسسات الدينية التثقيفي والتوعوي في مكافحة العنف والإساءة ضد الأطفال.

• ان تقوم المنظمات والجمعيات النسائية بالدور الكبير في توعية وتثقيف الأمهات بمعنى الإساءة للطفل وأشكالها وأضرارها وتأثيرها على الصحة النفسية.
• ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية بالتركيز على الأفلام والبرامج الخاصة بالأطفال ومراعاة خلوها من العنف والإساءة للأطفال.
• معالجة مشكلة تسرب الأطفال من المدارس من خلال وضع أليات خاصة وتطبيق القوانين للحد من هذه الظاهرة.
• الاهتمام بتعيين المرشدين التربويين في المدارس الابتدائية للتدخل في معالجة مشكلات الأطفال المساء إليهم
 

Share |