تسمية الناصرية بذي قار وتسمياتها الاخرى -حسن علي خلف - الناصريه
Thu, 12 Apr 2012 الساعة : 13:15

ذي قار أو ذو قار هو ماء لبكر بن وائل بين الكوفة البصره، وهي أبار ماء عذبة في الصحراء قريبة من نهر الفرات وتنتصف المسافة بين الكوفة ومدينة والبصره ،ويكون محلها بالضبط إلى الشرق مـن مــوقع أور الأثري وشرق منطقة تل اللحم الحاليه قريبة الى الاهوار
وربما سمَّيت عين الماء( بذي قار) لقربها من مكان القار وهي عيون تطفح الى السطح بشكل حرليستفيد منه الناس في البناء والاستعمالات الاخرى. فالمساكن والزقورات والمعالم الاخرى مبنية بالقار و الطابوق وأبرز معالمها (الزقورة) المبنية بالقار كملاط بين طبقات الطين المشوي وقد عـرفت أور
(بالمقير) لوجود عيون القار فيها و ماء ذي قار نسُب لقربه منها
وبالتحديد ان موضع ذي قار يقع فيما بين عين ماء الحني والقراقر وموقع أور غرب نهر الفرات وان هذه المناطق تقع شرق تل اللحم ؛ ومن الراجح إن هذه الأرضَ منطقة منخفضة تنحدر نحو الفرات حيث تنتهي ببطحاء ذي قار وقد ذكرت الروايات مواضعَ عديدة توحي جميعاً بأنها مواضع ماء مثل ماء ذي قار وبطن ذي قار و وادي ذي قار والظاهر انَّ قبائل بكر بن وائل وبني شيبان وعجل خاصة كانت تسكن المنطقة وتستثمر مياهها في فصل الصيف وتجاور في ذلك قبائل عامر بن صعصعه والقبائل المتحالفه معها اما المنطقه التي يطلق عليها الاعراب الان ( ابو غار) هي غير ذي قار التي وقعت فيها المعركه كون الاولى منخفض ربما هو احد احواض مسايل الفرات سابقا او هو احد المنخفضات التي تتجمع بها السيول المنحدره من منطقة الباطن؛ والثانيه ركايا وعيون
و كانت ذي قار في صدر الإسلام عبارة عن مجموعة من القرى المتناثرة ، ابرز تلك القرى هي (كسكر ) القلعه حاليا و( الولجة ) الشطره والجامده مندثره الان تقع تقريبا بين اراضي ال ابراهيم الحاليه وال نصر الله ؛ وقرية ابو عبيده التي ولد فيها السد احمد الرفاعي ؛ والشاهينيه التي هي من بقايا دولة عمران بن شاهين الخفاجي و أور السومريه التي سميت بالكلدانيه فيما بعد لاقامة قبائل كلدو احد اماراتهم بالقرب منها في مرحلة ما قبل الاحتلال الاخميني وبالتحديد ايام السبي البابلي لليهود ؛ والبطيحة التي هي التل الذي شيدت فوقه ناحية البطحاء الحاليه التي ورثها البدور في بداية نزوحهم الى هذه الديار من ال وثال من قبائل الاجود وقصة نزوح البدور الى ذي قار معروفه حيث كانو في الشام سابقا وقسم منهم في دومة الجندل
وقد تجمع العرب في هذه القرى وكان لهم دورٌ في الأحداث التاريخية والمعارك التي دارت على ارضِ ذي قار في العصر الذي سبق دخول المسلمين للعراق ومن أبرزها معركة ذي قار التي
حدثت بين ملوك العراق في الحيرة ، في أيام النعمان بن المنذروبين الفرس في أيام كسرى أبرويز والتي اختلف المؤرخون في تحديد سنة وقوعها . فمنهم من قال 602 ميلاديه ومنهم من حدد سنة 609 ميلاديه
وسبب المعركة يعود لخلافاتٍ حدثت آنذاك بين زيد بن عدي العبادي والنعمان بن المنذر اللخمي بسبب قتل الأخير لوالد زيد ؛ فنصب زيد مكيدة للنعمان ثأراً لأبيه سيما وزيد اثير لدى كسرى ؛ وقد وصف زيد العبادي جمال نساء النعمان لكسرى وبالروايه المعروفه ايضا عندما اراد كسرى ان يتزوج. فلما تم قتل النعمان الذي كان قد استودع أهله وسلاحه عند هاني بن مسعود الشيباني زعيم قبيلة شيبان ؛ بعد ان رفضت اغلب القبائل استلام الودائع خوفا من بطش كسرى وجيوشه. الذي استعمل إياس بن قبيصة الطائي على الحيرة ؛ فأمره ان يجمع كل ممتلكات النعمان ويبعث بها إليه، فبعث إياس إلى هاني بن مسعود يأمره بإرسال كل ممتلكات النعمان التي استودعها عنده ، فرفض هاني تسليم ما عنده مما أثار غضب كسرى ، وكان عند كسرى في تلك الأثناء النعمان بن زرعة التغلبي الذي كان يتحين الفرص للانتقام من بني شيبان ؛ كون بينه وبينهم عداوات وثارات واحن ، فاقترح على كسرى بان يمهلهم حتى يقيّظوا ويتساقطوا على ذي قار (عين الماء) تساقط الفراش على النار ، فصبر كسرى شهراً حتى جاءوا نحو ذي قار ، فأرسل إليهم كسرى النعمان بن زرعة التغلبي يخيرهم واحدة من ثلاث ، اما ان يعطوا ما بأيديهم ، واما ان يتركوا ديارهم ، واما ان يحاربوا ، فاختاروا الحرب؛ وولوا أمرهم حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي مقطع الوضن تلك الحبال التي تشد هوادج النساء على ظهر البعير. وهكذا دارت رحى المعركة في منطقة ذي قار ،وكانت القوات العربية تتألف من قبيلة بني شيبان بكل بطونها تسندها بعض قبائل بكر بن وائل ،بينما تتكون قوات الفرس من عدة فرق ؛ فرقة يقودها القائد الفارسي الهامرز ،وفرقة جلابزين ،وفرقة قيس بن قيس ذي الجدين ،وفرقة اياس بن قبيصة وهو والي كسرى على الحيره ،ووضع القادة العرب كميناً قوياً في جب ذي قار ،مما اوقع كتيبة الفرس في مباغتة مذهلة حطمت معنويات الجيش الفارسي ،فانهزم الفرس الى الجبايات وهم يعانون من عطش شديد ،في حين كان الجيش العربي قد اكتنز الماء لمدة أسبوعين ،ودارات في الجبايات معركة شديدة انهزم فيها الفرس فتحولوا شمالا نحو بطحاء ذي قار ، أي أنهم أرادوا الوصول إلى الفرات فطاردهم العرب للقضاء على الجيش الفارسي نهائياً . وقد قيل فيها من الشعر الشيء الكثير
؛ ولو ان كل العرب افتخروا بمعركة ذي قار لوسعتهم وليس بني شيبان فحسب. فارتات الدولة في بداية السبعينات من القرن الماضي ان تطلق هذه المعركة كاسم لمدينة الناصرية او لواء الناصرية . وكان من تسميات الناصريه ايضا المنتفق ؛ نسبة الى تحالف قبائل المنتفق. وسميت بعروس الفرات ؛ وام التاريخ ؛ واخت اور ؛وام البشر. والناصريه نسبة الى الامير ناصر باشا الاشقر الذي شيدها سنة 1869.