اضاءات من فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) !!-عبدالامير الخرسان- فنلنده
Wed, 11 Apr 2012 الساعة : 22:33

كان ولا يزال السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) العالم الرباني والمفكر الاسلامي ورائد الحركة الثقافية ومؤسس الأيديولوجية الجهادية الفكرية ومرجع المسلمين عموما والشعب العراقي خصوصا ويعتبر علما من اعلام الدنيا ورمزا من رموز البشرية العظام وصرحا شامخا من صروح الإنسانية الذي اسقط عروش الاستكبار العالمي . كان ولا يزال حيا في فكره خالدا في آثاره ومآثره ومواقفه منفردا في منهجه واستراتيجياته وشمولية تخطيطه ومؤلّفاته وأطروحته للواقع كله لأنه كان نسخة طبق الأصل من منهج رسول الله (صلى الله عليه واله) حقا وصدقا ومن خلال ما منحه الله من الحكمه العظيمه (ومن يؤت الحكمه فقد اوتي خيرا كثيرا) وكانت الحكمه تنطق من نواحيه ويتفجر العلم من جوانبه وخير شاهد ما ترك من اسس المرجعيه والمرجعية الرشيدة وما ترك من سفر جليل وعلم ثر دوّنه في مؤلفاته المعروفة والتي اصبحت مواد تدرس في الحوزة العلميه والجامعات العالميه ويستفيد منها الفلاسفة وأصحاب الفكر والأساتذة والعلماء والطلبة , فمهما تحدثنا و بالغنا بالثناء والتعظيم لنصل الى أداء حق السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه) لا نستطيع أن نؤدي معشار من حقه الكبير علينا .)
لقد أضاء فكر السيد الشهيد الصدر (رض) طريق البشرية و مسيرة الانسانية وأنار ظلمات الليل الحالك المنضوية بالخوف والوجل والوهم وكشف سرابيل الحجب المتراكمة من مخلفات الماضي السحيق وهداهم من الضلالة وأنقذهم من الجهالة وأرعب الشياطين وهدم الاصنام والآلهة المعبودة دون الله سبحانه وأخرجهم من الظلمات الى النور , (أنار بنوره كل ظلام وهدى للصراط المستقيم , انه سراج لمع ضوءه وشهاب سطع نوره فاستضاءت العباد واستنارت البلاد, سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه الفصل وحكمه العدل , صدع بما أمره ربه وبلّغ ما حمّله حتى افصح بالتوحيد دعوته)(1 ) وأظهر في الخلق شهادة الاسلام وكلمة الحق والعدل , فاختار له الله ما عنده من النعيم المقيم والدرجة الرفيعة والفضيلة .
لقد استقطب السيد الشهيد (رض) قلوب المسلمين وغير المسلمين وأحبوه ونصروه وتضامنوا معه على وحدة الكلمة ووحدة الرأي ووحدة المصير المشترك فترى كل الاحزاب والمذاهب والأعراق أيّدت كفاحه ونضاله الفكري والثقافي فضلا عن الجهاد والتغيير في المجتمع الذي ساده الجهل والتخلف والذل والخنوع لينهض من جديد ليسترد عافيته وكرامته واستقلاله وسعادته
لقد دافع السيد الشهيد ذلك الدفاع المستميت عن حياض الاسلام المحمدي المقدس من خلال ما تميز به من الفكر الرباني الثاقب والقلب القدسي والثبات الملائكي لقد انفرد السيد الشهيد ابو جعفر قدس سره في هذه المرحله وفي عصره بعد اغناءه المرحله بالعلم والحلم والقيم والثقافة.وبعد استقطابه كل القلوب بأساليبه الفكرية الفلسفيه النورانيه التي القاها على ارض الواقع من خلال الصحف
اليوميه والمجلات تحت اسماء مستعارة وكذلك من خلال مؤلفاته القيمه العظيمه . ومن خلال لقاءاته وحواراته مع اصحاب هذه الاحزاب استطاع بتوفيق الله ان يحتوي كل هذه الاحزاب المعارضة ويكسب ودها ورضاها واحترامها ويجعلها شريكة في العمل التغييري النبيل .
لقد رأى السيد الشهيد رضوان الله عليه في هذه المرحله ان النظام الحاكم آن ذاك أخذ في القضاء على الاسلام والمسلمين وكل أبناء الشعب (يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم) وهذا بأمر الصهيونيه العالميه فأصدر فتواه بحرمة الانتماء الى حزب البعث بل ويجب مجاهدته والقضاء عليه . وخرج هو للساحة شاهرا سيف الجهاد في وجوه الوثنيه الظالمه الاثيمة مع المؤمنين المجاهدين رضوان الله عليهم . كان قوله يشابه قول جده الامام الحسين (ع) هيهات منا الذله . كان يعرف مصيره الى الشهادة التي لابد منها !! والذي احبها وعشقها منذ صغره فصدق عمله نيته !! فأكرمه الله بالشهادة هو وأخته الطاهرة العلوية بنت الهدى وثلة من المؤمنين المخلصين المجاهدين فجباهم الله بجنانه الواسعة مع النبي وآله (صلوات الله وسلامه عليهم) . وهكذا مضت خلفهم قوافل الشهداء كوكبه بعد كوكبه وانتفاضه تلو انتفاضه حتى اطيح بالصنم الاكبر والطاغوت الاعظم فلله سبحانه وتعالى اولا وللسيد الشهيد الصدر (رض) يرجع هذا الفضل العظيم .
لقد كان السيد الشهيد الصدر(رض) العالم الذي يفني كل اوقاته في الدراسة والتفكير في شؤون الاسلام والمسلمين وكان يجلس مع الناس يسمع منهم ويجيب على اسألتهم ويمكّن لهم قضاياهم المصيريه . ان اجاباته حقيقة هي طرح تربوي عظيم ونهج رسالي دقيق وغذاء روحي لكل الانسانيه . اراد السيد الشهيد ارساء دعائم الدين الاسلامي في العقول والقلوب والعمل والسلوك وتغيير الواقع المتردي والمنحل من خلال المجتمع افراد وجماعات .
ان للسيد الشهيد الصدر (رض) دينا في اعناقنا ينبغي ان لا ننساه وان نسير بهداه ونقتدي بسيرته العطره المليئة بالرحمة والشفقة على الامة الاسلامية وكل البشرية.
ينبغي علينا ان نرتقي بالسيد الشهيد والالتزام بفكره ونهجه القويم وان يرتقي بنا السيد الشهيد لان استشهاده اعطى ثماره لكل الاجيال وهذه مسؤوليتنا نحن لأننا ابناء السيد الشهيد الصدر وللوالد حق على ولده ان يحفظه في دينه وسيرته واستقامته وأمانته وجهاده وفي كل مااوصى له من العمل الالهي القويم .
(1) من قول لأمير المؤمنين علي (ع) يصف فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستشهدنا له باعتباره من ابنائه البررة الأوفياء والعلماء .