مقاتل ال صدر- مرتضى الشحتور- الناصرية
Wed, 11 Apr 2012 الساعة : 0:46

هناك عنصر مشترك يلف نهاية الرموز الثلاث. الامام موسى واية الله محمد باقر وفي الواقعة الثالثة السيد محمد محمد صادق الصدر.
العنصر الاجنبي .
هذا العنصر يحضر مباشرة ويشار اليه رسميا ويتداول وبقوة لدى الاوساط العامة.
مع سقوط نظام معمر القذافي بدا الغموض يتبدد والشك يتراجع واصبح بحكم اليقين ان الامام موسى الصدر قد اعدم في ليبيا اواخر السبعينات بعد مواجهة شجاعة اثارت جنون الحاكم المستبد .لقد فشلت الجهود الجبارة التي بذلت طيلة ثلاثة عقود في فك اسرار اختفاء المفكر والامام الثائر وقائد ومؤسس حركة امل التي لقنت الجيش الاسرائيلي دروسا لاينسى خلال الحرب في لبنان.
الرواية الجديدة التي كشفت عن اعدام الامام ورفيقيه تجد مصداقيتها من خلال قرائن عديدة اولاها طول فترة اختفاء الامام مايرجح فقدان حياته وثانيها الطبيعة الاجرامية للنظام الليبي مايجعل فرضية استثنائه من البطش شبه معدومة. سيما وان ثوريا مثل موسى الصدرلايتردد في قول الحق عند سلطان جائر يمثل تحديا حقيقيا لمستبد احمق مثل معمر القذافي والطغاة من رهطه .
ان عنصرا خارجيا ونزعة استبدادية ودكتاتورا مارقا قضى على ذلك الرمز المقاوم فيخسره لبنان وخسرته الامة .
وفي قضية اسشهاد السيد محمد صادق الصدر عام 1999 والتي لايختلف اثنان على صواب نسبتها الى اجهزة النظام المتخصصة بهكذا عمليات ، اعلنت وزارة الداخلية وقتها ان جهات مرتبطة بالصهيونية جندت لها عملاء من طلبة الحوزة الدينية مستغلة ماادعته الصراعات في المرجعية اقدمت على ارتكاب جريمة اغتيال الامام ونجليه في محاولة لاثارة النعرة الطائفية.
الرواية الحكومية اعدت بحرفية عالية وقد سارعت الاجهزة المعنية الى عرض اعترافات المتهمين المفترضين عبر التلفاز ونفذت الحكم باربعة منهم وهم طلاب علوم دينية في ظرف فترة قصيرة جدا.
من الواضح ان الرواية تلك لم تلق قبولا بل كانت محل استهجان جميع الناس.
فالسيد محمد صادق الصدر شكل كما الامام موسى تيارا هادرا واستقطب الاف الشباب وبث فيهم روح وقيم الثورة والتمرد والانطلاق في وقت كان النظام يخسر كل عناصر مقبوليته وفقدان اسباب مصداقيته كان الخطاب الرسمي بمجمله يفتقد الى رؤية مقتعة .
واذا كان نظام صدام حسين قد نسب الى جهات اجنبية مقتل السيد الصدر الثاني واذا كانت قيادات الثورة الليبية قد اماطت اللثام عن اسرار نهاية ا لامام موسى الصدر( قدس).
ومع اننا نعتقد ومن دون ادنى شك ان راس النظام يقف وراء المجزرة المروعة التي ارتكبت اواخرشباط عام 1999 بحق ذلك الامام الثائر.
فقد وجدنا انفسنا امام لغز اخر.
ففي مراسم احياء ذكرى استشهاد الامام محمد باقر الصدر قال نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي في الناصرية ان الامام قتل بامرصادر من جهة اجنبية بعد ان حطت بمطار بغداد طائرة خاصة .
لم يفصح عن مهمة ونوعية المهمة تلك.
السؤال لماذا يحضرالعنصر الاجنبي في مقاتل الائمةالصدريين؟
اعتقد انها الكرامةالعظيمة . فصدام حسين لم يتردد في قتل اقرب معارضيه سواء كانوا من ابناء عمومته واعزته من افراد اسرته مثل حسين كامل وشقيقه .
او قيادات الحزب او قادة الجيش.
ولكنه كان يناى بنفسه ويحاول ابعاد التهمة في هكذا احوال.
والقذافي الذي جعل من سجن ابو سليم ميدانا لقتل ابطال ليبيا ولم يعتني بالراي العام الدولي ومناشداته ومطالباته . كان القذافي يرفض القبول باية مسؤولية او علاقة له بهذه القضية.
عناصر الاشتراك في جريمة قتل موسى الصدر . ومحمد باقر ومحمد صادق الصدر . تتضمن معنى مماثلا .
الثورية الصادقة والفعل الميداني مقابل الشعارات الزائفة والادعاات الباطلة لجوقة الطغاة .وثانيها الرؤية الفكرية التي حشدت الملايين واستقطبت المفكرين خلف رموزهم في مقابل الخطابات المزوقة والرسائل الخالية من اية قيمة نظرية و التي فشلت مع مايواكبها من ضخ الاموال في بناء قواعد جماهيرية اوتاسيس ولاء شعبي وباي مستوى ممكن .
ولان اشعاعات الفكرالرصين الصادق والقابل للتحقيق تتعدى حدود المكان فقد كانت رؤى موسى الصدرتبلغ مداها كما واكتسبت القضية اللبنانية بفعل شخصيته المؤثرة صدى عالميا تجاوز الحدود المحلية.
ان ترديدا وانعكاسا مماثلا واكب ثورة الصدرين السيدين محمد باقر ومحمد صادق.
ولهذا فان الاشارة الى توافق يتضمن شراكة اقليمية في جريمة محمد باقر الصدر بالقياس الى قضية موسى الصدر ومحمد صادق الصدر تبدو اشارة متوقعة .
وان جائت الرواية متخلفة عن تاريخ الجريمة اكثر من ثلاثة عقود.