الاحلام والكوابيس هلاوس ذهنية ام تاثيرات من عوالم غيبية ؟؟؟- ابراهيم عفراوي- بغداد
Mon, 9 Apr 2012 الساعة : 23:00

بعد رحلة متعبة في عالم النهار الذي جعله الله تعالى سعيا ومعاشا يخلد الانسان الى النوم لياخذ الجسد والفكر قسطا من الراحة في لباس الليل وسكونه وظلمته , وبعد ان ينقطع تفكير الانسان وشعوره واحساسه بنفسه وبالعالم المحيط حوله وبعد ان يتوقف الدماغ عن اداء الكثير من الفعاليات والوظائف التي كان يقوم بها اثناء يقظته ليقتصر عمله وبقدرة خالقه على مايضمن بقاء هذا الانسان على قيد الحياة حتى اشراقة صباح يوم جديد . واثناء تلك الرحلة الليلة المعتادة قد يتعرضنا احدنا اثناء نومه لرؤية جميلة وطيبة تجعله يعيش في في عالم بعيد عنا اكثر رؤعة وجمالا من عالمنا الذي نعيش فيه , بحيث انها تركت اثارها البليغة فيه حتى جعلته يتمنى بعد استيقاضه لو انه بقي هناك ولم يعد الى عالمه الطبيعي , وكمثال على ذلك رؤيتنا للجنة وماتحتويه بامر الله وقدرته . وعلى العكس من هذا قد يرى في نومه احلاما مزعجة وكوابيس مرعبة ومؤذية تسبب له تسارعا في دقات القلب وارتفاعا في ضغط الدم وشدا عضليا وعصيبا غير طبيعي ورعبا وخوفا قد تستمر اثاره في نفسه وروحه وفكره حتى بعد يقظته . وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل ان مايراه الانسان اثناء نومه من رؤيات او احلام امورا حقيقية وواقعية ام انها مجرد اوهما وهلاوس فكرية ؟ وما هي منابع ومصادر الرؤيات والاحلام ؟ هل هو فكر الانسان وعقله ام تاثيرات اخرى خارج نطاق كيانه وارادته ؟
الاحلام والكوابيس في نظر الدين والشرع :-
لقد ذكر لنا الله تعالى العديد من الرؤيات التي عبرت عن واقعا حقيقيا حصل او سيحصل لمن شاهدها وحدد مصادرها ومنابعها التي جاءت منها , واكدت تلك الحقائق بالعديد من الاحاديث التي وردت عن رسولنا الاكرم صلى الله عليه وعلى ال بيته الاطهار , اذ قال : - ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ) , فالرؤية التي يشاهدها الانسان في ذهنه اثناء نومه والتي يعتبرها العلم نتيجة نشاط الدماغ واسترجاع وقائع واحداث الايام الماضية من ذاكرة النائم وغيرذلك مما يتعلق بحياته لتعرض عفويا وذاتيا دون ارادته , وغير ذلك من التفسيرات والتاؤيلات التي ابعدتها عن مصدرها الحقيقي والوقت الذي تحدث فيه كل منهما والذي اشارت اليه الكتب السماوية الا وهي الله ومن ثم عالم الملائكة المكلفين بالعالم الانس والامر نفسه ينطبق على الاحلام ايضا ولكن باتجاه معاكس , فقد حدد الحديث الشريف المصدر الحقيقي للرؤية الا وهو الله تعالى وكل ماياتي به هو الحق والصدق والنفع والخير ومصلحة الانسان , عن ابي البصير قال :- قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد , فقال :- صدقت , اما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها في اول ليلة في سلطان مردة الجن الفسقة , وانما هي شي يخيل الى الرجل وهي كاذبة مخالفة لاخير فيها , واما الصادقة اذا راها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة – وذلك قبل السحر – فهي الصادقة لاتختلف ان شاء الله ) . وقد اشار الحديث ايضا الى مصدر الاحلام والكوابيس المزعجة التي يراها الانسان في نومه الا هو الشيطان واتباعه واعوانه من العالم الاخر ( عالم الجن ) والذي تعجز ابصارنا عند رؤيته كعجزها عن رؤية عالم الملائكة المنتشرين في الارض بامر الله تعالى , وتلك الاحلام والكوابيس هي ايضا امورا حقيقية لكنها سلبية ومؤذية وضارة لاتخدم الانسان ومصلحته وحياته , ذلك ان الانسانية جمعاء واقعة بين عالمين عالم علوي ملائكي مرتبط بالله وعالم سفلي اكثر ارتباطاته بالشيطان واعوانه , قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) :- - ( ان الله خلق الروح وجعل لها سلطانا فسلطانها النفس فاذا نام العبد خرج الروح وبقي السلطان فيمر جبل من الملائكة وجبل من الجن فمهما كان من الرؤيا صادقة فمن الملائكة ومهما كان من الرؤية الكاذبة فمن الجن ) , وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) في هذا الجانب :- ( ان العباد اذا ناموا خرجت ارواحهم الى السماء فمارات الروح في السماء فهو الحق ومارات في الهواء فهو الاضغاث ) , وقال الامام الصادق ( عليه السلام) :- ( الرؤيا على ثلاثة وجوه من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان واضغاث احلام ) , اذا فقد حددت الشريعة تحديدا لالبس ولاجدال فيه مصدر ومنبع كل من الرؤيات والاحلام واكدت على واقعيتها . ولابد لنا من التطرق الى المراحل المتعاقبة التي يمر بها الانسان قبل دخوله عالم الرؤيات والاحلام من اجل توضيح واستعياب اكثر لتلك الحالة التي يعاني منها الانسان اثناء منامه .
مراحل النوم :-
ان معدل نوم الانسان الاعتيادي لاتتجاوز 8 ساعات في كل ليلة , ويبقى النائم منهمك في مراحلها الاولى والتي تتميز بسكون الاجفان وعدم اضطرابها وتحركها وبطا موجات الدماغ وانشطته الذهنية العميقة بحيث يكون فيها النائم اشبه مايكون بغيبوبة ولاتراوده الاحلام خلالها , وهي ثلاثة مراحل متعاقبة تتميز بخلوها من حركة العين السريعة , ماعدا الاطفال الذي يمتازون بكثرة الاحلام وسرعة حضورها في اذهانهم لذلك نلاحظ ظهور حركة العين السريعة في المراحل الاولى لنومهم لما يمتلكونه من شفافية توهلهم للدخول في عالم الاحلام . وتلك المراحل هى النعاس وهي المرحلة الاولى وبداية النوم ( تبدا من اغلاق العين ولفترة 5-10 دقائق ) ثم النوم الخفيف وهي المرحلة الثانية ( والتي تستغرق من فترة النوم 50%تقريبا من فترة النوم ) ثم تاتي المرحلة الثالثة النوم العميق ( وتستغرق 10-30 دقيقة من النوم ) وفى النهاية الاستغراق فى النوم ( وتستغرق 20 % من فترة النوم ) وتعتبر المرحلة الرابعة من اهم مراحل النوم وذلك لان الجسم يستطيع من خلالها استعادة حيويته ونشاطه واى نقص فيها ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والاجهاد خلال النهار , وفي تلك المرحلة بالذات تحدث الرؤيات والاحلام , ويطرا على جسد النائم فيها العديد من التغيرات اذ يزداد تدفق دمه ودقات قلبه مع ارتفاع في درجة حرارة دماغه الى درجة التعرق الواضح للعيان مع تردد انفاسه والاكثر اهمية تحرك حدقتي عين النائم تحت جفنيه بصورة غريبة وملفتة للنظر , علما بانه اذا تم ايقاظ النائم خلالها فانه سيذكر لنا كل تفاصيل ووقائع الحلم الذي كان يراوده , ولكن ان استمر في نومه حتى الصباح فانه لايتذكر الا تفاصيل قليله عن حلمه الذي راه . ولابد لنا من الاشارة الى انه هنالك نوعين من الاحلام والكوابيس المزعجة التي تحدث اثناء تلك الفترة , النوع الاول شائع بين الناس ويسمى بالكابوس ويحدث في الساعتين الاخيرتين من النوم و يتميز بامكانية تذكر المصاب لتفاصيله , اما النوع الثاني فيعرف برعب النوم ويحدث في الثلث الاول من النوم مابين المرحلتين الثالثة والرابعة , ومن ميزاته المهمة استيقاظ المصاب فجاءة مصحوبا باحاسيس الفزع والخوف الشديد مع سرعة التنفس وزيادة في نبضات القلب مع عدم تذكره لتفاصيل الحلم .
هرمون الملاتونين والغدة الصنوبرية : -
ولابد لنا من ذكر الدور الذي يلعبه هرمون الملاتونين الذي يفرز في المخ وعن طريق الغدة الصنوبرية والذي يساعد الجسم على الاسترخاء والاستسلام الى النوم والذي يصل في المرحلة الاخيرة من النوم الى قمة افرازه , علما بان تلك المادة المساعدة على النوم تنشط اثناء الظلام وقلة الضوء , ولكن عند النهوض في الصباح وتسليط الضوء على العين فانه يقوم بتحفيز خلايا معينة في شبكية العين لتقوم بارسال اشاراتها الخاصة في الدماغ لتحبط افراز هذا الهرمون المساعد للنوم مما يؤدي الى عودة الجسم تدريجا الى حالة الوعي واليقظة والنشاط , و الشخص الذي يعاني من كثرة النوم وعدم مفارقة الفراش نلاحظ على وجهه ظهور مادة دهنية واضحة وجلية للعين البشرية , ومن اجل توصيل المعلومة بصورة صحيحة الى ذهن القارئ العزيز لابد لنا من الاشارة الى ان الغدة الصنوبرية تتحكم في مجال الرؤية للعينين يقظة ومناما اضافة الى دورها الفعال في مجالات اخرى كالسمع والشم , وتنسب اليها الكثير من الافعال والقدرات الخارقة للطبيعة البشرية كالتخاطر وتحريك الاشياء عن بعد والاستشفاف وفتح العين الثالثة وغيره من الافعال التي لاتحتاج الى وسائل مادية للقيام بها , ومما لاشك فيه انه يمكن ادخال الرؤيات والاحلام ضمن ميدان القوى الخارقة للطبيعة وهذا يقودنا الى دورها الفعال في الارتباط بالعوالم الغيبية اثناء المنام , فما يراه الانسان في نومه لايراه عن طريق حاسه النظر بل عن طريق الاجزاء المتعلقة بها داخل الدماغ كالذاكرة البصرية مثلا والمرتبطة بتلك الغدة و التي تفتح الطريق الكشف البصري المنامي ورؤية الانسان للعوالم الاخرى .
العلم وحركة العين السريعة :-
يمكن الاستفادة من الدراسات والبحوث العلمية وما وصلت الى من تفسير وتوضيح مهم الا وهو ان (حركة العين السريعة لايمكن ان تحدث الا عند تعرض الانسان للاحلام ) , اما تفسيرها وتحليلها لمنشا تلك الاحلام والكوابيس ومصادرها فانه يعاني من القصور وعدم الالمام وذلك لعجز العلم بادواته المادية عن دراسة العوالم الغيبية التي لها ارتباط وثيق بتلك القضية المهمة وذلك للدور الذي سوف تؤديه وتلعبه في توضيح حقيقة الكثير من الاصابات والامراض الغريبة التي يتعرض لها الانسان من تلك العوالم كامراض السحر ومس وتلبس الجان . لذلك لابد من الاعتماد على الدين والشرع وما يحمله في طياته من حقائق عن مصدر تلك الاحلام ومنبعها الاصلي الا وهو الشيطان وعالمه الخفي . فالنتيجة التي نصل اليها ان حركة العين السريعة دليل على تعرض الانسان لحلم او كابوس الذي هو في نظر الدين والشرع من الشيطان فبالتي تصبح حركة العين دليل على حضور الجن في جسد الانسان ورؤيته المستمرة للاحلام , ذلك ان عالم الجن عالم خيالي كالحلم الذي يراود الانسان فيراه هو دون ان يراه الاخرون . لذلك ارى انه لابد من الاعتماد على الاحلام التي يتعرض لها الشخص المصاب اثناء نومه في تحديد الحالة التي يعاني منها ان كانت مرضا طبيا او روحيا لكي يتسنى علاجه بالطريقة التي تتناسب مع مرضه .
حالة واقعية :-
وقد يتسائل القارئ العزيز هل هنالك حالة ما يمكننا من خلالها اثبات ماقلناه , اقول بعون الله تعالى وقلبي يعتصر الما وحزنا واسفا وحسرة وندامة على ذلك الانسان العزيز الذي فقدته و بفقدانه كانما فقدت الدنيا ومافيها و الذي عانى كيدا لامثيل له من قبل عالم السحرة الفاسقين المارقين لعنة الله عليهم الى يوم الدين الا هو المرحوم التشكيلي ( اسماعيل عفراوي ) , غفر الله له جميع ذنوبه واسكنه فسيح جناته وزوجه من حوره العين وعوضه ماحرمه اعداء الله والانسانية , اقول كانت حالته من اهم الحالات التي كشفت الكثير من اسرار وخفايا عالم السحر والسحرة وهي الحالة الوحيد التي تكشف زيف مايسمى بالامراض النفسية وخاصة حالات الانفصام , منذ عام 2002 كان اشبه مايكون في غيبوبة مستمرة ولايحس بنفسه والعالم المحيط حوله , وكان لايفارق الفراش الا قليلا , لم يكن نائما بل كان منوما تنويما مغناطيسيا دون ارادته ورغبته اذا انه كان محكوما بالسحر وفي اكثر المناطق خطورة على الانسان وكيانه الا وهي منطقة الراس , لذلك ظل يعاني من الانفصام الروحي وتغير وتبدل الشخصية , اثناء نومه تبدا حركة رموش العينيين الترددية التي تشابه حركة الصور السريعة او حركات الامواج المترددة وهي حركة ملفتة للنظر , وكان يعاني من حركة اخرى اشد اذية اوايلاماله الا وهي حركة فص العين تحت الجفن بطريقة غريبة تثير الدهشة والكثير من التساؤلات المحيرة , كان يرى الكثير من الاحلام التي تحمل بين طياتها رؤيات لشخصيات مختلفة رجالا ونساءا واطفالا وشيوخا فصلا عن القطط والكلاب ... الخ بحيث انه كان يعيش حياة اخرى في المنام بعيدة عن المكان والواقع المتواجد فيه , فضلا عن الكوابيس المرعبة التي تثير في نفسه الخوف والفزع والقلق اذ كان مهددا بستمرار بالضرب والتعذيب والقتل . هذا في المنام اما في اليقظة فكان يعاني من التهيؤات والخيالات ورؤية الشخصيات بصورة مخالفة لحقيقتها , بل انه ونتيجة لحالته تلك كان يرى ذلك العالم الغيبي الذي حجب الله رؤيتنا له وكان يسمع اصواتهم التي لايمكن ان يسمعها اقرب الاشخاص اليه , اقول وان استند على العديد من الادلة التي تثبت ان هذا المظلوم لم يكن يعاني مرضا عضويا ونفسيا بل كان يعاني من السحر وتلبس الجان , انه هؤلاء المجرمين ( ابودشير ) قد اخرجوا هذا الانسان من طبيعته البشرية ليصبح ذو طبيعة خيالية مرتبطة بعالمهم الشيطاني الغيبي المسخر والمحكوم من قبلهم , لذلك اصبح ذو طبيعة حالمة لذلك تميزته شخصيته اثناء منامها بكثرة حركة العين السريعة النوم وكثرة الاحلام والكوابيس المفزعه والمرعبة , ولاننسى ان نذكر ان هنالك عدد من الرسومات والكتابات التي قام بها خلال تلك الفترة والتي هي تعبير حقيق عما يراه في يقظته ومنامه . سؤال اطرحه لكل من تعرض لحلم او كابوس مرعب اقلق مضجعه واثار الرعب والخوف والفزع والقلق في نفسيته وفكره وكيانه , ما رايك لو استمرت رؤيتك لتلك الكوابيس المفزعة والمواقف المرعبة لاشهر او سنين ,فكيف ستكون حياتك ياترى ؟ وهل ستبقى محتفظا بنفسك وصحتك وعقلك دون ان ينعكس عليها ويؤثر فيها ماتراه في المنام ؟ وماهو رايك وموقفك ان تعدت حدود المنام حتى اصبحت تراها في يقظتك ؟ ان هذا هو في حقيقة الامر مايعاني من يتعرض لاعمال السحر المؤذية والضارة للفكر والروح والجسد والتي قام بها سحرة الحقد والانتقام والكراهية حتى الموت .( رسومات عالم ماوراء الطبيعة ) http://www.youtube.com/watch?v=vm74hyMY6bo