الأخلاص تجاه الآخرين- دلال محمود- المانيا
Mon, 9 Apr 2012 الساعة : 0:32

اينما كنت جالسة في عربة القطار التي خلف السائق, رأيت السائق يوقف القطار
في غير المكان المخصص لوقوفه,لينهض من خلف مقود القيادة وينزل بسرعة عجيبة.
من غير إرادة مني وجدتني انظر الى الخلف لأرى مالذي جعل السائق يتوقف .
لقد رأى السائق ان صبياً, يبلغ من العمر حوالي سبعة أعوام كان واقفاً قريباً جداً من باب القطار, لهذا توقف عن القيادة ونزل كي ينبهه ليبتعد قليلاً, كون وقوفه كان في المكان الخطأ, وربما يتعرض الى خطورة ما.
هل لنا أن نقارن بين هذا السائق الألماني , والسائق الذي ينسب زوراً للعراق العظيم والذي كان يقتاد ركابه إلى أماكن مجهولة وبإتفاق خسيس وتحت مسميات طائفية مدفوع ثمنها من جهات عربية ودولية حاولت ولازالت تحاول العبث في بنية الجسد العراقي الجميل ليشوهونه بطريقة بشعة فيحولون أرض العراق الى مقابر مليئة بجثث من شبابنا واطفالنا ونسائنا.
أدعو معي ان ينظف عراقنا الجريح, من كل قبح وقبيح.
لكني نسيت أن أُذكركم,بأن الدعوات وحدها لاتكفي , بل يُراد لها توحد وإصرار وثبات على أن نصنع الحياة من جديد , كي يكون عراقاً جديداً, وأعلموا ياسادتي الكرام , ان الموت ليس صعباً عندما نشاء, أصعب منه الف مرة أن نصنع الحياة, فهلموا معي الى الصعاب , والى صناعة الحياة وزرع السعادة في عموم العراق.