شخصيات ومواقف حاسمة في التاريخ !!- عبدالامير الخرسان- فنلنده
Sun, 8 Apr 2012 الساعة : 13:04

لقد ذكر لنا التاريخ الاسلامي أن هناك شخصيات إسلامية انتصرت للحق ودافعت عن الحق وهي تعلم أن هذا الدفاع أو الجهاد يزهق الأرواح ويؤدي للإعدام والقتل والإبادة لان الحق ثقيل على أهل الباطل الذي كانت تعمل لصالحه من اجل منافعها ومصالحها الشخصية والاستئثار بالحياة والراحة على الموت أو القهر والغلبة .
لقد ذكر لنا صاحب كتاب مواقف حاسمة أن هناك عالما قاضيا يعمل في القضاء في البلاط الأموي على عهد معاوية بن أبي سفيان وكان هذا القاضي يحضر صلاة الجمعة مأموما وليس إماما وكان ينهزم من إمامة الجمعة وفي يوم من أيام الجمعة قال له معاوية اليوم أنت تؤم المسلمين تصعد على المنبر وتبدأ بسب علي بن أبي طالب ثم تكمل الخطبة وتختم بسب علي بن أبي طالب فرفض هذا القاضي أن يكون إماما وقال لمعاوية إني مأموما أفضل من إماما وأنا لا أحسن الخطاب ولكن معاوية أصر على ذلك أو يقطع رأسه فوافق القاضي وصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد وآله وابتدأ بسب معاوية الطليق بن الطلقاء وان أمه هند وجدته حمامة كانتا من ذوات الرايات المعروفات بالزناة والفاحشة وكان أبو سفيان من الزناة والفجرة وهكذا أظهر عيوب آل أبي سفيان وآل أمية وأخذ يثني على محمد وآل محمد وأنهم الأئمة المعصومين الأطهار النجباء وأنهم نور الله في أرضه وحججه على بريته وأمناءه على خلقه من اتبعهم هدي إلى الصراط المستقيم ومن تخلف عنهم هوى في نار جهنم وتابع في خطابه الذي أثلج صدور المؤمنين وأغضا الكافرين عند ذلك أمر معاوية جنوده أن ينزلوه ويقطعون رأسه في مكانه , إن هذا العالم القاضي كان يعلم علم اليقين انه عندما يمدح آل البيت المعصومين ويذم معوية وآل أبي سفيان انه يقتل في الحال ولكنه آثر إظهار الحق وإعلاء كلمة الحق لأنها كلمة الله العليا وقال كلمة الحق ومضى شهيدا في سبيل الله , ليعطي درسا من دروس الجهاد العملية , انه نطق بكلمة ولم يفجر بالأحزمة الناسفة أو المفخخات أو الصواريخ لأنه مكلف من الله سبحانه أن يقول الحق ولو على نفسه . كذلك كان الحر بن يزيد ألرياحي بعد أن جعجع بالحسين (ع) وانزله في كربلاء وكان في جيش زياد بن مرجانه ويقوده عمر بن سعد , فكّر الحر ألرياحي قليلا فرأى الحق من جانب الإمام الحسين (ع) عند ذلك لكز جواده من بين الجيش المعادي للحسين وانطلق نحو الحسين طالبا من العفو والسماح فسامحه الحسين ودعا له بالمغفرة والجنة عندها انطلق الحر ليدافع عن حياض الإسلام المتمثلة بجيش الحسين حتى مضى شهيدا رحمه الله . وهناك أمثلة وشواهد تاريخية كثيرة يذكرها التاريخ بصدق وأمانه ويفتخر بأصحاب هذه المواقف الحاسمة التي تظهر الحق وتنتصر له مهما كان الثمن قاهرا .
إن فضيلة الشيخ الدكتور احمد الكبيسي أعاد إلى أذهاننا تلك الأمجاد والبطولات التاريخية التي انتصرت لله والحق والإنسانة , وكما يقال التاريخ يعيد نفسه لأنه لابد للحق أن ينتصر ولابد للحق أن يظهره الله ولابد للحق من أنصار ينتصر بهم ولا ينتصر الحق إلاّ بأصحاب الحق فكان من قضاء الله وقدره إن الدكتور الكبيسي هو من ينتصر للحق ويظهر الحق ويهزم الباطل على يديه ومن لسانه وينطلق بفكره المعتدل الموسوم بالحق والإنسانية ليقول كلمة الحق أمام كل أئمة الجور في مشارق الأرض ومغاربها ليكون الأول في عصره من الذين سبقوا لنصرة الحق والإسلام الحنيف والانتصار لأمير المؤمنين علي (ع) ليسجل له موقفا إنسانيا فريدا في التاريخ لم يشاركه في ذلك إلاّ القليل من أهل الحق الذين سبقوه مثل الإمام ألتيجاني التونسي . إن الدكتور الكبيسي يريد للحق أن يعلو ولا يعلى عليه كما أشار إلى هذا الحديث رسول الله (ص) , إن الدكتور الكبيسي عرف تكليفه الشرعي ومسؤوليته الإلهية الإصلاحية التي أمره الله بها كما قال رسول الله إن العلماء أمناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا قالوا يا رسول الله وما الدخول في الدنيا قال أن يركنوا للسلطان . لقد أبت نفس الدكتور الكبيسي الأبية أن يركن للظالمين أو يستسيغ حلاوة الدنيا بمرارة الآخرة ولابد من إصلاح آخرته يبتدئ بإصلاح مسؤولياته وباعتباره عالم جليل فاضل فعليه مسؤوليات ومهمات لابد من تحملها وتبليغها رساليا وإعلاميا وكما أراد الله أن ينصر محمد وآل محمد المتمثّلة بعلي وأبنائه الأئمة البر ر عليهم السلام .
إن موقف الدكتور الكبيسي يمثّل الصلابة والجهاد والحكمة وهذا هو المعروف عن علمائنا وفقهائنا يحكمون بالحق والعدل ويجتنبون الباطل والأهواء والرغبات لينشئوا المجتمع الإنساني الصالح النبيل الذي يسوده الحب والود والصفاء والإخاء .
لقد علم الدكتور الكبيسي كيف يكون من أمناء الرسل وان يكون جزءا من الرسل عندما ينصر الرسل وكلمة الرسل وخلفاء الرسل ويجدد العهد مع خلفاء الرسل الذين عرفهم الدكتور الكبيسي إنهم علي وأبنائه المعصومين الذين قدّموا أنفسهم قرابين لله سبحانه وشريعته الغرّاء .
لقد عاش الدكتور الكبيسي حرا لم ينتمي لطائفة دون طائفة ولم يحكم لطائفة دون طائفة وإنما كان انتماءه للإسلام الحنيف ومبادئه السمحاء وعطاءه لكل المسلمين وعموم الإسلام , كان يرفض الطائفية والاعتداء والبغي على الآخر بغير الحق , كان يطمح للوحدة الإسلامية والتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الناس ليجلس الجميع على بساط الألفة والمحبة والإخاء فله منّا كل الاحترام ومن الله الأجر والثواب والرضوان والنعيم الأبدي انه ولي كل نعمة .